[هدى نورالدين الخطيب]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي والآن نشرب شاي وإلا قهوة وإلا ننتحر أحسن ..

[align=justify]

تحياتي لكم ولكن
هو لو ننتحر ينطبق علينا المثل: ( فاخرة لا دنيا ولا آخرة )
على العموم أظن لا لزوم للانتحار من لم يمت بآلات الموت الجهنمية سيموت " طق "
يتهيأ لي أحياناً أني سأنفجر تماماً كما تنفجر البراكين ( نحن مخلوقات طبيعية غير مصنعة ننفجر كالبراكين لا كالقذائف )
نهرب من السياسة رغم كل ما يستهدفنا تماماً كما يخبئ طفل العيون والخوف بيديه فيظن أنه نجا مما يفزعه.
بعيداً عن السياسة
أهلاً بالأستاذ سلمان والأستاذة هيام
وفي الغذاء تحديداً
المطبخ العراقي عريق جداً وأنا شخصياً كنت أعشق كل ما هو عراقي من السندباد إلى ناظم الغزالي وصولا إلى مَنْ السما أو السلوى والفنون الشعبية والتراث إلى العباسيين والتاريخ العريق والتصدي لكل من يشوه سيرة هارون الرشيد ويقتبسها عن الغرب بدلا عن المراجع العربية الأصلية، ولا شك أني ما زلت لكني عدت للموهبة الطفولية بأن أخبئ عيني وأوقر أذني حتى لا أسمع ولا أرى ذلك الحاضر حين لم تعد المرآة تتعرف على وجه بغداد وتاريخ الرصافة يردم تحت ألف مصيبة وكارثة...

كان سقوط بغداد فاجعة فاقت احتمالنا حتى بتنا نستطيع أن نؤرخ حياتنا ما قبل وما بعد..
لم أحتمل طويلا وسقطت وتأكد من حولي أنها لم تكن مجرد إغماءة وطلبوا لي الإسعاف واستمرت غيبوبتي وما رافقها من مشكلات عدة أيام
وعدت من ذات موت وأنا أشعر بغضب وانكسار وذعر غريب، ومنذ ذلك اليوم كُسر حاجز الأمان القومي في عالم نفسي وكنت في ذلك الحين ما زلت أعمل في صحيفة الهيرولد
سمعت ورأيت تعبيرات وكلمات شفهية وتحريرية شديدة العنصرية بمجملها وكلها والغريب موجهة لهارون الرشيد والاقتصاص منه والشماتة لإذلال مدينته
العنصرية لا تنسى شيئاً، شوهوا لنا سيرته لأنهم عرفوا أن الرشيد كان عظيماً وكان عزاً ونحن نسيناه وقلنا عنه زير نساء يلهو بين جارياته
حاضرنا مشوه لأن تاريخنا كله مشوه من شدة العبث به ونستمر بتشويهه بأيدينا، ما دمنا نأخذ عن الغرب حتى تاريخنا...
ويبدو وكأنه بين دم وثأر ونساء ولا يمت للحقيقة بصلة وحقيقته أوسع وأكبر شأناً من حاضر يمضي في تقزيمنا إلى أبعد حد...
وولت ديزني الأميركية جعلت من علاء الدين مصرياً فقط لأنها كانت مصر حسني مبارك ولم تكن مصر جمال عبد الناصر، ولأنهم ما أرادوا في ذلك الحين حتى الأساطير أن تحتفظ بجمالياتها بغدادية، وقس على التاريخ بأسره...
لكن الغريب ورغم كل شيء ما زلت أسمع صوت شهرزاد تغني: " سندباد بطلٌ من بغداد "
فمتى، متى يا ترى ترجع بغداد إلى بغداد؟
اسألوا الرصافة وذاكرتها وحنين أرصفة
هل عدت للسياسة؟
آسفة جداً ما أردت النزف على صفحاتكم الجميلة هذه لكني ما زلت على مذبح عروبتي أتمنى أن يتوقف المناذرة والغساسنة عن الخدمة في مطابخ الآخرين ويتفقان معاً ليكونا أسياداً يبنون على درب المجد عروبتهم
هل ما زال لدينا القدرة أن نحلم رغم كل الكوابيس؟؟
نعم سنحلم والأمم سجال ولا بد أن يأتي يوم تشرق فيه مجدداً شمسنا
لن نكون هنا في ذلك اليوم ..
ربما أحفادنا أو أحفاد أحفادنا لكن الشمس لا تبد أن تشرق ساطعة عربية الملامح
آسفة مجدداً
دمتم وسلمتم ولقلوبكم ألف تحية

[/align]