مساءكم مطر وخير وأمل
تبدو عمان اليوم في كامل رونقها وقد اغتسلت على مدى يومين بحمام شتوى غزير مبشر بالخير
المطر بالنسبة للأردن وكامل الوطن العربي هو انتعاش واستبشار بعام خير وحصاد.. بالأخص بالنسبة للأردن التي يعتبر الماء فيه شحيحاً
فالحاجة هنا للمطر لإرواء الأرض
وأيضاً المطر الغزير يعتبر في هذا البلد سلامة وأمان حيث الماء الهاطل بغزارة يغسل الطرق الاسفلتية من الرواسب الزيتية لاحتراق بنزين العربات
فيما الرذاذ الخفيف من المطر يحول هذه الرواسب لسائل لزج يؤدي إلى تزحلق السيارات وتعرضها للحوادث الخطيرة خاصة أن عمان وأغلب مدن المملكة هي مناطق جبلية
وغالبية الطرق هي منحدرات ليست بالهينة تشكل شركاً للحوادث الخطرة
نشكر رب العالمين على هذه المكرمة الخيرة
استضفت مساء اليوم ابنتي وزوجها على العشاء كوني من أحضرهما من المطار بعد عودتهما من النمسا
كانا بين السعيدين بنا وحزينين لمغادرة تلك البلاد الساحرة بطبيعتها الخلابة
عذرتهما بعد مشاهدتي للصور التي التقطاها خلال تجوالهما
بلاد لا يغيب الماء عن أرضها هاطلاً من السماء أو متدفقاً من باطن الأرض صيفاً وشتاءاً
نسألك اللهم العفو والعافية وأن يحمي أوطاننا من كيد المستعمرين وغدرهم وتحرير المحتل منها
إن إشغال بلاد المسلمين بالحروب والنكبات هو سبب رئيسي لتأخرها حضارياً.. أرض أوطاننا ليست فقيرة فباطن هذه الأرض تكمن ثروة مخبوءة لا نعرف أسباب عدم استثمارها
دول الغرب بالقيادة الأمريكية رأوا بالانفجار السكاني تهديداً للأرض ومن عليها من البشر.. فاختاروا انقاص عدد سكان الأرض من الأقل تحضراً حسب قانون البقاء للأقوى
فوضعوا خططاً مستقبلية ليزداد تخلفنا.. ولإبادتنا ووراثة مقدرات بلادنا الاقتصادية.. وتحويل من يتبقى منا لعبيد يدورون في ساقية العمل بلا اعتراض، ليحصدوا هم النتيجة
قد يصدمكم كلامي هذا لكني واثقة أن الذين قرأوا كتاب (شرك العولمة) لكاتبان ألمانيان لا يحضرني الآن اسمهما وصدر كتابهما في الستينات.. لكن كتابهما هذا تم طباعته عشرات المرات بأعداد خيالية خلال فترة وجيزة، وترجم لأغلب لغات العالم
أغلب الدول العربية تعاني الاستبداد واستقواء أهل السلطة لدرجة الخطر الجسيم، حيث ساد الفساد باستغوال ونخر بقسوة في جسد الدولة، وهدد بالانهيارات المالية والاقتصادية
وعدد من الدول تقف الآن على شفير الهاوية
أحياناً أحاول عدم التفكير حتى لا ينفجر رأسي، فالشواهد السياسية والاقتصادية والاجتماعية محبطة للغاية، ورحمة الله وحدها من يمكنها أن تنتشلنا من المخبوء، لولا أني سرعان ما أتذكر أن فقدان الأمل معناه الاستسلام والذوبان حتى الانتهاء، وأن وعد الله حق، فالله على كل شيء قدير، وليس هو بتارك أمة الاسلام التي وعدها بالنصر الأخير، فأعاود شحن نفسي بالايجاب
نعم لا يجب أن نفقد الأمل ولا أن نسقط في بحيرة الاحباط الآسنة.. ها هي اسرائيل منذ سبعينات القرن الماضي لم تحقق نصراً في أي حرب شنتها ضد العرب والفلسطينيين رغم ترسانة الأسلحة الفتاكة الحديثة التي تزودها بها أمريكا أولاً بأول لتجربها عملياً علينا، ورغم كل مزاولاتها اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطيني في الداخل وملاحقتها الفلسطينيين في الدول المستضيفة لهم.. تذكروا أن لا شيء يبقى على ما هو علية قد لا يكون تحقيق الحلم قريباً لكنه سيتحقق على أي حال
عذراً أحبتي يبدو أني أطلت عليكم الحديث
أحبكم سعداء ومطمئنين