يمر العام على الرحيل إذن ..
و من قال أنّ الذي يترك روحه معلقة بيننا يرحل هكذا .. إنّما الرّحيل يعترف بالجسد دون الروح ..
قلّة من الناس من يعبر عن وجوده الحقيقي ذلك المفصول عن الجسد أو الحضور المادي فقط ..
قلة من تسعفهم الحياة ليمتدّ تواجدهم لما بعدها .. هكذا الأديب الذي يترك بصمته حية .. و ذكراه أخلد من كلّ شيء ..
هكذا الحضور الوطني فوق جسد الصفحات لشاعر صمت ليتكلم حرفه ..
هل هناك أسمى من هذا الحضور ..
اليوم الذكرى الأولى لرحيل سيد الدار و المؤسس لنور الادب .. هذا المصباح الذي رفض " و ها قد مرّ العام الأول " ..
أن ينطفئ .. رفض ان يخفت و في شرايينه تسري دماء حارة ..
نبضه يقاس بعدد الحروف المنسكبة حبا كبيرا للوطن و لكل شيء .. فكيف سيتوقف النبض هنا .. ؟ و الحروف غزيرة جدا ..
***
سيدة النور الغالية هدى ..
رحم الله ذلك الذي لا يموت إلا جسدا لأنّ روحه هنا حاضرة نكاد نتلمسها كلّما تجولنا لمسافة قصيرة في النور ..
رحمه الله جسدا و أبقاه روحا و حضورا واقعيا كما هي حاضرة دفاتره و أشعاره و قراءاته ..
دعائي ان يمدّ الله في عمرك حتى تحافظي على هذا الصرح الادبي مشتعلا لروحه و للأدب الذي أحبه ..
كل التقدير و الاحترام و المودة ..