أخواتي وأخواني الأعزاء : بعد أن أنهيت لكم توثيق القرى الفلسطينية
سأبدأ الآن بكتابة البلدات والمدن الفلسطينية إن شاء الله من الموسوعة الفلسطينية ( أربع مجلدات ) :
المجلد الأول
بلدة إدنا
بلدة عربية تقع على مسافة 13 كم غرب الخليل.. ترتفع حوالي (500م) عن سطح البحر. نشأت على موقع مدينة (أشنة) الكنعانية وبقيت بهذا الاسم حتى العهد الروماني ثم حرفت إلى (إدنا) وهي كلمة سريانية بمعنى الأذن. وفي عام (659هـ) أوقفها الملك الظاهر بيبرس على الحرم الإبراهيمي. وفي القرية جامع وثلاث مدارس ابتدائية، وإعدادية. وتشرب من الآبار الموجودة في غربها وشمالها.
وتحيط بالبلدة بساتين الأشجار المثمرة، كالزيتون الذي يحتل المكانة الأولى بين الأشجار المثمرة. والعنب والتين، وتزرع الحبوب والخضر في الأراضي المنبسطة. ويرعون الأغنام على المرتفعات الجبلية حيث تنبت الأعشاب.
بلغ عدد السكان سنة 1961م (356مسلماً.. وأقرب قرية لها ترقوميا. يقدر عددهم سنة 1980م بنحو (5500) نسمة.
يعود سكانها إلى وادي موسى، والغور، والضاهرية، والجية، وبيت طيما،وبعضهم حجازيون، وشتيت من بقايا المصريين.
وتقع في أراضيها أماكن أثرية: خربة أم العمد، ورسم أم الجماجم، وخربة الطيبة.
بلدة أرسوف
بلدة كانت على ساحل البحر، شمالي قرية (الحرم) التي تقع على بعد سبعة كم شمالي يافا. وهي من المدن التي شادها العرب الكنعانيون على الساحل، ويحتمل أن اسمها مشتق من اسم الإله (رشف) الذي كانوا يعبدونه.
وبعد الفتح العربي، كانت من يغور المسلمين القوية المشحونة بالجنود، حيث بنوا حولها الأسوار، وشادوا فيها قلعة حصينة للدفاع عن البلدة. وكانت أحد الربط في فلسطين التي يتم بها تبادل الأسرى، فتأتي غليها سفن الروم ومعها أسرى المسلمين. ضلت أحد ثغور المسلمين، وكانت تحت سيادة الفاطميين حينما بدأت الحملات الصليبية. ذكرها المقدسي في القرن العاشر الميلادي قائلاً: (ارسوف أصغر من يافا حصينة عامرة) وقد صمدت أمام الصليبيين ولم يستطيعوا الاستيلاء عليها إلا بعد جهد شديد، وغدر بالمسلمين. استردها صلاح الدين بعد معركة حطين، ثم استردها الصليبيون، إلى أن قام الظاهر بيبرس بحرب شاملة ضدهم، فحاصرهم في ارسوف وفتحها وهدم أسوارها.. ذكرها أبو الفداء المتوفي سنة 723 هـ وقال إنها كانت في أيامه خراب وليس بها ساكن.. وظلت غاباتها المتفرقة التي تمتد من العوجا حتى جبل الكرمل تجذب الصيادين لكثرة ما بها من الحيوانات حتى قيل إن سنقرشاه المنصوري نائب صفد (704 ـ 707 هـ) اصطاد مرة في غاباتها خمسة عشر أسداً.. وقد عاد الناس فيما بعد واستقروا بالقرب منها. ومما أعان على ذلك قناطرها التي أقامها نائب عزة المملوكي سنجر الجاولي، المتوفي 745هـ، فنشأت بالقرب من ارسوف قرية (الحرم) التي عرفت أحياناً باسم (سيدنا علي) نسبة إلى علي بن عليل ، المدفون بها. وينسب إليها عدد من العلماء منهم: مجلي بن جميع بن نجا القرشي المتوفي في مصر سنة 500 هـ، وقد تولى قضاء الديار المصرية.
مدينة أريحا
مدينة عربية في قضاء القدس تقع على مسافة 37 كيلاً شمال شرقي القدس. كانت اريحا في صدر اللإسلام أهم مدينة زراعية في غور الأردن، وقد أحيطت مزارع النخيل والموز وقصب السكر.. وفي القرن الثامن عشر الميلادي قل شأنها وأصبحت قرية صغيرة فقيرة.
وفي مطلع القرن العشرين نزلها جماعة من سكان القدس للإقامة فيها اثناء فصل الشتاء، فعمرت بالمساكن والزراعة.. حيث كانت مشتى أهل القدس لدفء شتائها حيث تنخفض 276 متراً عن سطح البحر.. وارتفع شأنها بعد الهجرة سنة 1948م لكثرة اللاجئين الذي عمروها. كان بها سنة 1945م (3***) عربي وفي عام 1961م وصل العدد إلى (1066) عربياً.
موضع المدينة الأساسي (تل السلطان) الذي يبعد نحو ميل للشمال من أريحا الحالية. ويكثر في المدينة البرتقال والموز حيث تسقى من عين السلطان التي تنبع في الشمال الغربي منها. من أهم مواقعها الأثرية.
1- عين السلطان.
2- قصر هشام بن عبد الملك.
3- قصر حجلة.
4- دير القديس يوحنا المعمدان.
تبعد المدينة عن البحر الميت خمسة كم وعن جسر الملك حسين عشرة كم . ولا زالت حتى وقتنا مدينة عامرة قريبة من نهر الأردن على ضفته الغربية. يمر بها الطريق للقادمين من الضفة الشرقية بعد عبورهم النهر على جسر الملك حسين. وهي مشهورة بزراعة الموز، ويقال له (الموز الريحاوي) وتجود فيها زراعة النخيل وبلحها ينضج مبكراً لأنها بلدة حارة في الغور. وذكر اليعقوبي أن سكانها من قيس ومن قريش. وهي مدينة مبنية قبل التاريخ المدون. وتلفظ اليوم (ريحا) وهي كلمة سريانية بمعنى الرائحة والأريج.
وكان يسكنها الكنعانيون، وتعتبر أقدم مدينة مسورة في العالم، وأول مدينة خربها قوم موسى بقيادة يوشع بن نون.
بلدة أم الفحم
سميت بذلك نسبة إلى الفحم الخشبي الذي كان ينتج فيها بكثرة.. حيث كانت البلاد في الماضي مغطاة بالأحراج، مما دعا لإقامة صناعة الخشب والحطب والفحم، ودعيت قراها بالأماء التي تدل على هذه الصناعة مثل (أم الفحم)، (فحمة) (باقة الحطب) و(دير الحطب(.
تقع أم الفحم في الشمال الغربي من جنين على بعد 25 كم، وترتفع (450) متر عن سطح البحر في الطرف الشمالي لجبال نابلس.
ذكرها المقريزي في (السلوك) بين البلاد التي أقطعها الظاهر بيبرس في سنة 663 هـ للأمراء المجاهدين، فكانت من نصيب جمال الدين آقوش، نائب سلطنة الشام. وتشتهر القرية بكثرة ينابيعها.. ومنها (الشعرة) والوسطة، وأم الشيد، وأم خالد، وام الزيتون، وعين النبي، الواقعة في جنوب شرقي القرية.
بلغ عدد السكان سنة 1945م حوالي ستة آلاف نسمة، مع سكان قرى (اللجون) ومعاوية، ومشيرفة، ومصمص.
ويعتمد اقتصاد القرية على الزراعة: القمح، والشعير، والعدس، والسمسم والذرة والخضار. ويأتي الزيتون في الدرجة الثانية، والفواكه.
ويربون الأغنام والبقر، للألبان والجبن، حيث تكثر المراعي في الأحراج المجاورة. وكان بها ثلاث معاصرة آلية لعصر زيت الزيتون.
وكان بها سنة 1945م ثلاث مدارس ابتدائية، واحدة للبنين أنشئت في العهد العثماني وثانية للبنات سنة 1942م وثالثة مختلطة.
