رد: هل تنامي الكره بين السنة والشيعة في هذا الزمن طبيعي؟
[align=right]
أختي الأديبة أستاذة سلوى.. تحياتي
طوال الأيام الماضية لم أشأ الدخول في ملف آخر أثار جدلا وابتعد عن الحوار المنطقي وأنا سأقوم لاحقاً اليوم ربما بنشر آراء قيّمة وجدتها عن آداب الحوار لعلنا جميعاً نستفيد منه.
من بعد إذنك
لقد قمتِ مشكورة بفتح ملفاً للحوار ووضعتِ بضع أسئلة كقاعدة له.
من جهتي أنا أحاول أن أحاور الفكر وأتفق معه أو أخالفه مزمعة ألاّ أختلف مع من أحاوره أو أتعرض لشخصه، وأحب أن أخرج من الحوار كما دخلته أختاً للجميع والجميع إخوة لي، أي أؤمن بحوار لا شجار، ومحاورة راقية دون التشبث بالرأي، واحتمال الخطأ دائماً وارد ما دمنا بشراً.
1) ليس مدحاً لمذهب أنتمي له ولكن الحقيقة أن أهل السنة وخصوصاً السنة الوسطية، أبعد الناس عن التعصب الطائفي والمذهبي، نحب الجميع ونحتوي الجميع وحتى تعصبنا دائماً يكون جراء رد فعل وليس فعلا، والفرق واضح بينهما.
نحن دوماً في موقف الدفاع عن النفس لمن يتجرأ علينا ويهاجمنا ويقف ضدنا ويستحلّ دمنا، ولكننا أبداً لا نبدأ هجوماً ولا نبتكر تعصباً ، اللهمّ إلا إن عدنا لزمن الأتراك كونهم " سنّة " وتعصبهم القديم المبني على عنصرية الاحتلال ضد الطوائف والمذاهب في الأمّة والذي جرّ علينا الويلات بلا ذنب ولا جريرة وهذا شيء آخر لعلنا نبحث به يوماً.
2) نحن لا نكره الشيعة ولا يمكن أن نكرههم فهذا ليس منا ولا من طبيعتنا وهم أهلنا واخوتنا وينتمون أيضاً للدين الذي ننتمي له، ولكننا نتألم من كراهية بعض المتعصبين ضدنا ونتألم مما يجري منهم ضد أهلنا في العراق وهذا ما يثير مشاعرنا، فأهلنا سنة العراق يتعرضون لأبشع تطهير عرقي وحتى لو لم يكونوا أهلنا وكانوا من زمبابوي لتألمنا وتعاطفنا إنسانياً فكيف وهم أهلنا ودمنا ونحن منهم وهم منا؟
3) موضوع أميركا موضوع واضح لا يختلف عليه أحد من شرفاء هذه الأمة، حتى الطفل الصغير يدرك كما تعرفين ما تفعله أميركا وماذا تريد وما هي الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وحروب منابع النفط وتفتيت المنطقة إلى كانتونات عرقية وطائفية ومذهبية.
4) وضع البيض كله في سلة واحدة خطأ شديد:
إيران والشيعة العرب ، الشيعة الفرس والتغيير الديمغرافي في العراق، العرب المتحالفون مع أميركا وخوفهم من الخطر النووي الإيراني وغض الطرف عن الإسرائيلي، الفساد وسرقة الثروات ومصالح الفساد ودور أميركا والتحالفات، القاعدة وشماعة محاربة الإرهاب ، أسرى غوانتانامو والظلم الذي يتعرضون له ، الذريعة للحرب على الإسلام، العروبة والإسلام ، العروبة وغير المسلمين، العروبة وغير العرب من أهل المنطقة ، تحالفات أميركا وتحالفات إيران وتحالفات عرب عرب، مأساة فلسطين والتطبيع مع العدو الصهيوني وفتح الأسواق العربية له، مأساة عراق العرب وتفتيته لألف قطعة ممكن على ألا تكون إحداها عربية، سرقة آثار العراق التي تؤكد حقيقة هوية العراق وبلاد الشام لسبعة آلاف سنة خلت وكارثيته علينا.
يشيب الشعر بعشر دقائق لو وضعنا كل هذا البيض في سلة واحدة، فنحن نعيش في زمن كارثي بكل المقاييس
عدونا الأول إسرائيل و داعمتها أميركا وهذا ما نحن متفقون عليه تماماً ولكن لأن لأميركا وإسرائيل أدوات كثيرة علينا أن نعرف أن كل القضايا مهمة وكلها تستحق أن نناقشها بروية ونتفحص الأمور بحكمة.
نناقش هل موقفنا تجاه أي أمر تعصباً أو نتاج لما يحدث في هذا الأمر أو ذاك؟؟
نحن لا نكره الأكراد وأكبر دليل أننا جميعاً كعرب نفخر ونعتز بصلاح الدين الأيوبي ونور الدين الزنكي، ولكن كيف لا نكره طالباني والبارزاني وتحالفاتهم مع الصهاينة والبشمركة الذي دربه الكيان الصهيوني وجعل الموساد يعيث فساداً في عراقنا؟!! وهل كراهيتنا لهؤلاء تعني أننا متعصبون ضد الأكراد؟!
أنا أكره محمد دحلان كما أكره إبليس فهل هذا يعني أني أكره حتى شرفاء فتح أمثال المناضل مروان البرغوثي؟
أكره السياسة الأميركية ولي صداقات وأقرب صديقاتي أميركية ولكنهم بالطبع مناهضون لسياسة بلادهم وإلا لاستحالت الصداقة بيني وبينهم.
إذاً أنا كمواطنة عربية ضد الخائن العميل والمعتدي ولست ضد فريق أو أمة بعينها
من جهة أخرى أنا كعربية لا أضع العربي وغير العربي في سلة واحدة لأن القاعدة تثبت أن كل أمة تبحث عن مصالحها وحتى مطامعها وحصتها من جسد الثور المعد للذبح.
شكراً لك أختي وتفضلي بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align]
|