رسالة إلى رجل لم يذق طعم الهزيمة
رسالة إلى رجل لم يذق طعم الهزيمة،
مساء برحيق الربيع أيها المنتشي الثمل في سرح مجدك.
أتمنى أن تكون بالخير ناعما و في رحاب رضاك مستمتعا ،
وبعد
مضى وقت على دخولك إلى عالمي ، ارتحلت واستكشفت وصلت وجلت ورفلت في دروب استبحتها وأنا بك مرحبة ولك مستقبلة ولخطواتك مباركة، أقدم لك حينا مفتاحا وحينا خريطة ويباغتك الظلام فأوقد لك قنديلا أو أخرج من صندوق عتيق شمعة بعطرأيادي نساء الشرق.
وأنت تقبل دون انتباه، دون اكتراث، دون التفات لأن الهدف في عيون رجل لم يذق الهزيمة هو الأهم، كل الممرات الجانبية لا قيمة لها، كل الأحداث التي تموت قبل نهاية المشوار لاتستحق التركيز، الشموع و الدموع عندك وميض تلتقطه الذاكرة وترميه في مقابر النسيان.
لاشيء يستدعي توقف من اعتاد المضي إلى مناه سالكا طريق النصر و قاهرا كل اعتراض .
أهازيج كل الحوريات ورفرفة كل الجنيات و توسلات النواعم و أقصوصات الحرائر لها عندك رف صغيرتتكدس فيه، تتزاحم عليه, تخنق بعضها بعضا وأنت ترميها بنظرة ساخرة متى تشاء، متى زارك الحنين وغازلك شوق الذكريات.
لم تعلم أني كنت اتبعك و أرافقك و اقرأك، لم تعلم أنك بمعيتي وصحبتي ووجودي والأغرب أنك لم تعي أنك في مملكتي ، عالمي وجودي مملكتي أنا المليكة وكل كوكب يطوف في مجرتي هو لي وكل ما تستكشف هو مكتوب بتاريخي وكل ماتقبل و ترفض وتحاكم وتريد تغييره يقع تحت إمرتي، إمرتي وحدي.
لكن إمرة إمرأة تناقض عنفوان رجل لم يذق الهزيمة ووقوفها في منتصف الطريق يعيق تقدم طموح الفاتح الجبار.
وماهم امرأة بهزيمتك أو النصر؟ إن لم تناسبها خطواتك ، ماشأنها بفهمك أو انتصارك أو وسام مجدك الأبدي ؟
أتظن كل امرأة باسم الحب تسمح بغزو مملكتها أمام عينيها، أتظنها تصير جسرا و مطية وأحجية وهي تسرق من ملفاتك سر الرف وهي ترا ك تدنو من كل نفيس دون أن تطيع، دون أن تخضع، دون أن تلين؟
لا أيها العزيز ، لا يامخلفا لأقواس النصر على بوابات قلوب النساء.
إنني بين الإناث انثى تهزم الهزيمة قبل ولادتها على يديك و تشيد ضريحا لطموحك قبل أن يلامس غصن الفوز.
لا ولن تذوق طعم الهزيمة بملعقتى إن جلست واستمعت وقلت للشمعة شعرا وللدمعة أغنية وللمفتاح حكاية وإن سكتت حين تبدأ تراتيل الحب بمحرابي أما إن كنت مصرا على الإستمرارفي رحلتك الكولونيالية فتقبل مني جملة لم تصارح بها كليوباترا يوليوس القيصر الذي ردد :أتيت و رأيت وانتصرت.
"أنت أتيت وأنت رأيت ورأيت أنا مارأيت لكننك لن تنتصر إلا وأنا أتوج نفسي امبراطورة على عرشك التليد".
وتقبل مني تحية قيصرية وسلاما رفيعا يليق بمقامك ومقام امرأة علياء.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|