[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان '8'



أمسكت عنه الفنجان بصمت وتأملته كعادتها بصمت أطول ...
قالت : تأجل موعدنا حتى ما بعد الفجر فمع طلوع الشمس مولدك ...
أراك تنام على صدر اللهفة وتستنشق من الشوق نسائم أنفاس أضاعها القدر
وعلى تضاريس الوجد تعزف بأصابعك رعشة الشغف
وبين آهة يراقصها الحنين تتلاشى كل أجزائك على دروب الإنتظار
وتعود فتلملمك رجلا / عاشقا لا يرى الدنيا إلا بعيونها
اعتزل العالم /النساء إلا طيفها ... استقال من كل الأعمال إلا عد أنفاسها
وفي زاوية من قلبها ينام على وقع نبضها ... وفي قلبه لا ينام سواها
يكتبها بذراته إسما لا يقرؤه إلاه ... ويرسمها قمرا لا يضيء إلا أعماقه
يهز الوتر ليغنيها مواويل العشق أغنية لا تكون إلا لها
ويلحنها على إيقاع الروح لحظة يلمح طيفها
وهنا ... هنا تهتز جدائل الكون كلها
يمد الكف اليها
لتقول له :

أ نت يا سر ظنونى

حقي منك أن أغار

بيقين قد كتبت

كم عشقت الإنتظار


05/01/2012