ومن معالم القرية جبل اسكندر في شرقها ويرتفع 518 متر، ويوجد فوق قمته مزار يعرف بمزار يعف بمزار اسكندر. وفي سنة 1945م شهد الجبل معركة مشهورة بين المجاهدين الفلسطينيين وسلطات الانتداب استخدمت فيها سلطات الانتداب الطيارات والمصفحات.
وأم الفحم.. أكبر قرية عربية في فلسطين المحتلة منذ 1948م بلغ عدد سكانها حسب إحصائيات الأعداء سنة 1969م نحو اثني عشر ألف عربي، وفي سنة 1974م ارتفع إلى أربعة عشر ألف عربي. وقد صادر اليهود أراضي القرية الواقعة في مرج ابن عامر، وأقاموا مستعمرة (مي عمي) في موقع يشرف على القرية. وفي القرية ثلاثة مساجد اشهرها مسجد الشيخ (تيم) وهو مسجد قديم.
وأشهر عائلاتها: الغبارية، والمحاميد، والمحاجنة، والجبارين.
ومن ابنائها المشهورين: علي الفارس: من قواد الفصائل البارزين في المعارك مع الاعداء. وأحمد القاسم السعد: صاحب الفضل في النهوض بالتعليم الزراعي.
مدينة إيلات
منذ القرن السادس عشر الميلادي كانت آيلة تدعى باسم (العقبة) وهو اختصار /لعقبة أيلة/ وكان يطلق عليها عقبة ايلة منذ القرن الرابع عشر الميلادي، ثم أسقطت كلمة (أيلة) واقتصر على العقبة. ويشير اسم عقبة أيلة، إلى الممر الوعر الذي مهده ملوك مصر ابتداء من خمار وبه الطولوني حتى الناصر محمد قلاوون، في جبل أم نصيلة المجاورة للمدينة، ليسهل الوصول إليها. وظل الخليج ـ خليج العقبة تحت السادة العربية الى أن أسست إسرائيل ميناء (إيلات) وأقاموا مدينة أيلات في موقع (ام رشرش) العربي على الرأس الشمالي الغربي لخليج العقبة.. وظل محاصراً من القوات المصرية حتى سنة 1956م.
وعندما تمركزت القوات الدولة في شرم الشيخ في اثر العدوان الثلاثي، سمحت للسفن الاسرائيلية وسفن الدون الأخرى، بالمرور في خليج العقبة، فازدهر ميناء إيلات، وتطورت المدينة.
وكانت أيلة قد أصابها الدمار في القرن الخامس الهجري حيث حدثت زلزلة هائلة أهلكت أيلة ومن فيها ثم جاءت الحروب الصليبية، فزادت خراباً. وعادت ملتقى الحجيج بعد أن طهرها بيبرس من الصليبيين عام 665 هـ.
أيلة: بفتح الأول. قال ياقوت: مدينة على ساحل بحر القلزم (الأحمر) مما يلي الشام. وهي آخر الحجاز وأول الشام، وهي مدينة قديمة، أول من استعمل (أيلة) الأنباط، وكانت ميناءهم على ساحل البحر، وكانت قبلهم تسمى (إيلات).
ظهر الاسم لأول مرة في تاريخ المسلمين سنة 9 هـ عندما جاء الرسول (ص) إلى غزوة تبوك، حيث قدم يوحنا بن رؤبة. مطران أيلة على الرسول، فصالحه الرسول على الجزية، واشترط عليهم إكرام من مر بهم من المسلمين، وكتب لهم كتاباً: أن يحفظوا ويمنعوا. (سيرة ابن هشام، غزوة تبوك).
ومنذ العهد الإسلامي أصبحت أيلة ملتقى الحاج الشامي والمصري، وكانت مزدهرة عامرة.. ووصفها المقدسي المتوفي سنة 376 هـ في كتابه (أحسن التقاسيم) فقال: مدينة عامرة جليلة ذات نخيل وأسماك، فرضة فلسطين، وخزانة الحجاز، وفي أيلة تنازع حصل بين الشاميين والحجازيين والمصريين وإضافتها إلى الشام أصوب، لأن رسومهم وأرطالهم شامية وهي فرضة فلسطين.
بلدة بلاطة
على وزن واحدة البلاط، بفتح الباء، وذكرها ياقوت الحموي في معجمه بضم الباء. تقع شرقي نابلس على بعد حوالي كيل واحد منها، وتعد حالياً ضاحية نابلس، وبوابة شرقية لها. أقيمت قرب أقدام جبلي الطور (جرزيم) وعيبال، مشرقة على سهل عسكر، وترتفع نحو 520 متر عن سطح البحر. وقد اتسعت مساحتها بعد 1948م، بسبب تدفق اللاجئين للإقامة في بلاطة وإنشاء مخيم بلاطة. وتشرب البلدة من ينبوع عذب يعرف بعين الخضر وأهم مزروعاتها: الحبوب والقطاني، والخضر، والأشجار المثمرة (اللوز، والتين، والزيتون) والعنب. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار في الدرجة الأولى، ويربون الأغنام للاستفادة من ألبانها. قدر عددهم سنة 1980م سبعة آلاف نسمة، منهم ثلاثة آلاف من أهالي بلاطة الأصليين، وزهاء اربعة آلاف من اللاجئين. ينتمي سكانها الأصليون الى قبيلة الدويكات الذين رحلوا من الخليل، فنزلوا (بيتا) ثم نزحوا الى بلاطة (معجم قبائل العرب).. وتقع البقع الأثرية التالية بجوار القرية:
1ـ قبر يوسف عليه السلام، ذكر ذلك ياقوت الحموي. والمعروف أن يوسف توفي في مصر ولما خرج موسى وقومه قيل إنهم حملوا معهم جثة يوسف، والمشهور أنه مدفون في الخليل ولعله نقل فيما بعد.
2ـ بئر يعقوب: جنوب شرق نابلس عند سفح جبل جرزيم ـ الطور ـ منسوبة الى النبي يعقوب، الذي شرب منها هو وبنوه وماشيته، وتسمى بئر السامرية، لأن عيسى عليه السلام صادف امرأة عندها، أنبأها عن شأنه ـ فآمنت به، وأمن به السامريون.
بلدة بلعة
وقد تكتب بالألف في آخرها، وينسبون إليها (البلعاوي) وهو دليل على أن كتابتها بالألف هو الأصح، ولو كانت بالتاء، لقالوا: بلعي.
وهي كلمة سريانية بمعنى (البالعة) و(المزدردة). وتقع البلدة على مسافة (9) أكيال الى شرق الشمال الشرقي من طول كرم، وتربطها بطول كرم طريق معبدة. ترتفع (417) متر عن سطح البحر. نشأت فوق رقعة متموجة من الأرض عند الأقدام الغربية لمرتفعات نابلس، فيها جامع، ومزار يعرف باسم مقام الخضر، يقع في الجنوب الشرقي من البلدة. ويعتمد الناس في شربهم على الأمطار المجموعة، وفيها ثلاث مدارس.
زراعتها: الحبوب، والأشجار المثمرة من زيتون ولوز ومشمش وتين ورمان، وتحيط المزارع بها من جميع جوانبها، وزراعتها تعتمد على مياه الأمطار. قدر عددهم سنة 1980م بنحو خمسة آلاف نسمة وهم يعودون بأصولهم الى قرى دير الغصون وبربة، وعائلة (الشحارنة) في القرية، تقول انها من (الشحر) في جنوب الجزيرة العربية. واشتهرت بلعا بمعركتيها الهامتين في عام 1936م ضد البريطانيين ـ وقد هدم الانجليز قسماً من بيوت القرية بعد المعارك.
...يعرف من أهلها الاستاذ فتحي البلعاوي، من خريجي الأزهر، وعمل في قطاع غزة وكان خطيباً مفوهاً، يتحرق شوقاً الى يوم العودة، ويحمل قارورة فيها شيء من تراب الوطن.
بلدة بِدية
وقد تكتب بالألف في آخرها.. بكسر الباء وسكون الدال وفتح الياء. تحريف لكلمة (بدة) الآرامية، بمعنى معاصر الزيتوت، ومنها (البد) وهو الجذع الثقيل الذي يستخدم في عصر الزيوت.
