الشكر والتقدير لكِ أستاذة هدى الخطيب على فتح هذا الملف الهام جداً وخاصة في
هذا الوقت العصيب والصعب الذي نمر به هذه الأيام , الذي يتفشى فيه هذا المرض
الذي يسمى " الطائفية ".
الطائفية هي سلوك تعصبي في الولاء لجهة دون جهة , والاقتداء بتعاليم جهة دون
جهة أخرى , أو جماعة دون جماعة أخرى . ولها شواهد في القرآن الكريم كقوله
تعالى :" إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يُذبح
أبناءهم ويستحيي نساءهم , إنه كان من المفسدين "
وقال سبحانه وتعالى :" وإنّ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت
إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله , فإن فاءت فأصلحوا
بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " صدق الله العظيم .
وللطائفية دور مقيت في كون أن التقسيم يبلغ مبلغ التناحر والتنافر وعدم القبول بالتعايش
مع الآخرين , وهي التي توصل إلى مرحلة نبذ الآخرين والحكم بكفرهم وإقصائهم عن
دائرة العيش المشترك .
والطائفية هي التي تساهم في تفكيك المجتمع وتزوير التاريخ وتشتيت الناس وإثارة الضغائن
وجعل الناس فريسة سهلة .
أما الفتنة الطائفية فهي تسبب زيادة الغليان بين فريقين , لا يسمع أحدهما الآخر , وكل يحمل
في طياته غدراً للآخر , وهذا لا يوجد حقيقةً إلا بين نفوس المرضى ومحبي الدنيا وراغبي
الحكم والشهرة .
أما من أهم السبل العملية للتخلص من سلبيات الطائفية فهي :
1- محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والالتزام بالإسلام الذي ينشر الخير
ويشجع الفضيلة , ويعيد العزة للأمة .
2- الحرص على وحدة الأمة واجتماع كلمة علمائها وإصلاح ذات بينها .
3- إشاعة العلم بكل المسائل والدعوة للابتعاد عن العنف والتعصب في المسائل المختلف عليها,
وتشجيع الحوار بين أهل العلم .
4- الدعوة إلى إخضاع العلاقات المختلفة لمنطق الحق والعدل .
5- لزوم الوسطية والاعتدال في الأقوال والأفعال والعلاقات واحترام قواعد الأمر والنهي .
هذا الموضوع موضوع كبير ويحتاج لمشاركات الأخوة والأخوات , وبانتظار ذلك , أشكركِ
مرة أخرى أستاذة هدى , وتقبلي مني فائق التقدير والاحترام .