من مذكرة نورس مغناوي *40*
الأسبوع 40:
الأحد 30 سبتمبر 2012 على الساعة 21.30 بمغنيّة
جسرُ الموت
يُدخِّنُ الحزنَ و الأشواقَ يرتشِفُ
و نحوَ بعضِ الأسى المُسْوَدِّ ينعطِفُ
عيناهُ أدغالُ رُعبٍ فيهما قِصصٌ
تحبو على سفحِ أحلامٍ و تنخسِفُ
ما أيقظتْ بسمةُ النجمِ البعيدِ بهِ
إلا دموعاً لها الآهاتُ ترتجِفُ
سيجارتاهُ بجيبِ الخوفِ ما درَتا
إنّ المنايا لهيبُ العُمْرِ ينصرِفُ
بالأمسِ أغفتْ على كفّيْهِ خصلتُها
و اليومَ شمسُ أغانيها ستنْكسِفُ
الموتُ بينهُما جسرٌ فما ركضَتْ
فيهِ المشاعرُ إلا و هْيَ تختلِفُ.
الإثنين 01 أكتوبر 2012 على الساعة 22.36 بمغنيّة
أرجوحة الأرق
أكتوبرُ الحبِّ يمحوني منَ الورَقِ
كيْ يكتُبَ الشاعرَ المعشوقَ في الحدَقِ
لا زال يكتُبُني في عينِ أغنيةٍ
تمتصُّ عطرَ الهوى مِنْ زهرةِ الشّبَقِ
لا زال يكتُبُني في مُقلَتَيْ لُغةٍ
ترتاحُ مُخضرّةَ الدّنيا على قلَقي
إنّي ارتسَمْتُ حُروفاً ليسَ يُبصِرُها
إلا بكاءٌ تلظّى مُحرِقاً أفُقي
بعضُ المحبّةِ إحساسٌ يُلوِّنُني
فالآنَ ترسُمُني أرجوحةُ الأرَقِ
فاسْكُبْ جحيمَكَ يا نبضَ الهُيامِ و عِشْ
طيناً تُهَدهِدُهُ تعويذةُ الطّرُقِ.
الثلاثاء 02 أكتوبر 2012 على الساعة 14.01 بمغنيّة
ماء و طين
الطّاولاتُ لقتلِ الوقتِ تدعوني
بين الذينَ أماتوا شوقَهمْ دوني
حتّى إذا أقبلتْ في الكأسِ ضِحكتُهُمْ
قالوا لها: "كالمرايا بسمةً كوني"
همْ سبعةٌ أطعموا الأحزانَ ثامنَهُمْ
منهمْ أصابعُ هذا العشقِ تغزوني
ألقَوا بعينيَّ في جُبِّ ارتِعاشَتِهِمْ
ثم استحوا و لوجهِ الموتِ باعوني
أمسيتُ جُرحاً ضياءُ العيرِ يسحبُهُ
كالعُمْرِ يسحبُ آهاتِ ابنِ خلدونِ
يا ليتَ أندلُسَ التكوينِ تُخرِجُني
مِنْ طينِ ولاّدةٍ ماءَ ابنِ زيدونِ.
الأربعاء 03 أكتوبر 2012 على الساعة 12.14 بمغنيّة
قراءة الحبّ
كيْ تقرأ الحبَّ في خدِّ الحياةِ معي
قُمْ ذابلَ الخوفِ و الأحزانِ و الطّمَعِ
و اعزِفْ جراحكَ مفتوناً بنايِ دمي
بعضُ اللحونِ احمِرارُ الموتِ و الفزَعِ
ماذا ستقرأ مِنْ حُبٍّ تُطرِّزُهُ
في بِرْكَتَيْ عُمْرِنا ترنيمةُ البجَعِ؟
ها نبضةٌ قرأتْ للقلبِ أدمُعَهُ
حينَ استفاقتْ على طينٍ يدُ الوَجَعِ
فاكبتْ شفاهكَ عنْ حُبٍّ تِلاوتُهُ
صمتٌ يُبرعِمُ صوتَ الأرضِ للشِّيَعِ
لا يقرأُ الحُبَّ إنسانٌ ببسمَتِهِ
إلا تدفّقَ شِعراً مِنْ فمِ البِدَعِ.
الخميس 04 أكتوبر 2012 على الساعة 13.24 بمغنيّة
ضجيجُ الأمنيات
الأمنياتُ فراشاتُ القلوبِ لها
عطرٌ إلى زهرةِ الأحلامِ أدْخلَها
تمتصُّ همسَ رحيقٍ تاهَ آخرُهُ
لمّا رأى في رياضِ الغيبِ أوّلَها
و النبضُ يسخو بألوانٍ و أجنحةٍ
كيما تطيرَ إلى روحٍ و تُشعِلَها
فهْيَ الأماني و إن طارتْ بلا لهبٍ
بالبوحِ توقِدُ حينَ الوطءِ أرجُلَها
تنسلُّ دافئةَ الإحساسِ مِنْ جسدٍ
و العشقُ يُغمِدُ في الأحداقِ أجمَلَها
ما أنكرتْ دودَ أشواقٍ يُشكِّلُها
حيثُ اخضرارُ المعاني كان أجَّلَها.
الجمعة 05 أكتوبر 2012 على الساعة 21.56 بمغنيّة
فائزة
تُطاردُ الصمتَ في عينيَّ فائزتي
فليتَ أحداقَها للبوحِ نافذَتي
و ليْتَها تطعنُ النسيانَ ضِحكتُها
لتستعيدَ هلالَ الحبِّ ذاكرتي
أنا انتشاءٌ لِخدَّيْها فهلْ سكبتْ
بوجنتيْها ضياءً مِنْ مُعاتبَتي؟
السبت 06 أكتوبر 2012 على الساعة 22.36 بمغنيّة
صمتٌ رماديٌّ
لحُرقةِ الهمسِ حينَ الحبُّ يفضَحُهُ
أجيءُ صمتاً رماديّاً و أجرَحُهُ.
|