تقع في الجنوب الغربي من نابلس على مسافة 32 كيلاً، وتعلو عن سطح البحر (315) متر، وهي على طريق نابلس ـ يافا المعبدة، ومناظرها جميلة تحيط بها أحراج الزيتون، وكروم العنب والتين، حيث تزرع القرية الحبوب والقطاني والخضار وتعتبر سادسة قرى قضاء نابلس في غرس الزيتون، فقد كان بها حوالي أربعمائة دونم من الزيتون، و(900) دونم من الفاكهة أكثرها التين الذي يجففه السكان.
بلغ سكانها سنة 1961م (2212) نسمة يعودون بأصلهم إلى (دير طريف) من أعمال الرملة، والغور، ودير استيا، والأكثرية من أصل حجازي، نزلوا مجدل عسقلان ومنها ارتحل آباؤهم إلى (بدية)، ففي المجدل عرفوا بعائلة (تنيرة) و(الحلاق) وفي هذه القرية عرفوا باسم حمولة (سلامة) وكان في القرية حمولة بني حمار وحمولة (اسعيفان) ولكن حروبهما المتواصلة أدت إلى انقراض الطرفين، ولم يبق منهما إلا القليل.
ويحاول سماسرة الاراضي شراء أراضي القرية، لقربها من حدود الضفة الغربية مع المنطقة المحتلة سنة 1948م، ولما عجزوا عن ذلك، لجأوا إلى التزوير، كما حصل في قضية مصطفى حمدان سنة 1985م حيث زور توقيعه لبيع أرضه، وأثبت ذلك بالأدلة القانونية.
مدرستها.. بنيت منذ العهد التركي، وأصبحت بعد النكبة إعدادية، ثم تحولت إلى ثانوية. ويشرب السكان من مياه الأمطار المجموعة، وهناك بركة قديمة تكفي مياهها لشرب مواشي القرية.
وفي جنوب القرية ضريحان، أحدهما للشيخ حميدة الرابي، والآخر للشيخ على الدجاني، وهو من رجال القرن العاشر الهجري، من ذرية السيد بدر، جد آل الدجاني المقدسيين، وعرف ولده أحمد بأنه من كبار رجال الصوفية (الكواكب السائرة) ج 3/ 120. أما عائلة الدجاني في يافا، فقد نزلتها من بيت (دجن) في مطلع القرن التاسع عشر وظهر منها علماء وفقهاء، وظل ابناؤها يتوارثون الإفتاء في يافا حتى سنة 1948م والدجاني (المقدسية) و(اليافة) من الاشراف، ينسبون إلى الحسين بن علي. وينسب إلى قرية (بدية) أبو عمر عثمان بن سالم بن خلف البدي، عالم ومحدث توفي سنة745بلغ عدد سكان بديا سنة 1980م حوالي ستة آلاف نسمة، يعتمدون على الزراعة والتجارة، وعلى العمل في الاقطار العربية.
مدينة بتاح تكفا
مدينة صهيونية من مدن قضاء يافا، تقع على بعد أحد عشر كيلاً شمال شرق يافا، على مفترق الطرق التي تربط شمال فلسطين بجنوبها. من أقدم المستعمرات الصهيونية الزراعية التي أنشئت في فلسطين ـ فقد تأسست بتاريخ 8/ 8/ 1878م.
مدينة بات يام
مدينة صهيونية تقع على شاطئ البحر المتوسط جنوبي يافا مباشرة، ويعني اسمها (بنت البحر). وقد أسسها خليط من الصهيونيين يضم 24 عائلة سنة 1926م.
بلدة برطعة
بفتح الأول، وسكون الثاني.. تقع غربي جنين وتبعد نحو (6) أكيال إلى الشمال الغربي من قرية (يعبد).. قد يكون اسمها مأخوذاً من ضريح الشيخ برطعة جنوبي شرق القرية. وقد شطرت بعد عام 1948م إلى قسمين: الأول في الضفة الغربية، والثاني في فلسطين المحتلة.. نشأت فوق رقعة منبسطة من أراضي سهل مرج ابن عامر وترتفع (200) متر عن سطح البحر، واسسها جماعة من عائلة (القبهة) إحدى عائلات يعبد في منطقة يكسوها الأحراج الطبيعية، بغرض الإقامة فيها، للعناية يرعي المواشي.
ويمر وادي الماء، أحد روافد وادي الغراب بوسطها. وتوجد عين برطعة الغزيرة في وادي الماء، شرقي البلدة، ومن أجلها عرفت برطعة باسم (وادي المية أو راس العين) وتعرف باسم (الحنانة).
بلغ سكانها سنة 1961م بقسميها (1163) نسمة، وفي سنة 1980م بلغوا خمسة آلاف نتيجة الهجرة إليها. وزراعتها: الحبوب والقطاني والخضر. والزيتون والتين واللوز.. وتكثر الأغنام والابقار في الأحراج المجاورة. ويجاورها من الخرب: خربة (عين السهلة) في الشمال الشرقي من برطعة على بعد ثلاثة أكيال، وكانت في القسم المحتل منذ 1948م وكان بها سنة 1961م (284) عربياً. و(خور صقر) اسسها فريق من عائلة (القبهة) لرعاية مواشيهم.
بلدة بُرقة
بضم الباء وسكون الراء وفتح القاف، وهي كلمة عربية بمعنى الأرض ذات الحجارة المختلفة الألوان. وذكر ياقوت في معجمه مائة برقة في أنحاء الجزيرة العربية.
تقع شمال غربي نابلس على بعد 18 كيلاً. وترتفع من 460 ـ 500 متر. ومن يشرف على التلال الواقعة على الطريق بين برقة وسيلة الضهر، يرى منظراً جميلاً من أجمل المناظر في الوطن حيث يطل على الاودية المخضرة والقرى المنتشرة والجبال الشامخة.
بلغ السكان سنة (1061م) (3352) نسمة وينقسمون الى حمولتين: (الأحفاء) وتلفظ (لحفاة) يقولون إنهم من قبيلة عتيبة العربية. وينسب إليهم الشيخ يوسف البرقاوي المتوفي سنة 1320هـ وكان شيخ رواق الحنابلة في الأزهر ـ وكان عالماً. والحمولة الثانية: آل سيف .. ويقولون إنهم من اليمن، نزلوا أولاً البلقاء، ومنها على برقة، وهم منتشرون اليوم في عدد من القرى (طول كرم، وعرعرة، والبروة، وترشيحا) وفي دمشق، وعرفوا هناك بآل الحنبلي. وأول من نزل دمشق من آل سيف، الشيخ مصطفى بن سليمان بن سلمان البرقاوي، وتولى قضاء الحنابلة، توفي سنة 1250هـ .. وخلفه ولده الشيخ أحمد الذي ولد في دمشق وتوفي سنة 1297هـ ثم اشتهرت العائلة باسم (الحنبلي) وما زالت تعرف بهذا الاسم في دمشق. (مختصر طبقات الحنابلة).
يعتمد سكانها في رزقهم على العمل، وفي الدرجة الثانية على زراعة الزيتون (2200) دونم وزرعوا الخضار في (250) دونم والفاكهة (1400) دونم. وتشرب القرية من مياه الينابيع الموجودة فيها، وفتحت مدرستها منذ العهد العثماني سنة 1307هـ. وفيها مزار (القبيبات) و(رجال الضهرة). يقع فس شمال القرية على قمة جبل مرتفع (2190) قدم. وكان الموسم في هذا المكان يوم التاسع من ذي الحجة. تشارك فيه وفود القرى المجاورة، وتتسابق الخيول.. ثم اندثر هذا الاحتفال ولم يبق منه إلا مجيء بعض الطاعنات في السن للصلاة والدعاء.
ومزار (بايزيد) على جبل شاهق مرتفع (2375) قدم، شرق برقة، يقولون إنه لأبي يزيد البسطامي. مر بها الشيخ عبد الغني النابلسي سنة 1101هـ وذكرها في رحلته. وقد أصيبت من الزلزال سنة 1252هـ بخسارة كبيرة.
وهي اليوم ثانية قرى قضاء نابلس في السكان، حيث بلغت سنة 1980م نحو ثمانية آلاف نسمة.
