الموضوع: قضية انتحار ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 10 / 2012, 06 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

قضية انتحار ..

قضية انتحار ..
1
حضر أيلول في جثمانه الأسود،
يواري نشوة الجسور ..
تهلّلتْ أساريرها ..
فوق الرّماد الباهت لسماءٍ حزينة،
تدارت، كي تحنّط رهبةً تملّكتها
فوق غفوة ذاك النّهر نامت تلميذة ..
للتّو شرّحت شرنقتها و امتثلت لبيانٍ قتيل
دلفت في عتمة الشّرق تسكب غروبها،
تفزعُ الشّفق الأزرق،
و ليونة الإغراء لهطول المطر ..
تلميذة .. تشكّلت في إعصار امرأة،
تناولت جذوتي المشتعلة، من رغبةٍ قديمة،
من أمنيةٍ قديمة،
حفرت فوق شعري، مسلكها نفقا للموت
انسدلت من فوق كتفيّ، تبثّني خصلاتها .. ذاكرةً شعرية
حلمًا ما لبث أن تنازعته الصفحات،
خلف ذاك المقهى الصغير ،
تداعى صمتي و شجنها ..
تلميذةٌ .. تحملُ فوق صدى دفاترها المنسية،
مكيدةً غيبية ..
اعتزمتْ الرّحيل ..
2
خلف المقهى، تشنّج شعري لبرهةٍ،
لحينٍ، أن تفتضح عنه " قصيدةً "
سارت مهيلة، كمطر الخريف فوق دفاتري المعتّمة ..
ماسكةً حرفها الأخير، و كتبَ طفولتها ..
سارت .. و قوانين العسكر ،
تلجمُ قافيتها الصغيرة ..
تدارت خلف غصنٍ احتدم الصراع حوله ..
بين مسكٍ و عطر غربي ..
عطور التاريخ، تؤرّخ لمسائها،
تنسبُ للأوراق، ذلك الاختزال الأحمق ..
في جسدٍ صغير،
تلميذةٌ ..
سارت على مهلٍ، فوق أوراقي تحمل جسدها النّحيل ..
و بعضا من الخطى الرّاكضةِ، نحو العمر الأغبر
إنني لأشهد ..!!
أنّ العويل، تكتّم سرّ استشهادها،
و أنّ رموز الانحناء ..
تهاطلت فوق الرّصيف المنمّق،
تزفُّ رحيلها ..
تلميذةٌ ..
صافحتني من بعيد.. بين قارتين،
توقّف الجدل بين السّطر الأخير المُشْهَرْ،
خلف المقهى و قبالته
حطّت متشعبةً، كمدينةٍ فقدت توازن رفاتها ..
فوق جسرٍ أخير ..
هناك ..
كان الهواء، يجمعُ شتاته ..
بين أنفاس الحاضرين،
من مدينةٍ مضطهدة،
هناك .. كان العسكر
يجنّس ذاكرة الأرامل،
يثبت مزاعم " قريةٍ " تثاءبت على ضواحيها مقبرة أطفال
هناك ..
كان المطر يعوي فوق وجوهٍ للتّو رسمت نهاية مدينة،
نظرتْ .. التلميذة
من فوق أدراج كتبها المنثورة، في غارةٍ أخيرة،
و أطلقت صافرةً، نسفت ما بقي من خراب المدينة،
و جسدها الصغير ..
3
اعتدل الخريف في جلساته المرتبكة،
احتدم الشّتاء حمما مسكونةً
بثأرٍ تقاسمته ثوانينا ..
ذلك العصفور الأحمر،
كان حاضرا قبل بزوغ الرّحيل ..
كان بألوان زاهية، يمهّد لحلول الرّبيع،
بعد قصيدتين ..
كان حاضرا، فلامسته شفاه الحيرة الحمراء،
قبلةً فجّرتها التلميذة،
للتّو فوق الرّصيف الهامد، الصاخب
حقيقةً تاريخيةً ..
أسدلتها تلميذة، تكبرني بانفجار،
تصغرني كذلك العصفور الصغير ..
أنا العربيةُ ..
أنا الحدّ الفاصل المتلعثم ،
كلّما شهقت المسافات بيننا
تلميذةٌ .. كنتُ لولا القدر،
حرفها الناطق أبجدية عربية
لقّنتني " هي" لغتها في ضريحٍ مكتوم، مختوم
متوشحا رايةً ..
تسكنني، كلّما تنهّد على جسدي صوت الأقصى ..
بصوته الحزين ..
لقّنتني كيف يحيا المطر بحمرةٍ كلاسيكيةٍ
فوق أرضٍ، تلبّدت كسماءٍ قتيلة
أبعدها .. ؟
أؤمن .. أن قولي اللّعين سيّد الفصول،
بل " هي " التلميذةُ الصامتة ..
تمثّلت بظلّ ذلك العصفور لي، بين قارتينا
فوق مدينةٍ يسكنها وهم السلام،
أنهكني حضور الشّعر غافيًا بين كفّيها ..
تلميذةٌ، نسفتْ تواجد القارات برسم جسدها الأشقر المبعثر،
نسفتني ..
حين قرّرتْ أن تثأر ..
غبيةٌ .. أنا
إن مسحتُ بمنديلي الأحمق، جسد العصفور
غبيةٌ .. إن أزحتُ بكفّي تكهّنات العصفور
و انتبهتُ ..
انتبهتُ، أنّ الدّم المنثور
لا يشبه أبدا، حضور تاريخٍ للتّو صنعتهُ تلميذة
لم تتجاوز بعد العشرين ..
ليتني ..
حضرتُ بعد تمام حكايتها
لأحسب بين الرّفات،
كم كان عمرها ..
و أتناسى،
ختم ذلك الموجود .. !!
فوق شهادة ميلادها ..
30/09/2012
01/10/2012

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع حياة شهد
 [frame="15 70"]
أنا أنثى ... لا أجيد .. إلّا أن أكون أنثى ..
عمقا و قهرا و قضية و ثقة أن الحياة لن تنصفني ما دمتُ " الشّرعية " التي تخشاها الوجوه المغلّفة ..
لذلك سأكون .. أنا ..
شهقة تحد و صمود .. قد تخفق لكنّها أبدا لن تتنازل عن كبريائها ..
[/frame]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس