عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 09 / 2012, 49 : 01 AM   رقم المشاركة : [781]
هيام ضمره
كاتبة، تكتب القصة والمقالة والبحث الأدبي

 الصورة الرمزية هيام ضمره
 





هيام ضمره is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الأردن

رد: أين تذهب هذا المساء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مساء الجمال والطبيعة النابضة

حياك ربي أيتها الميساء في هذا المساء وكل مساء

لا أظن كاتب يجيد التعامل مع الدواة والقرطاس إلا مالكاً روح التفرد في الابداع والتفكر وقوة خاصة في الإحساس بالجمال من كل نوع.. بما فيها الاحساس بجمال الطبيعة أنى كانت جبلية أو سهلية، بحرية أو حتى صحراوية.. فالطبيعة هي الطبيعة إن كانت تحمل ملامح الخضرة والماء أو ترابية تمتد في المساحات الشاسعة الجافة أو ذات المظاهر الجبلية، فالكاتب في تكوينه العقلي والنفسي يملك في داخله شفافية الفنان المتلمس مواضع الجمال مهما بسطت، ولذلك في أغلب الأحيان يكون الكاتب صاحب هوايات وفنون متعددة ومركبة، فقد يكون الكاتب شاعر، ورسام، وعازف، وصاحب احساس خاص بالكلمة المغناة، وفني الكتروني.. وسواه، بالطبع قد لا يكون مهتما بكل الفنون لكنه سيتقن على الأقل صفتين منها

فالابداع يجر حبلاً متصلاً من الابداعات في أغلب الأحيان، ولهذا وجدنا أن الاحساس بالجمال الجبلي والطبيعة الحُرجية اشترك بها الجميع

عشت عشرين عاماً في دولة الكويت وأحببتها وطناً تمنحني كل الجمال الطبيعي رغم حبي للجبال والوديان والتعرجات والصخور المتشكلة وألوانها الساحرة، والمغائر وذلك السحر العجيب الذي تمنحه المغائر بعبثية تكوينها وتشكيلها.. لكني في الكويت عشقت التأمل بالبحر وتلاطم موجه المتكسر على الشاطئ الرملي، مثلما عشقت دخول ماءه وانسيابية الجسد في السباحة، وطيور النورس وهي تغطس في الماء وتخرج ومنقارها يحمل صيده، أو وهي تختطف الأكل من أيدينا، وعشقت الرحلات الصحراوية مثلما عشقت تلك النباتات المزهرة القصيرة جداً التي تحدّت الجفاف الرملي وبرزت من وسط حيادية الرمل الجاف لتشكل مشهداً جمالياً ساحراً

عمان يا ميساء دافئة الذاكرة لا تنسى أهلها ولا ينساها ساكنوها مهما ابتعدوا.. ومنطقة الويبدة ذات تميز بين مناطق عمان كلها بجمال ابنيتها القديمة ذات الطراز الفاخر القديم وعتق الذاكرة فيها.. حدث عام 1996 أن التقيت أنا وزميلة لي السفير الفرنسي (روجيه) آنذاك لعمل ريبورتاج صحفي لسعادته، وطبعاً تم اللقاء بترتيب مسبق مع السفير، لم يكتفي باستقبالنا بحفاوة داخل مكتبه الفاخر، بل أصرّ علينا أن نزور الفيلا المخصصة لاقامة السفير التي تلي بناء السفارة مباشرة، لقد كان يريد أن يطلعنا على البناء الفخم القديم وفن الزخرفة الحجرية على بواباته ونوافذه، والديكورات الشرقية الداخلية، والأثاث الدمشقي الفاخر المشرّب بالعاج والصدف، كان يتحدث العربية بطلاقة، ويحتفظ في مكتبتة بأشرطة لأغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الوهاب وعبد الحليم وفيروز، وأظهر افتخاره وهو يرينا قنديلين ضخمين عتيقين رائعي الصنعة علقا على جانبي مدخل الفيلا قائلاً أنهما تحفة فريدة جداً.. وراح يتحدث باعجاب حول منطقة جبل الويبدة وعشقه التسكع في شوارعها الضيقة والاستراحة في نهاية المطاف على أحد المقاعد الحديدية الجميلة الصنعة على دوار باريس هناك، مؤكدا أنه لم يتحيز لها لأن الدوار يحمل اسم عاصمة بلادة، بل لأن منطقة الويبدة منطقة تؤرخ لفن البناء الأول في عمان.. وأوصانا وهو يشدد على الوصية أن نكتب للمسؤولين ليحموا المباني القديمة في الويبدة من الزوال وتجني المقاولين على الأبنية القديمة.. والمطعم الذي زرتيه هناك يا ميساء أصبح مثله مطاعم، يستغلون الفلل القديمة الفريدة لتحويلها لمطاعم وكوفي شوبات حسب الخطة السياحية

هناك منطقة جبلية في الأردن أعشقها بحق لفرادة سحرها وخضرتها وشلالاتها ومغائرها وهي منطقة جبال عجلون، وروعة التأمل والتفكر تحلو بين هاتيك الروابي والأفنان

أدعوكم الجميع لرحلة ربيعية لا تنسى هناك

حيا الله أهل الجبل وبلادهم
هيام ضمره غير متصل   رد مع اقتباس