عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 12 / 2012, 56 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد سعيد عدنان أبوشعر
قسم اللغة العربية ( مشرف سابقاً في نور الأدب)

 الصورة الرمزية محمد سعيد عدنان أبوشعر
 





محمد سعيد عدنان أبوشعر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

دمشق: أرجوحة الألم والأمل

[align=justify]
أنْتِ... يا ابْنةَ قاسيونَ وبردى...
يا أمَّ الياسَمين..
دِمَشْقِي، يا أسيرةَ قلعةِ الجبال الحَصينة..
رثَى لحالِك قاسيونُك الحَنون..
وفتحَ لك نافذةً ضيِّقةً قَصِيَّة..
جنوبيَّةً غربِيَّة..
علَّ نسيماً يتسرّبُ إليك
ينعِشُ أنفاسَك..
فلم تقتحِمْها سوى رياحٍ ملوَّثةٍ مُغْبَرَّة..
فتح لك النّافذة، محطّةَ استقبالٍ لغيثِ السّماء..
فلم تزحفْ عبرَها سوى غيومٍ منْهَكةٍ هَزيلة..
يُشَتِّتُها ظلامُ الحزنِ المخبوءِ داخل قلوبِ أبنائك..
وراءَ تلك الجبال..
حكاياتٌ غَزلَها تاريخُك ولا يزال..
تكتمين أسرارَ فِتْنَتِك..
عن كلِّ جارةٍ تحاول عبثاً مبارزَتك في مضْمارك..
يا من برَحابة صدرِك... ملَكْتِ حنانَ الأوطانِ كلِّها..
لِتُزَيِّني به جِيْدَك الطّويل... وجسدَك الغضّ..
تكرمين مثوى السَّحاب، وهو بالماءِ عليكِ ضَنين..
تنظرين إلى بردى، نظرةَ الفتاة العَطْشى..
وبردى، متألمِّاً لحالك، لا يرضى لك دورَ الضّحيّة..
يُشيحُ بوجهه عنك بخجلٍ وانكِسار..
يمدّ لك من واديه شِرياناً من الدّماء التي غمرَتْ مياهَه..
ويبقى إيمانُك الرّاسِخ...
كما جذورُ غوطَتِك الطّاهرةِ في صعيدِ أرضك...
بأن الله سيخْتِم دُهورَ صبْرِك قريباً...
ويُبْدلُ آهاتِك الجريحة، وأنفاسَك المُخْتنِقة، وماءَك الآسِن..
بزغاريدِ الفرح، ونسائِم الرّبيع..
والسُّقيا الطاهرةِ التي لا ظمأَ بعدها
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد سعيد عدنان أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس