[عبد المنعم محمد خير إسبير]

عبد المنعم محمّد خير إسبير ـ ديوان: مِنْ ذاكرةِ أيّامي ـ القسمُ الأوّل : مُعاناة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وبَشِّرِ الصّابِرين ..


أسْلَمْتُ صَدري نازِلاتِ زماني
إنَّ الشَّدائدَ يَقْظَةُ الغَفْــلانِ
نِيرانُها كانَتْ مَنارَ هِدايتــي
وبِها عَرَفْتُ اللّهَ في وجداني
فإذا بأوهامي تَلاشَى زَيْفُهـا
وإذا الحقيقَةُ أشرَقَتْ بِجَناني
وعَلِمْتُ أنّي مُشْرِكٌ بِعِبادَتـي
فَحَطَمْتُ مافي النَّفْسِ مِنْ أوثانِ
وعَبَدْتُ رَبِّي وَحدَهُ في خَلوَتي
وذَكَرْتُهُ في مُهجَتي ولِساني
فاصْبِرْ أخي الإنسانُ عِندَ رَزِيّةٍ
ماكانَ رَبُّـكَ ظالِمَ الإنْسانِ
فَلَرُبَّ نازِلـَةٍ كَرِهْنـا مُرَّهـا
فإذا بِها مِنْ رَحْمَةِ الرّحمنِ


عبد المنعم محمّد خير إسبير ـ ديوان: مِنْ ذاكرةِ أيّامي ـ القسمُ الأوّل : مُعاناة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـ 2 ـ

ولَرُبَّ نُعْمَى أسْفَرَتْ عَنْ نَقْمَـةٍ
فَهَوَتْ بِصاحِبِها إلَى الطُّغْيانِ
وكَثيرُنا اسْتَغْنَى، وظَلَّ بِبُؤسِـهِ
بَيْنَ القُصورِ مُسَهَّدَ الأجْفـانِ
فَتَراهُ يَصْطَنِعُ السَّعادَةَ بَيْنَمـا
يُخْفي الشَّقـاءَ بِمَظْهَـرٍ فَتّانِ
والبَعْضُ يَغْفوْ في تَواضُعِ عَيْشِهِ
بِقناعـَةٍ، وعَلَى سريرِ أمـانِ
فاغْضُضْ مِنَ الطَّرْفِ الّذي يَهفوْ إلَى
قَصــْرٍ تَعالَى،زائـلِ البُنْيانِ
واذْكُـرْ بأنَّ فَقيرَنا وغَنِيَّنــا
في الّلَحْدِ عندَ المَوْتِ يَسْتَويانِ
لايَحْمِلانِ مِنَ الحَياةِ لِقَبْرِهِــمْ
غَيْـرَ الفِعالِ ، ولَفّـَةِ الأكْفانِ


عبد المنعم محمّد خير إسبير ـ ديوان: مِنْ ذاكرةِ أيّامي ـ القسمُ الأوّل : مُعاناة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـ 3 ـ

والسَّعْيُ حَقٌّ في حُدودِ كِفايَةٍ
لا لاِكْتِنازٍ يَنْتَهـي لِغَـوانِ
أو لاِخْتِيالٍ في مَجالِسِ مَعرِضٍ
أو لاِعْتِلاءِ مَراتِبِ الأعْيـانِ
وإذا فَشِلْتَ، فلا تَقُلْ بِمَـرارَةٍ
هذا نَصيبي في الدُّنا،فَكَفاني
بَلْ فامْضِ سَعْياً،أنْتَ لَسْتِ بعالِمْ
ما قَـدَّرَ الرَزّاقُ بالمِيْـزانِ
ولِحِكْمَةٍ ،يُعْطي العَصِيَّ لأمْرِهِ
حِيْناً،وحِيْناً ذو الرِّضاءِ يُعاني
فَهوَ الخَبيرُ بِخَلْقِهِ في ماقَضَى
فَحَذارِ سُوْءَ الظَّنِّ بالدَّيّانِ
واصْبِرْ،فَشَمْسُ اليَومِ إنْ غَرَبَتْ فَما
بَعْدَ الغُروبِ سِوَى شُروقٍ ثانِ


عبد المنعم محمّد خير إسبير ـ ديوان: مِنْ ذاكرةِ أيّامي ـ القسمُ الأوّل : مُعاناة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ 4 ـ


واعْلَـمْ بأنَّ المُهْلِكـاتِ أساسَهـا
قَلْـبٌ يَؤوسٌ فاقِـدُ الإيمـانِ
فاللـّهُ أقْسَمَ في الكِتابِ بِعَصْـرِهِ:
مِنْ غَيْرِ صَبْرٍ،نَحْنُ في خُسْرانِ
فالصَّبْرُ يَسْموْ بالصَّبورِ بِروحِـهِ
وسُمُوُّها يُطْفي لَظَى الأحْزانِ
والصَّبْـرُ يُكْسِبُنـا صَلاةَ إلهِنـا
فاقْرأْ: "...وبَشِّر.." آيَةَ القُرآنِ
واسْجُدْ لِفَضْلِ اللّهِ ، وانْشُدْ حُبّـهُ
فَعَدا المَحَبَّةِ،(كُلُّ شَيءٍ فـانِ)
*******