قال الوطن ...
قال الوطن :
احتجبت شمسي دون أن أودعها ... غابت بعد أن كانت تبعث الدفء في ربوعي
لم تخلف إلا سحبا سوداء .. تملأ الصحو غيما وتبدل الزرقة لونا داكنا حزينا
غاب ربيعي وحل شتاء لا طعم له ولا لون ...
وأرضي التي كانت خضراء على مد النظر ودروبها الآمنة بظلال باسقة.. تغيرت
فأين شدوي؟ وأين نايي ..وأين زهو السنين ؟
أيها الشوك المترامي عبر المروج ... من زرعك؟
ويا غصون زيتوني اليابس ... أين أوراقك ؟
ويا أيها الغيم الأسود ... ألا ترحل ؟
بحّت أصوات الدعاء وانقطع الرجاء وتعالى صوت الأنين
ماعاد زاد الصبر يكفيهم ولا عاد ذكر الخير يهديهم ... فعمّ البلاء
تبدل الحال وحَلّ المحال وماعادوا يميزون بين حرامٍ وحلال
أبصروا المال وعَمَت بصائرهم عن الحق فتفجرت فيهم باطلا
سادَ النفاق وتكاثر الشِقاق
ومن قيل وقال، خلقوا فتنة الطوائف والمذاهب والأحزاب
فأطبقت السماء على سُحبها وأغلق الله دونهم ألف باب ..
ماتت نخوتهم فما عادت تعنيهم عزتهم
وما فرقوا بين صديق وعدوٍ وحاقد كذاب
يقينهم صورة والنفس مقهورة تناجي ربها تسأله الأسباب
نسوا أنّ الله أعطاهم حق الأسباب
وانشغلوا بمفاتن الدنيا فصار اللهو غايتهم والغرب مرجعهم والسَجان ناصرهم
رفعوا له الرايات وعلقوا فوق بيوتهم شعاراته آيات... وكبروا ...
الله أكبر
أيا زمن الرجال والأبطال حين كنتُ أغلى من الولد
ويا ثورة قامت في المغرب والمشرق وفي كل بلد
ويا ذلا سكن قلوبهم فباتت حريتى ببيعي بالولد
وصار لا يعنيهم من يدوس تربتي .. المهم أن يكون مدد
ويا ذلهم وذل هذا المدد
أنا الوطن المنصور من رب كريم فلعنة الله وسحقا لمن نادى إليَ .. مدد .. مدد ...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|