عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 10 / 2012, 47 : 12 PM   رقم المشاركة : [298]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/218857/beach-chair-blue-waves.jpg');border:4px outset darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]نــصيـرة تـخـتـوخ:
فتحت الظرف، كانت عليه رائــحة البحر الأبيـض المتوسط الذي أفتقده.
تطوعت دموعي للتعبير عني ولم يكن طيفك بجواري ليشهد.
لن تفهم وأنت تصل دوما متأخـرا أن مايحدث في الغياب دوما أكثر مما يمكن اختصاره في بوح بين تنهيدة وابتسامة.
لقد نقضت عهدي مع الخريف. اكتشفت أنني عاجزة عن تحمل كآبته المتربصـة بي وأنني لست أشجع من الأوراق والأغصان المنتحرة على جنبات الطريق.
لاأحب كل المطر الذي تحمله سجلات الخريف الكلاسيكية الرتيبة :مـطر يداهم الصباح، ومطــر يعزف على ماء البحيرة يُغَيِّر رقصة البجع ومطر يطبع قطراته تواقيعا على نافذتي...
أعـجز عن مقاومـة قتامـة الرمادي حين تستبد.
أفشل في استيعاب جنون القمـر الذي لايعود لمخدعـه يستغل اشتباك أواخر الليل وأوائل الصباح.
أدرك أنه لاجدوى من رفـع شكـواي إلـيك أو حتى إغلاق الظرف و إخفاءه بعد مسح دموعي.
في الداخـل، في صميم القلب رعــشة ليس لها شـكل ولاوصف، متحررة من قيدها. تستيقـظ على موجـة الحنين وتتفجر دافئة ككستناءة مجهولة المصيـر.
يتبعـني الخـريـف يتعبني يجر وراءه ذيل ظلام الشتـاء.
تبكينـي حواسي الرافـضة للتخديـر، تضجرني الستائـر الثقيـلة، أرفـض حضـور جذوع الأماني المبتورة أجنحتها.
أتـمرد كليا وربما سرا أكون أنكـث وعدي انتقاما من فصلٍ أجهل كيف تَعَلَّمْتَ أنت أن تحبـه وأخفقت أنا.
أتنكر لمواعيد الرمان والزيتون مع تشرين؛ أتنكر لسلوك النوارس الغريب وهي تطير على كل البحار بنفس الطريقة. أتساءل إن كنت مثلها.
أأنت مثلها؟ كيف تصالحت مع الخريـف وأفشل أنا فشـلا ذريعا في مجرد التطبيع معه؟
لو لم يكن هذا العالم مُنتبها لكنت تبعت الجنيات لمخدع الأزرار واستغرقت في عدِّها حتـى تظهر شمس للخريـف أو تُشعِلَ شمعـة برائـحة بحرنا المتوسط وزرقتـه.
في بحرنا بركة تزيد أسراب السردين وتعيد أوديسوس إلى دياره.
فيه مراكب تحمل أسماء بنات الصيادين اللواتي لم يولدن بعد.
لـه حكايات مع الفاتحين والغـازين ونشوة انتصارات آفلـة قادمـة.
إلى حين يصحو في شمعـة زرقاء قد أغـفو قابضـة على أزرار تحفظ نبـض شاعر وقد أنسـى الخريـف.
***************************
خيـــري حـــمـــدان:
أن أصل متأخرًا أفضل من ألا أحضر أبدًا، لهذا قررت اعتلاء صهوة غيمة خريفية والانطلاق نحو عالمك. أعشق الخريف لأنه مقدّمة لشتاء، أعشق الشتاء لأنه القفزة التي تلي ربيع. هل فهمت فلسفة الفصول يا انعكاس صيف المتوسط. الشتاء فصل الأثرياء ومطهر الفقراء. حين تهطل الأمطار سأرتدي قصيدة وسأحضر لطرفك طالبًا جمرة من كانونك المحترق في قلبك المدوّي برجع القوافي. سيدتي، ماذا وجدت في الظرف سوى مخاوفك الأنثوية من خريف متدفق في رحم الصيف سالبًا إيّاه ما تبقّى من رونق وبهاء؟

الأشجار خلعت عن مرفقيها مخلّفات العراك الأبديّ ما بين الحضور والغياب. تذهب خضرة الأشجار، تتلفع بأسرار الحياة قبل أن يتدفق الثمر سخيًا، ليذوب رحيق التين والعنب بين أضراسي وعند أصل اللسان.

الرمادي، الرمادي نزق الأسود والأبيض، انعكاس الليل والنهار. والقمر لا يتوقف عند حدود السأم ليمضي خلف السحب عند بزوغ الفجر. لن أتوقف عن القفز بين الأمواج، أنا من يحسن الجنون ويهرب نحو الدانوب شتاءً، شتاءً. فعلتُها ووقفتُ عند حدود قلعة دراكولا لا أخشى مصّاص الدماء، بل رميت بجسدي في كتلة الماء الباردة ثمّ مضيت نحو المقهى لأرتشف الجاز، نظر إليّ باغانيني ثمّ رمى محمد عبد الوهاب بردائه على كتفي كي لا أصاب بذات الرئة. تناولت الأسبرين مع قصائدك وشربت الشاي المغربيّ كي أبقى في حدود الوعي. أنا من يحسن الجنون والنسيان.
المعذرة فقد أطلت عليك، طال غيابي، فقد كنت انتظر السحابة العابرة أن تنجلي طوعًا قبل أن آمر المارد بطردها من عوالمي، ثمّ ركضت نحو سراديب الحلم ودلقت القافية تلو الأخرى، إكرامًا لليل يرفض البقاء.

هل هي الشكوى أم البوح واستجداء الظرف كي يخفي سحبه وأمطاره. حاولي أن تخترقي النانوسفيرا، طبقة الأرض الحنّية لتنكشف السماء الباردة المطلقة، لكنّها الصافية كعينيّ غزال. لا تخشي الظرف وليأتِ موج البحر في طيّاته. هناك دائمًا مزيدٌ من الحبر لقلمك فاكتبي أصول العشق ورجع الهوى، لعلّ النورس يعود أدراجه مبشّرًا بصيف جديد.

أحبّ الفصل الذي يعذّبك، لأنّه يملأ شجر الزيتون زيتًا والعنب خمرًا. أنا الذي لم يخاصم فصلا يومًا ما كي يعلن المصالحة ويرتقي على حطام الخريف. سأعتليه ومن قمّته سأصفّق للربيع القابع خلف تلال الهملايا، ينتظر فرصة سانحة كي يحضر بجرأة الشمس. لكنّني في الأثناء سأمضي نحو المتوسط لأبلّل جسدي ببقايا الذاكرة والتاريخ. علّني أتذكّر مواويل الوطن الشاردة.
[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس