[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان ' 7 '


بحث عنها اليوم طويلا كان يتبع أثار عبق تنثره عند كل لقاء
وتحت شجرة لوز بعيدة رآها تجلس تتأمل السماء ...
قطع المسافة وفنجانه في يده ودون ما كلمة مد يده اليها لتُمسكه وغصة هي اليوم تملأ كل تفاصيلها ...
وقالت :كل الفصول إجتمعت في أعماقها و كل الورود بألوانها
خرافية اللمحة جميلة الحضور مشرقة كالبدر إذا أطل
حقول قلبها تتسع لتبلغ المدى خضرة ونقاء
وعلى تلال ثلجها تذوب ألف حكاية بنار الألم
خجولة المحيا ... قدسية الملمس ... شامخة الوقوف
ترتل آيات النقاء تسابيح صدق أزلية
على تضاريس الروح صحراء بواحة نخل ساحرة
وغابات من سنديان كونتها سنين الألم
و على امتداد حقول مُثمرة يزينها الورد والفراش
بهجتها زخات مطر ونسيم عليل
وضحكتها من تغريد البلبل وشدو العصافير
يحلو لها التأمل في سكنات الليل وفي لحظات الشروق وعند المغيب
بألوانهم ترسم أجمل اللوحات ...
مواسيمها صيف بمطر وخريف بنسيم وشتاء بثلج وربيع بزهر
وفي كل الفصول همس يقول لها دائما انتظريني ...

لتقول هي على أنغام النبض والخلجات و بهمسات عَطَرَها الصبر :

قالت لي الأيام أن المطر سيأتي ككل مرة وستزهر الحياة من جديد ....


28/04/2012