الموضوع: تامر واخوه
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 12 / 2012, 45 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
رامي كمال
يكتب الرواية والقصة القصيرة والخاطرة
 





رامي كمال is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جنين / فلسطين

story2 تامر واخوه


نشأ تامر وسط عائلة متواضعة فقيرة ..وتجاوز العشرة سنين وهو يحلم بأشياء كبيرة..طفل ذكي ونشيط لا يمل من البحث عن اجوبة لاسلئته الكثيرة

في دراسته متفوق وشهاداته تستحق التقدير..جميل هو كما اسلوبه بالتعبير..حتى ان يغضب ان سمع احد يصفه بانه ما زال صغير

خرج يوما من منزله بصحبة اخيه البكر ..ليشتروا اشياءهم البسيطة استعدادا لعيد الفطر
واثناء المسير هطلت عليهم زخات من الرصاص فأصيب اخيه بجرح خطير..وبعد ساعات فارق الدنيا وشيعه جمهور غفير
وعاد بعدها تامر لبيته وحيدا حزين وارتمى بأحضان امه يضف بكاءا لبكائها وينادي على ابيه :يا أبتي ماذا فعل لهم منير وما ذنب غرسة الزيتون الصغيرة حتى يدوسوها بسياراتهم اللعينة

.يا بني هون عليك فليس غريب عنهم ما فعلو وكثير هم في بلدي امثال منير
فعاش تامر فترة من الزمن لا يفارق بيته متأملا صورة اخيه تارة ويحاكي اغراضه وكتبه تارة اخرى
ثم يمسك قلما ويرسم ما يشبه الشجر والانسان
فدخل عليه حينها ابيه بوجه المبتسم دوما رغم المرار ونظر بدفتر الرسم متعجبا
يا بني انت فنان كبير قالها مشجعا له ...واضاف وما تعني تلك الرسمة يا تامر؟

_انها شجرة الزيتون التي اقتلعوها يا ابتي
_ومن هذا الذي بجوارها يا بني
_انه منير يا ابتي فأن استطاعو ان يقتلعوهم من هذه الارض فسابقيهم انا مغروسين بين اوراقي
وان وافتني الرأي سأغرس شجرة عند قبر تامر
_سنذهب يا بني غدا ونغرسها وكن عدني با تعتني بها جيدا
_اعدك يا ابي ..وعندما اكبر سانتفم لاخي واشعل الارض تحتهم نارا وجحيم
_يا بني لا تقصص افكارك هذه على احد فأنا لا اريد ان افتقدك انت ايضا
_ولكن يا ابي لقد خطفوه من بينا وخطفو معه حلمه الجميلفكان يتمنى عندما يكبر ان يصبح طبيب
_يا بني بامكانك ان تبقيه حيا ان حققت له حلمه واصبحت انت طبيب
_ولكني يا ابي احب الهندسة
_ليس بالضرورة ان نصبح كما نحب فكثيرة هي الاشياء التي احببتها وتخليت عنا لضرورة وظروف
_من اجل اخي ساحب ما احب هو ولكني عندما اصبح طبيبا لن اعالج يهودي
_لا يا بني لاتجعل حقدك عليهم يسلبك انسانيتك فنحن لسنا مثلهم ضمائرهم ماتت وما زالت ضمائرنا تحيا وهكذا ستبقى
_يا لقلبك الكبير يا ابتي .. قتلو ابنك وتتحدث هكذا
_الحروب شيء والانسانية شيء اخر
_اجبني يا ابي... لمذا لم تكمل تعليمك؟

_يا بني في ميلاد يوم بائس من عام الحزن العظيم ...رحلت اجمل امنياتي وحرمت من حقي بالتعليم...فأنا ولدت في زمن الفقر والتهجير والابادة..ولم اجد لي اسما ينادى ..في قواميس السعادة...ففي زمن يا بني كان الفقر رداء ..والجوع داء دون دواء..ومأساة طويله وجحيم ..في دنيا هزيلة .. ورب رحيم

_يا لروعة اسلوبك وكلامك الجميل فعلا ان تجارب الدنيا تجعل من المرأ حكيم_
وكلامك عن الفقر ذكرني بكلمات سمعتها من شاب فاعجبتني حينها وتمكنت من حفظها
حيث قال:عش حرا فقيرا تغنى..
ولا تنحني لمال فتدلل
ولا تنظر لقميك البالي
ومن حقيقته تخجل
فالقدس تريد قميصك البالي
فقدمه ولا تبخل
فهو جزأ من راية العودة
فلا تعجب ولا تسأل

_جميلة تلك الكلمات والاجمل انك حفظتها سريعا... نم الان يا بني وارسم اجمل الصور باحلامك وغدا صباحا سنذهب لقبر اخيك_
ثم نام تامر بعد ان قبل ابيه ورأى في منامه اخيه منير مبتسمايحلق عاليا في السماءتخرج مع ابتسامته كلمات تقول اني منتظرك غدا يا اخي

وفي الصباح ذهب تامر برفقة ابيه لقبر اخيه وبايديهم غرسة وجرة ماء وما يحتاجونه من ادوات لغرسها

رامي كمال شلاميش
28_1_2005
سجن النقب


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 27 / 12 / 2012 الساعة 53 : 03 PM.
رامي كمال غير متصل   رد مع اقتباس