رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
[frame="1 10"]
[align=right]
صباح الياسمين والجوري..
لم أحتسي قهوتك أختي أستاذة ميساء منذ أيام
كنت أكتب مقالة ثم غيرت رأيي وحذفتها وهذا ما يحصل معي منذ فترة مع غيابكم الطويل هذ الشهر عن المنتديات..
عادة الثلاثون من أيار يكون أسعد يوم في السنة بالنسبة لي فهو تاريخ اليوم الذي أصبحت فيه أماً
عيد ميلاد شـادي أو شدو قلبي كما أناديه.
حين وجدتك تتحدثين هنا عن النباتات والعصافير تذكرت حادثة حين كان ابني طفلا صغيرا:
كان والده يهوى اقتناء العصافير وابني مثلي بالفطرة أشد ما يكره رؤية العصافير في قفص ولا يحبها غير طليقة في السماء وفوق أغصان الشجر وكنا نتناوب على فتح القفص وإطلاق سراحها كلما حلّ طيرٌ جديد في القفص.
كنا في لبنان في منزلنا الصيفي في أحد المصايف بالجبل، وعادة في المصيف يكثر الضيوف.
زارتنا أسرة ابنهم في مثل عمر ابني وكان العصفور الجديد مازال في القفص قبل أن نعمد أنا أو ابني لتحيّن فرصة لإطلاق سراحه، فجأة سمعت صوت ابني يصرخ في رعب شديد، ركضنا جميعاً ووجدنا الطفل الآخر و جسم العصفور في يده بينما رأسه على الأرض، بعد أن كان تناوله من القفص وملص بين يديه رأسه عن جسمه بأسلوب سفاح محترف وهو يضحك منتشي بفعلته وابني يصرخ ويبكي مذعوراً من قسوة المشهد..
كان مشهداً رهيباً أدركت معه يومها أن القسوة والعنف فطرية عند بعض الناس منذ الطفولة!
أخذ ابني بعد فترة جثة العصفور وضم الرأس إلى الجسد ودفنه بالتراب وببراءة الطفولة قرأ عن روح الفاتحة، وليلتها أنا وابني ارتفعت حرارتنا.
أما النباتات فهوايتي المفضلة إلى حد أني بالفعل لا أستطيع أن أعيش دون نباتات ولوتدخلين بيتي تعتقدين أنك في حديقة، وكثيراً ما خسرت مفروشات ثمينة بالانتقال من مدينة إلى أخرى ولا أهتم لكني مع وداع نباتاتي وأشجاري تنساب الدموع غزيرة..
حتى قهوة الصباح لا أستطيع أن أحتسيها دون أن أجلس بين نباتاتي وأنا أستمع إلى فيروز، أذهب إلى السوق لأشتري ثوباً وأعود سعيدة بنبات جديد عوضاً عن الثوب.
في كندا بلاد الثلج الزهور لا تعيش في الخارج طوال فصل الشتاء وتموت بنفس التوقيت لو وضعناها في الداخل، ومع بداية شهر أيار من كل سنة أبدأ بزراعتها في الخارج فقط لفصل الصيف وأقضي معها أحلى أوقاتي.
مع أطيب أمنياتي لكم بنهار سعيد
[/align][/frame]
|