عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 12 / 2012, 28 : 11 AM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

دافــــئـــة الــــقـلب

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]إستيقظت بصعوبة. نظرت إلى الساعة الرقمية. تمنيت أن لاتخذلني أرقامها المتوهجة وفَعَلت ذلك بإتقان وآلية خرساء مستفزة.
علي أن أقوم بسرعة، أن لاأبذر الوقت الثمين ، أن لا أفرغ الخزانة من ربع محتوياتها كي أصل لاختيار أعتبره موفقا.
أشعلت ضوء غرفة الحمام ووقعت عيون المرآة على عيني. شمسان عسليتان شربتا من ابتسامات الأحلام حتى الثمالة وقلب دافئ لاتراه إلا مرآة الروح.
تخللني مزيج من شفقة و رغبة في الضحك وتعاطف ذاتي شديد.
سبحت أفكاري في فراغ قصير قبل أن أعـود للحـظـة والمكان.
رتلت وصاياي بداخلي وعنونتها:
1. انتباه.
2.التزام مألوف.
3.قدمان على الأرض.
4. لاهروب في يوم عادي.
5.اليوم العادي يجب أن يظل عاديا.
ألَّحَ الخاتم المرصع بالأحجار الحمراء بشكل غير معهود ، ندهني وأنا أهم بالخروج لألبي رغبته.
لاألبس أي شيء أحمر عداه ومع ذلك يبدو متراضيا، متآلفا، متناسقاً وباقي القطع التي تتعاون لتشكيل مظهري.
القلب دافئ واليدان دافئتان أيـضا. يمكن التصريح بأن المثل الفرنسي ليس صادقا تماما وحالتي فيها كل الإثبات لذلك.
تحاصرني فتاة جامعية في المحطة، تريد أن أجيب على لائحة أسئلة. تبدأ بالتحية والتعبير عن إعجابها معطفي.
''معطفك جميل جدا، سيدتي ''.
معطفي يتأرجح بين صفرة الكاري وبني عسل النحل، أزراره السوداء الكبيرة الثلاث تضم طرفي المعطف بأناقة وتقابلها ثلاث أخوات لها للتماثل والزينة.
لا يسعفني الوقت لمساعدة الفتاة رغم قناعتي الكاملة بأن الطيبة الصباحية قد تكون أجمل هدية إنسانية نقدمها لشخص لا نعرفه.
تـدور عقـارب الساعـات الكبيرة في المكتب مدمنة مهَمَّتما الميكانيكية تصاحب النهار حتى يسل آخر نقاطـه.
قبل أن يغادر زملائي يجهزون على آخر ثرثراتهم اليوميـة وأشرع في لملمة أشيائي.
لهنيهة أتذكر قلبي الدافئ وألقي نـظرة على الخاتم الذي تعلوه الحمرة.
شبـح في الممر؛ شخـص لاأعرفـه.
مايتردد عن البواب صحيح. يفتح الباب في وقت غير مناسب للدخلاء والعابرين و ينسى حتى تفقد خلو المكاتب قبل ذهابـه.
إهمـال أو خيانة ذاكرة أو كلاهما، أتجاهل استفزاز شعوري بتقصيره لأكمل استعدادي للهروب إلى مسائي.
ليس شبـحاً إنه رجل تائـه، لقد أخطأ العنوان هذا كل شيء.
تشي القيثارة، التي يفضحها شكلها من تحت الغلاف، بمقـصده.
تتشابـه البنايات في هذا الشارع المفرط في الحداثـة كتوائـم فاقدة للتمايز، معهد الموسيقى الذي يبحث عنه في الجوار. أفـهم اللُّبس بقدر ما لاأفهم أسرار المشاريع المعماريـة التي تقتل الاختلاف بين بيت وبيت وبناية وجاراتها.
ظننته التفت ليومئ لي بوداع جديد بعد أن وصفت له الطريق لكنه رمى لي سؤالا:
ــــ هل اليوم عيد ميلادك؟
ـــــ لا .
و ابتسمت.
كيف تبادر إلى ذهنه سؤال غريب كهذا؟
وددت أن أضيف :'' اليوم ليس عيد ميلادي لكن قلبي اليوم دافئ ''.
أتبعت ابتسامتي بأخرى.
ـــ''الساحـرة أعطتك خاتـما أحمر عوض التفاحة المسمومة ،أنت محظـوظة جدّاً ''.
وانفجرت ضاحكـة.
إنـه يعـزف على وتر مجنون.
نبهته أنه قد يتأخر وصَحا لحن مليء بالحنين في الوجدان، أغنية تقول: '' إن تَرَكْتِني الآن..ستأخدين أكبر جُزءٍ مني ...''.
أعدت نفسي إلى وصاياي الصباحيـة وأخبرته أنه إن غادر سأتمكن من الصعود للطابق العلوي وأخذ معطفي من على المشجب والأهم أنني سألحق بقطاري في موعده.
رحل ولبست معطفي على عجل.
مـوجة من هواء بارد لامست وجهي وأنا أقابل الشارع الكبير المفتوح على الاتجاهات الثلاث. لم تخترق البرودة جدار القلب.
خرجت تنهيدة دافئـة وعيوني تحضن ألوان المساء.
ـــ ''معطفك جميلٌ جدّاً و خاتـمك الأحـمر يبدو شهيا كتفاحة، لو تُرافقين تائـها؟ ''
ابتسمـت وأوصلتـه إلى المعهـد.
انتظرتـه في بهو المعهد الكبير وصوت معزوفة لباخ يجيء وينقطع، أظن عازف التشيلو المتمرن عليها لم يكن في أفضل حالاتـه.
خرج يلبس قناعا عبوساً قبل أن يطلق العنان لفرحته بتعيينه.
هنأته هادئة صابغة كلامي بالفرح مغلفة إياه بابتسامة، وتركنا المبنى بعد استكشافه بفضول عجيب.
قيثارة علـى ظهـره وألـحان تتسرب من الوجدان تذوب في الحديث ونمشي.
على مقعد القـطار غابت أسمـاء المحطـات ووجوه المسافرين ، خُنْتُ وصاياي. إستلمني سلام تام وانسجام ينساب، ينسكب في دفء القلب.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس