عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 05 / 2008, 06 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

أنت...من تكون؟؟؟

قل لي بأي شئ اكتب اسمك؟ لقد جربت كل شئ... بدمي كتبت ...بدموع عيني كتبت ... بأنفاسي الساخنة على زجاج شرفتي البارد كتبت، لم يتبقى الا ان اكتب اسمك بأحمر شفاهي، اريده ان يكون اكثر التصاقاً بي...

انا اعتاش على ما تبقى من اثار منك، لمسة يد، التفاتة مازالت عالقة على اهداب ذاكرتي، همسة سجلتها اذناي ولم تمل تكرارها، قبلة طبعتها على ظهر كفي في لحظة هطول عشقية ومازلت تدغدغ المكان.

يا ألمي الجميل ، هل مازلت مراياك القديمة تحمل صورتي؟

كنت تحادثني في كل الاحوال، وكنت اسكن كل مراياك ، اسأل فرشاة حلاقتك، ومعجون اسنانك ، وزجاجة عطرك ، ومنفضة سجائرك ، وفنجان قهوتك ...لقد شهدوا حوارنا في كل الاوقات، كنت في حالة حراسة دائمة لكل تفاصيلك.في احيان كثيرة كنت اشعر بأنني لا أكرهك ولاأحبك فكلاهما حالة عادية بالنسبة لي، لأنني أحب التميز في عشقك.

أحب أن أعيش حالة شك. أنت شكي الجميل وأنت أقسى ظنوني.
اتذكر كيف التقيتني؟كنت تبحث عن محارة جميلة على شاطئ احلامك، واذا بك تتعثر بي وانا كنت ابحث عن محارة بنفس المواصفات ، اي صدفة هذه التى رمتنا على نفس الشاطئ؟ أي موجة هذه التى قربتنا الى حد الإلتقاء؟

كان حبك مثل هجمة مباغتة شقت حفرة كبيرة في سكوني ثم انسحبت قبل أن استطيع اللحاق بها واستسلمت.كنت اسير حافية ،
كنت في ذروة البرد والخوف من المجهول فأعدت لي الدفء بإقتحامك المجنون.

أيها العربي الداخل كالخنجر في صباحات قلبي ، اراك ترتشف سيجارتك وكأنك ترتشف كرياتي الحمراء والبيضاء، هل قدر لنا ان نلتقي في محطة الصدفة لتلتقطني برموش حنانك؟

لعينيك سحر لا يفسره حتى علم الفيزياء ، اكتشفت نظرية جديدة لم يكتشفها احد قبلي وهي ان نظراتك عبارة عن لحظة مصالحة ما بين الضوء والعتمة .

عودتني على الارتماء في دنياك بلا اي استعدادات ، لم اكن اخشى الغرق بالرغم من انني لا اجيد العوم ، كنت تلتقط قلقي وارتباكي بكف من حب وكف من شوق ، وكنت تفرش لي صدرك بزهر الياسمين لأتكئ عليه في لحظات ضعفي....

سكنت سواحل عينيك المرهقتين الذابلتين وتعلمت العزف على رموشك بعد ان اصبحت وطني وملاذي الوحيد.

اتعلم بأنني توقفت عن تدوين تاريخي معك لأنني اصبحت اخاف ان يكتشفوا وجودك في بين اسطري حتى قبل ان التقيك، خفت ان اتهم بتزوير التاريخ ، ، لقد احتويتني بأثر رجعي واصبحت اعيش معك ماقبل طفولتي.

طلبت اكثر من مرة منك ان تكسر ساعتك لتأخذني خارج اطار الوقت، فلا الزمان ولا المكان يعنيان لي الكثير في حضرتك ، فأنا اصبحت رهينتك بملئ ارادتي وبكامل قواي العقلية.

سألتني يوماً من تكون بالنسبة لي؟
أجبتك بلا تفكير وبلا ترددأنت انت كل شئ .
اجبتني بحزم :لا احب العمومية ، وطلبت مني إجابة اكثر تفصيلاً.

سؤالك اربكني حينها وانتهى لقاءنا وبقى سؤالك عالقاً على ضفاف ذاكرتي.

ولكنني اصبحت اكثر نضجاً وواقعية الان ، فاسمح لي بأن اقول لك من تكون:

انت رسم تجريدي يخطف الالباب من على بعد ولكن لا يجرؤ احد على استيعابه


انت مليكي وانا وحدي شعبك ، نشيدك ، علمك، انا الرعية وحدي، اسمح لي ان اكون انانية معك.

انت قصيدة اسكنها بيتاً بيتاً، قصيدة بيوتها لا ابواب لها.

انت نخلة باسقة ، لم تصنف بعد في انواع النخيل، تسلقت اليك بكل حواسي، ولم يعد بوسعي ان اتسلق اكثر.

انت كتيبة مدججة بكل الاسلحة العشقية لإحتلال كل نساء الكون ، ولكنني تصدرت كل الاهداف حتى اكون دوماً في مرماك.

انت كتاب يمكن قراءته من كل الجهات، عمودياً يٌقرأ... أفقياً يٌقرأ... في الصباح يٌقرأ... في المساء يٌقرأ... في وقت القيلولة يٌقرأ... في التفاتة العنق يٌقرأ

انت السمكة النادرة التى يصعب اصطيادها الا بخيوط الصبر والعطاء.

انت جنوني الوحيد الذي اجاهر به بلا خوف من ان اساق الى مشفى الامراض العقلية

انت معركتي التى لايضيرني ان انهزمت فيها او انتصرت، أنا لا أتصور حباً يقيم في المنطقة الوسطى بين الأشياء أو في منطقة معزولة السلاح حيث لا انتصارات ولا هزائم، ولن يكون هناك حب خارج نطاق المغامرة وربما الاستشهاد ومعك كنت اتوق الى الإستشهاد.


انت قطار المصادفات الذي لم يعرفني يوماً ميعاد مغادرته ولا ميعاد وصوله... قل كيف أتيت؟ ومن أين أتيت؟؟؟

أنت من يشعل النار ولا يطفئ الحرائق

انت من يتواجد في كل الاماكن وبين طيات المتناقضات، تكون في الماء والنار معاً، في الصيف والشتاء معاً، في القطب الشمالي وعلى خط الاستواء معاً... لذلك لا استطيع تطبيق مبدأ عدم الانحياز تجاه اي من تفاصيلك.

انت النغم الذي دونته في نوتة القلب لتتراقص عليه نبضاتي احتفاء بلقياك

انت من سكنت ملامحي، اطراف اصابعي، جدائل شعري، كحل عيني، ارتعاشة يداي، شهقة فرحي، تنهيدة حزني، دمعة جفني، رمشة قلقي، اختلاج شفتاي، تلعثم كلماتي، حيرة نظراتي، تبعثر افكاري،

انت من سكنت الفؤاد وسكبت ما تبقى من مداد.
انت... انت..انت.......

سامحني سيدي لقد انتهى المداد ولم انتهي من إجابة سؤالك بعد.


سلوى حماد




نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس