[خولة الراشد]

من مقهى الأحبة والنور.... إلى مقهى الشوق
***********************************
مررت من عند أحد المقاهي
لمحتُ بالصُدْفَة فتاة سبقَ لي وأن رأيتها من قبل، ملامحها ليست غريبة
يا الله ...حتى أسلوبها ..وصوتها ..وخطوط كلماتها ،
حاولت أن أجلس من بعيد وأتجسّس عليها بعينين نصف مُغَمَّضتَيْنْ
طلبتُ من النادل قهوتي ....أوقعت الكأس على الأرض عمدا ، كي تنظر إليّ الفتاة وأُدقّقْ يمَلامِحها ..
آه من تكون...!
إني أعرفها ويبدو هي كذلك تعرفني ، لكن كيف سأبادر بالتحية
وقفت ثم جلست أكثر من مرة ..كنت متردّدت و أشعر بخوف و خجل ، لربما كنت امرأة حِشَريّةْ !!
حينها فضّلت الصمت ، وتابعت شربي للقهوة وشفتيّ ترتعشان وأناملي الناعمة تعانقا الفنجان، أتاني النادل ...
-قلت:
أعتذر جدا ..جدا ..عن الحادث سأدفع ثمن الكأس
- قال : يكفي أن تجلسي يا سيدتي معنا ...كنت أرتدي معطف حبيبي الأسود ، من يعلم قد ألتقى بأشواقي وأعيده له !
كنت أحمل حقيبة من الكلمات الثقيلة
ولكن بين نفسي.. ونفسي.. كنت أتمنى لوْ يبقى المعطف ذكرى لي طول العمر
وعندما قررت الذهاب و خرجت سمعت صوتا:
انتظري...انتظري
هل أنت شادن ؟
-قلت: لا أنا خولة
قالت أنا (عروبة ) ...
ثم أتينَ أحربات..وأخريات... قالت إحذاهن أنا ميساء ......... قالوا هنا مقهى الأحبّة والنور نحن هنا نجلس دوما
بدأت ألاحق الأماكن والزوايا أبحث عن فارسي ذو المعطف الأسود... يبدو أنه ليس هنا ربما هو في مقهى الشوق
- دعوتهن لمقهى الشوق قالوا إنه بعيد.... هو في الخليج
-قلت اركبن القطار السريع متجهين إلى السكة 76 ...
-قالوا صعب ، قلت إن مفهى الشوق أجمل فيه الطرب والأنس وأجمل الكلمات ...فيه غناء القصائد إنه مقهى الأدباء
-عدت على أمل أنهم سبركبوا القطار ويأتوا إلي ،
كانت الشوارع مغلقة ولا أعلم ما هو السبب !ربما هو القصف الجوّي، يجب أن ألحق القطار قبل السادسة قبل أن يأتي فلا يجدني
المشكلة أني لم أحجز جوا ،وكما تعلموا هذا الشهر افتتحوا قطار تحت الأرض يلف حول البلاد العربية بساعة أخيرا ،
كل شيء تغير إلا مقهى الشوق...
ميساء ..عروبة...فتحية ... آمنة ..مرمر ...بوران ...ناهد...أيتها الجميلات يا من يجلسن في مقهى النور إني أنتظركن على نار عند مقهى الشوق لنقضي سهرتنا هنالك ...وأنتم أيها الفرسان احملوا أوراقكم وسجلاتكم لتطربوا هنا
خالد ...محفوظ ... فهمي ... رشيد ...سلمان.. وجميع الفرسان هنالك مكتبة جميلة ممتلئة بأحلى القصائد
أشكرك سلمان لدعوتك للرقص ....فأنت ذوق
هل استمتعتم معي في المقهى ...
لقد كتبتها بعشوائية .........دون تكلف .......والجميع كان معي هذا أجمل شيء
- من منكم يمتلك معطف أسود أيها الفرسان ...؟

ما أجملك يا (سلمان ) الحمد لله... أني لحقت ب قصيدتك الجميلة ...قرأتها في مقهى الشوق ... أنت ذوق وطرب
أشكرك
خولة الراشد