[مازن شما]

[align=justify]

الضفة الغربية على أبواب الإنتفاضة الثالثة.

حاجز حوارة جنوبي نابلس، معسكر عوفر قرب بيتونيا برام الله، معبر الجلمة بجنين، مفارق بيت لحم، وغيرها من الأماكن والمواقع، تحولت لشعلة انتفضت في وجه الاحتلال الإسرائيلي دعما لغزة وهي تواجه العدوان الغاشم عليها، وإسنادا للمقاومة التي تسطر يوميا انتصارات مشرفة، وتأكيدا على أن غزة والضفة قلب واحدا، إذا إشتكى منه عضو تداعى له بقية الجسد بالسهر والحمى.

ويرى مراقبون أن إرتفاع وتيرة المظاهرات في الضفة الغربية، وتوجه المواطنين صوب نقاط الاحتكاك المباشرة مع جنود الاحتلال، سواء على الحواجز أو مداخل المستوطنات، مؤشر على حجم الضفط الكبير الذي يمر به سكان الضفة وهم يرون إخوانهم في غزة يقتلون بدم بارد، في حين لا يستطيعون تقديم المساعدة لهم، وكذلك بسبب مواقف السلطة المتراخية والمتواطئة في بعض الاحيان، وهو ما زاد من حجم الغضب هنا.

حوارة مشتعلة

فقد شهد حاجز حوارة وشارع القدس جنوبي نابلس مواجهات عنيفة بين مئات الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا عشرات القنابل الغازية والرصاص المطاطي تجاه المتظاهرين، الذين من جهتهم رشقوا القوات المحتلة بالحجارة والزجاجات الفارغة وسدوا الطريق في طريق تقدمها صوب نابلس.

المواجهات اسفرت عن اعتقال ثمانية شبان من بينهم فتاة، وإصابة أربعة أحدهم بالرأس وثلاثة بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

وقد عرف من بين المعتقلين كل من: طارق التميمي، وأيوب أيوب، ورؤوف الحواري، وخير الدين برهم، والفتاه يارا عودة وهي طالبة جامعية.

عوفر برام الله

أما على باب معسكر "عوفر"، فقد إندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال، ما أدى لإصابة ما لا يقل عن 15 شاباً وفتاة، عقب مسيرة خرجت من جامعة بيرزيت ووصلت للمنطقة تضامنا مع غزة، وما كاد المشاركون يتجهون صوب "عوفر" حتى إنقضت عليهم قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي وأمطرتهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي.

وطاردت قوات الاحتلال الفلسطينيين إلى داخل حدود بلدة بيتونيا، التي تخضع إدارياً وأمنياً للسيطرة الفلسطينية الكاملة، وهي مصنفة "أ" وفقاً لاتفاق أوسلو، وأطلقت كل ذخيرتها نحوهم.

واستمرت المواجهات لأكثر من ثلاث ساعات متتالية، انتشر خلالها جنود الاحتلال الإسرائيلي على الجبال المحيطة بالمنطقة، وتعمدوا إطلاق قنابل الغاز نحو المنازل والمحال التجارية المتواجدة في المكان بغية إخلائها لإتاحة الفرصة لهم لاصطياد الشبان والشابات.

أكثر الإصابات خطورة، كانت لمسعفة في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية التي أصيبت بقنبلة غاز أطلقت مباشرة على الجهة الخلفية من الرأس، وخضعت لعملية جراحية عاجلة في مجمع فلسطين الطبي، حيث أصيبت أثناء تقديمها الاسعاف لأحد الجرحى.

معبر الجلمة

أما على معبر الجلمة شمالي جنين، فقد اصيب عشرات المتظاهرين بحالات اختناق بعد إطلاق جنود الاحتلال القنابل الغازية خلال المواجهات التي اندلعت هناك.

وكان مئات الشبان توجهوا إلى معبر الجلمة بمظاهرة تنديدا بجرائم الاحتلال في غزة، قبل أن تدور المواجهات العنيفة بين الطرفين.

وقال شهود عيان إن عناصرا من جهاز الأمن الوقائي في مدينة جنين، اعتقلوا عددا من المتظاهرين على معبر الجلمة بعد أن اعتدوا عليهم بالضرب، أثناء رشقهم الحجارة على قوات الاحتلال.

وأكد الشهود أن جيبا وسيارة للأمن الوقائي اقتحموا المكان عند حاجز الجلمة، حيث كانت تدور مواجهات بين الشباب وقوات الاحتلال، واعتدى عناصرها على الشبان الذين يرشقون الحجارة، بغية تفريقهم.

وفي ساعة متأخرة من هذه الليلة أصيب عدد من المواطنين بالرصاص المعدني والاختناق في مواجهات اندلعت في محيط مسجد بلال بن رباح شمالي بيت لحم، والمعروف بـ"قبة راحيل".

وأعلنت المصادر الطبية أنها قدمت الإسعاف ونقلت 15 حالة ما بين الإصابة بالرصاص المعدني والاختناق جراء استنشاقهم الغاز، ناهيك عن عددا آخر تم معالجتهم ميدانيا.

دعوة للانتفاضة

بدوره، دعا النائب مصطفى البرغوثي إلى انتفاضة في الضفة والقدس تضامنا مع أهلنا في غزة، مؤكدا ضرورة أن تتصاعد المقاومة لتتحول إلى انتفاضة شاملة في كل الضفة الغربية والقدس ضد جرائم إسرائيل في غزة.

من جهتها، دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة إلى استمرار وتصاعد الفعاليات المساندة والرافضة للعدوان على غزة وتواصل الفعل الشعبي المقاوم بكل الاشكال المتاحة شعبيا ووطنيا في كافة مناطق الاحتكاك.

وفي بيان لها دعت تلك القوى إلى اغلاق الطرق الالتفافية أمام المستوطنين، وتوسيع حملة المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية وتنظيف اسواقنا منها بشكل كامل، والمشاركة في كل اشكال الفعل الانتفاضي في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.

وبينت القوى أن برنامج فعاليات دعم غزة سيكون كالتالي:

-الاثنين 19/11 يوم للغضب الشعبي العارم في مواجهة الاحتلال وقطعان مستوطينه، حيث تخرج المسيرات الشعبية للتاكيد على وحدة الدم الفلسطيني في كل مكان سيكون التجمع امام دوار المنارة في رام الله عند الساعة الثانية عشرة ظهرا.

-يوم الثلاثاء 20/11 تنطلق المسيرة الحاشدة من امام مقر الصليب الأحمر الدولي في البيرة تزامنا مع الاعتصام الاسبوعي لاسناد الاسرى في سجون الاحتلال ، وسيكون التجمع عند الساعة الحادية عشرة امام مقر الصليب الاحمر في البيرة.
المصدر: فلسطين الآن [/align]