رد: الذكرى السنوية الأولى لرحيل شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
سلام الله عليكم ..
وجود الشيء يوجب وجود اللاشيء افتراضا
ففي الواقع لا يوجد لا شيء على الاطلاق وهو معنى افتراضي لا حقيقة له .
فالشيء واللاشيء هما حالتان لمادة واحدة في زمنين مختلفين حتما .
والحياة نسبة ..
فلو وقف أحدنا ليسأل نفسه هل أنا حي .. ؟؟
سيجيب نفسه بالتأكيد نعم أنا حي ولكن سيعترضه سؤال آخر ..
كم أنا حي ..؟؟!!
في قلوب الناس وفي التاريخ وفي السطور الخالدة التي لم تتنازل يوما عن أيّ جزئية مهما صغرت أو كبرت .. من ملامح الوطن والإنسان والشعر والأدب والحق ..
وأيّ شيء ..هذا !!
حين تكون ماهيته لا مادية
بل روحانية معنوية فكرية إنسانية تاريخية أدبية .. فحالته الوحيدة هي الوجود والبقاء والخلود .. ولن يعتري هذا الوجود حالة اللاشيء ..
طلعت سقيرق ..
مازلت أقف عاجزا عن لفظ كلمة لا بدّ من لفظها .. وأعذرني سيدي هي كلمة رحمك الله .. سأقولها .. رحمك الله ورحمك الله ورحمك الله ..
طلعت سقيرق ..
المفهوم .. المعنى .. الأدب .. الشعر .. الأثر الإنساني .. السلوك الذي مازال مزروعا لينبت بجميع الفصول ريحان وزهر ونور ...
طلعت سقيرق ..
أيها الموجود دائما سلام الله عليك سلام الله على إثرك الفاضل وعلى أصلك وفرعك ونفسك
سلام الله على ثراك والزهور التي نبتت تجسد مادتك الطاهرة وتحمل ألوانك الطيبة وتفوح عبقك الزكي ..
طلعت سقيرق ..
أيّها الحيّ كثيرا .. طوبى لجميع الأحياء الذين لا يموتون
طوبى لمن سقط عنهم حدّ الموت حين تجردوا من أجسادهم وحلقوا ليملأوا الكون جمالا وفكرا وشعرا وأثرا طيبا
ومازلنا نقول منذ ألفي عام .. مصباح ديوجين .. ومعلقة عنترة .. ونور طلعت
طوبى لمن تحولوا للمعنى المجرد ..
طلعت سقيرق ..
يا حبيبي قلتها لك سابقا وأعيدها دوما
لتهنأ السماء بك ..
ولتهنأ الأرض بك ..
وهنيئا لك تحليقك الدائم ووجودك الأبدي الذي صنعته بنفسك كما صنع جميع العظماء وجودهم الأبدي
وحضورهم الخالد ..
كريم سمعون
|