بلدة برقين
بكسر أوله (الباء الموحدة) وسكون ثانية (الراء) وكسر ثالثة (القاف) ثم ياء ونون. لعله من الجذر السامي المشترك (برك) بمعنى الاستراحة. تقع في غربي جنين بانحراف إلى الجنوب على مسافة خمسة أكيال وترتفع 250 متر عن سطح البحر.
وأهم مزروعاتها: الزيتون، حيث تعد خامسة قرى القضاء في زراعته. وأشجار الفاكهة وأكثرها اللوز، والمشمش والتين والعنب ـ وتزرع الحبوب والقطاني ويعتنون بتربية الدجاج والمواشي. بلغ سكانها سنة 1961م (2055) نسمة وأشهر عائلاتها (جرار) (ودار المساد) ويقولون أنهم عمريون. ودار (ابو غانم) ويقولون إنهم من دوما بسورية ولهم ابناء عم في نابلس وصفورية. و(دار العتيق). من أقدم العائلات في القرية. وفي القرية قليل من بقايا حملة إبراهيم باشا. تشرب القرية من عين ماء جارية تقع شرقيها وتروي بعض مزروعاتها، ونظراً لارتفاع القرية عنها فإنهم يجدون مشقة في جلب مياهها. ولذلك أخذوا يجمعون مياه الأمطار في آبار خاصة. وأوسع مساجدها أنشأه الحاج يسن جرار سنة 1283هـ.
ومدرستها أنشئت سنة 1306هـ في العهد العثماني. بلغ سكانها سنة 1980م حوالي ستة آلاف نسمة.
يجاورها خربة بسمة، وخربة السعادة: كانت قرية في زمن الشيخ عبد الغني النابلسي سنة 1101هـ .. وقد زارها.
مدينة بني براق
مدينة صهيونية أسست سنة 1924م، على بعد خمسة أكيال شمالي شرق تل ابيب، وعلى بعد ثمانية أكيال من يافا. أنشئت حول قلعة أنشأها الصليبيون لحماية مداخل مدينة يافا.. وقامت على أراضي قرية (بني برق) (الخيرية) العربية.
بلدة بورين
بلدة تقع على مسافة عشرة أكيال الى الجنوب من نابلس، وترتفع ما بين 600 ـ 650 متر عن سطح البحر، تعتبر بقعتها جزءاً من جبال نابلس، وتستعمل أراضيها في زراعة الحبوب، وقليل من الخضر، وفي زراعة الأشجار المثمرة: الزيتون والتين والعنب. بلغ عدد سكانها سنة 1980م نحو ستة آلاف نسمة. وتكثر في اراضيها الينابيع لتزويد البلدة بماء الشرب وسقي بعض البساتين. اسست مدرستها سنة 1307 هـ في العهد التركي، وفيها اليوم مدارس ثانوية. قد يكون اسمها محرفاً عن كلمة (بورا) السريانية بمعنى الأرض البائرة. والجزء الثاني (ين) للجمع. ويكون المعنى: الأراضي البور أو الخالية. وينسب اليها عدد من العلماء: منهم: الشيخ غانم ابن علي بن حسين الانصاري، ولد سنة 562هـ. ولاه صلاح الدين المشيخة بالخانقاة (الاربطة التي تكون لعبادة الصوفية) الصلاحية بالقدس. وهو أول من وليها، وكان صلاح الدين أنقذه من الافرنج سنة 583 هـ. وله أعقاب اليوم في القدس باسم عائلة (سروري). نسبة الى عارف بن محمد القدسي السروري. توفي الشيخ غانم سنة 632هـ بدمشق. ومن علمائها: حسن البوريني بن محمد بن محمد بن حسن المتوفي سنة 1024 هـ. له عدد من المؤلفات، وديوان شعر.
وفي جنوبها مزار ينسب الى سلمان الفارسي خطئاً، وفي الجهة الشرقية مزار أبو اسماعيل يقال أنه مقر لإبراهيم عليه السلام.
