[رشيد الميموني]

أعدك بالفرح

أعدك أن أفرح
وأن أبث فيك فرحي
سأتخلى عن ثوراتي واندفاعي
وأحب الهدوء
سأناغي الطيور لكي تسكن في مقلتي
وأناجي العاصفة لتسكن في جعبتي
وتراقصني قليلا
أعدك أن أشبه فصول الطبيعة
وانحدارات الجبال
وروائح العطر المنبث بين المروج
وألوان الليل
أعدك بفرح يتشبه ألوان أودية النفس
وتشق منها نهرا
يسكن ما بين وريدك وشغف القلب
فيصبح الحبر دما
ثم تصفر الحروف لتنجبك
بعد عواصف وزمهرير الروح
فتجعلك كحبيبات القمح
او كسنابل متخمة بالحب
ليحين قطافها صيفا
سأشعرك بنبضاتي من جديد
سأدعك مع سنابل الفرح
وأرحل .. لا لكي أختفي
سأرحل كخريف
يزرع أملا بربيع قادم
لك أن تحضني فرحتي
أن تسكني في نسيمات المدى
في تهافتها على وريقات الزهور
لك أن تجعلي فرحتي تعرى شجيرات أحلامنا
لتلبس الأناقة في هذيان الواقع
وتتهادى على إيقاعات نبض الجمال
لترقص رقصات فراشات الحقول قبل موتها المحتم
وقبل أن تزرع في الحقول لظى أنفاسها روحا
في اليراقة ، لتعود من جديد
كوني لي هذا الجديد لو استطعت
ولن تستطيعي إلا أن تكوني أنت
أو ربما أنا حين تتسلل إليك فرحتي
وتزرع فيك بذور فرحة جديدة
تنسيك كل الآلام .. كل الوجع
لذا سآتي إليك
إن لم تكوني تستطيعين أن تأتي معي
سأعلن الفرح حين أتقمصك
أو أتركك تتقمصينني
سأفرح حتما وسأهديك فرحتي
لأنك أنت التي أهديتني الفرح
لأنك أنت الفرح