رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الحركات الإعرابية: ظهوراً وتقديراً
الحركاتُ على أواخر الأفعال والأسماء تكون ظاهرةً أو مقدَّرةً، ولا يجب أن نخلط بين البناء والحركة المقدرة كما يظن البعض، ففي بعض حالات الاسم أو الفعل يمتنع ظهور الحركة لأسباب تتعلق ببنية الكلمة أي بالحروف المكوِّنة لها، كَأَنْ يكونَ الفعلُ معتلَّ الآخرِ (أي آخره حرف علة) أو أن يكون الاسم منقوصاً أو مقصوراً. ويمتنع ظهور الحركة لأحد سببين هما التعذُّرُ والثِّقَل:
أما التعذر فهو مخصوصٌ بالألف بوصفها الحرفَ الوحيدَ الذي لا يقبل الحركاتِ جميعَها باستثناء السكون. فمثلاً في الأسماء المقصورة كـ (هدى) أو (رشا) والأفعال الماضية كـ (مشى) أو (دنا) والمضارعة كـ (ينسى) تقدّر الحركات على أواخرها بسبب التعذر.
وأما الثقل فهو مخصوص بالواو والياء حيث يثْقُلُ النطقُ بالكسرة والضمة على كلٍّ منهما، لكنْ تظهر الفتحة عليهما لخِفَّتها (فهي أضعف الحركات).
ويحدث ذلك في المنقوص من الأسماء كـ (العالِي، السّاعِي)، وفي الأفعال المضارعة كـ (يدعُو ، يرمِي): لاحظ أن الواو والياء في جميع هذه الأمثلة مسبوقةٌ بحركاتٍ تناسبها (الكسرة للياء والضمة للواو).
إنّ الميزةَ في تقدير الحركات للثقل هي التخلص من صعوبة الانتقال في اللفظ من الكسر إلى الضم (وهذا تعليل مشهور في علم الصرف لعدم وجود اسمٍ ثلاثيٍّ على وزن (فِعُل) )، أو صعوبةِ لفظ كسرتين أو ضمتين متتابعتين إذا وقعت الثانية منهما في آخر الكلمة.
إذا جاءت الواو أو الياء في آخر الكلمة مسبوقتين بسكون فلا يثقل نطق الحركات عليهما كما في (دلْو ، ظبْي، علِيّ، سمُوّ): السكون في كل من (علي و سمو) هو سكون القسم الأول من الحرف المشدد.
نقول: سمُوُّ الأمير عليٌّ مقامُه:
سُمُوُّ = سُ مُ وْ وُ
عَلِيٌّ = عَ لِ يْ يٌ
|