مدينة بيت لحم
من أعرق المدن الفلسطينية يرتبط تاريخها بتاريخ الشعب الفلسطيني وأصالته ,وقال الدباغ: اسمها الاصلي: أفرت، وأفراتة، بمعنى مثمر، ثم دعيت باسمها الحالي نسبة الى (لخمو) اله القوت والطعام عند الكنعانيين. وفي الآرمية: (لخم أو لحم) معناها الخبز، وعند العرب معناها: اللحم المعروف. ويرى بعضهم أن الكلمة واحدة غير أن الذين كان اعتمادهم في القوت على الحنطة أصبح اسم الإله عندهم مرادفاً للحنطة أو الخبز، وأما الذين كانوا يعتقدون باللحم طعاماً أولياً، فقد أصبحت اللفظة تفيد اللحم المعروف.
لقد سكن الكنعانيون المدينة سنة 2000 ق. م، وتوالت عليها الأحداث، وكانت في العصور القديمة قرية متواضعة تكتنفها الأودية العميقة من جهاتها الثلاث.. وكانت خصبة الموقع تنتشر فيها حقول القمح.
استمدت بيت لحم شهرتها العالمية الكبرى من مولد المسيح فيها. ويروى أن يوسف النجار، والسيدة مريم ذهبا الى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الإحصاء العام، فولدت السيدة مريم وليدها هناك. وترى المصادر المسيحية أن الولادة كانت في مغارة قريبة من القرية، ولكن القرآن (يقول): (فاجأها المخاض الى جذع النخلة) وفي سنة 330م بنت هيلانة أم قسطنطين الكبير، كنيسة فوق المغارة التي قيل إن سيدنا عيسى ولد فيها، وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم. والمغارة تقع داخل كنيسة الميلاد، ومنحوته في صخر كلسي، وتحتوي على غرفتين صغيرتين، وفي الشمالية منها بلاطة رخامية، منزل منها نجمة فضية، حيث يقال إن المسيح ولد هناك.. وعندما دخل عمر بن الخطاب القدس، توجه الى بيت لحم، وفيها أعطى سكانها أماناً خطياً على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم. ولما حان وقت الصلاة، صلى بإشارة من راهب، أمام الحنية الجنوبية للكنيسة، التي أخذ المسلمون يقيمون فيها صلواتهم، فرادى، وجعل الخليفة على النصارى إسراجها وتنظيفها. وهكذا صار المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم جنباً الى جنب.
بلغ عدد سكانها سنة 1980م خمسة وعشرين ألف نسمة، تجمع بين المسلمين والمسيحيين.
وتقوم المدينة على جبل مرتفع قرابة (780) متر عن سطح البحر. وتبعد عن القدس عشرة أكيال، جنوبي مدينة القدس. وتبعد عن الخليل: 27 كيلاً.
والمدينة نشطة في الصناعة ـ وبخاصة الصناة السياحية: صناعة الصدف والمسابح والصلبان. ونالت المدينة قسطاً وافراً من التعليم منذ زمن بعيد ـ عن طريق الإرساليات والأديرة، وبلغت قمة التطور التعليمي عام 1973م عند إنشاء جامعة بيت لحم.
وسكان المدينة، المسيحيون مزيج من شعوب متعددة ولا سيما الأمم اللاتينية، يؤخذ ذلك من أسماء العائلات: حزبون، مكيل، مدلينا، جيريه.. حيث تشبه الاسماء الإفرنجية، وفي منطقة حيفا ـ قرية صغيرة تسمى (بيت لحم) بلغ سكانها سنة 1945م (370) نسمة وقد دمرها اليهود. وفي جنبات بيت لحم الاماكن الأثرية التالية:
1- قبر راحيل: أم يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
2- برك سليمان: بنيت ليجمع فيها الماء في قناة الى القدس (أنظر البرك).
وقد وهم عمر رضا كحالة في كتابه (قبائل العرب) فقال: إن قبيلة لخم نزلت بمنطقة بيت المقدس فدعيت باسمهم، وتسميها العامة اليوم (بيت لحم) ... والصحيح ما ذكرته في أول التعريف. ]خارطة وصورة رقم (20)
المرجع : مصطفى مراد الدباغ - أنيس صايغ - ياقوت الحموي - جورج يوسف - خريطة فلسطين - وليد مصطفى -المقدسي مجير الدين الحنبلي
يتبع