هاؤموا اقرأوا كتابيه
هاؤموا اقرأوا كتابيه
مثل أعرابي بين يدي القاضي في جلسة للنطق بالحكم بلا دفاع وبلا شهود , ران فيها الهوى على قلب الحاكم , وعلا سهم الباطل , وانكسر جناح المحكوم .
أخرج القاضي من جيبه ورقة مكتوب عليها سلفا منطوق حكم قد تم تدبيره وتحبيره , وكان يقضي بقطع رأس المتهم البريئ بحد السيف في ساحة عامة أمام الملإ .
تلا القاضي منطوق الحكم ثم توجه إلى إلى المتهم قائلا : ما قولك فيما حكمنا به عليك ؟ . أخرج المتهم البريئ من تحت ثيابه مكتوبا فيه اعتراف بكل ما نسب إليه وقال :" هاؤموا اقرأوا كتابيه " . فزع القاضي وصاح في وجه الرجل : ويحك يا هذا , إنما هاته آية كريمة تقال غدا يوم القيامة ساعة الحساب , فكيف تجرؤ فتقولها لي أنت في قاعة المحكمة ؟ .
ضحك المتهم وقال : رعى الله مولانا القاضي , غدا يوم القيامة سندعى جميعا إلى الحساب , وسيكون الله تعالى هو القاضي , وملائكته الكرام هم الشهود , وسيوضع الميزان وتنشر الصحف ويفتح لكل نفس كتاب . وقد أخبرني ربي أنه عز وجل سيقول لي :" إقرأكتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " فإن ثقلت موازيني بحسناتي كنت في عيشة راضية , وإن خفت موازيني بسيآتي كنت في هاوية . يا مولاي القاضي , إذا كان الله الذي خلقني وخلقك سينظر إلى حسناتي وإلى سيآتي , وسيضعها في الميزان قبل الحكم , فكيف بك أنت أيها المخلوق الضعيف , تصدر حكمك بضرب عنقي جزاء سيآتي ولا تشفع لي عندك حسناتي ؟؟. فبهت الذي ظلم .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|