[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان ''5 ''



لم يكن فنجاني هذا الصباح ككل يوم ... معه كان أطيب ...

كانت نبضاته تتسارع مع كل رشفة ... ومع إشراقة شمس رأيتها أجمل
و بعد آخر رشفة نظر إليَ .. وكأنه يسأني قول ما يريد سماعه ...
مع أصوات العصافير التي كانت أحيانا تعلو فتحجب عنى صوته الخافت كنت أتأمل الفنجان ...
هي نفسها التي تتباين في خطوطه , تأملته طويلا ...
وهنا أعلن الصبر فيه الهزيمة ورفع راية الإستسلام فنطق بصوت العتاب : كانت قهوة ولا أطيب ...

لممت كل ما تبعثر منه في الفنجان / المكان وقلت : ألا فاعلم أنّ لا زمان ولا مكان يحُدُ وجودك في أعماقها لأنك في أعماقها كل الإتجاهات وكل المسافات وكل المساحات , إتسع قلبها الكبير ليحمل كل العالم بحلوه ومُره بانتصاراتها وانكساراتها .. ليعود فيحتويك وحدك ...
هي باتت في خيالك أحلى من كل خيال وأصبحت فيك يقينا و نبض في عروقك نغمةً تضاهي كل جمال ... هي باتت بلسما للجراح وأمنيات وآمال ...

دونتَ / دونَت حتى عانق الصمت بوحكما وابتعدتما حتى اشتد الشوق و كبر ...
تمنيت أن تكون منها كما تشاء بلا فضل ومنة وتمنَت أن تكونَ منك كما تشاء بلا فضل ومنة حتى صارت تبعث لك مع نسائم الروح كل يوم تقول :

أ..يها الساكن في أعماق روحي ...

حينما أعلنت نصرًا .. كيف ذاك السّر باح .. وخان ؟..

بتَ سُهدا في عيوني ...

كائنا يسكنني طول الزمان ...




21/04/2012