[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/185984/vintage-floral-smoking-lady.jpg.gif');background-color:burlywood;border:4px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
إلى أين أيها المعذب المنكوب؟!!
إلى أين أيها المشرد التعس؟!!
ضاقت بك الأرض بما رحبت وليس لك وقد ضاع الوطن في بلاد العرب من سبيل إلا الذوبان والتلاشي...
حين شردت من ديارك وفلسطينك، أقاموا لك خيم ثم مخيمات وقالوا هي أيام وتعود...
هي أسابيع.. هي أشهر قليلة...
لن تبقى في مخيمات والجيش العربي سيكون معك لتطهير أرضك من الاستعمار وستعود إلى ديارك....
صدقوا في وعودهم وهاهي المخيمات تفكك واحداً تلو الآخر لكن ليس لفلسطين!!
من تيه إلى تيه ومن تشرد إلى تشرد ومن ترويع إلى ترويع
من لبنان إلى الكويت إلى تونس إلى العراق إلى لبنان مجدداً إلى سورية، فإلى أين السبيل؟!!
تغيب المخيمات وتفكك واحداً تلو الآخر وتضيق بك الأرض بما رحبت
نهر البارد لم يعد ولن يعود وها أنت تهجّر من مخيم اليرموك لينضم إلى قافلة المخيمات المندثرة
أين السبيل أيها الفلسطيني وإلى أين هذه المرة؟!!
الأرض لا تتسع لك أيها الفلسطيني
ليتك تركت نفسك وأهلك منذ البداية لمجازر الصهاينة ونزواتهم وغزوات الغرب اللئيم ومت فوق تراب وطنك ولم تصل يوماً إلى مخيمات التشرد العربي
إنه التيه الجديد وتفكك الفلسطينيون الجديد في الشتات
أنت تضيع والقضية ضاعت منذ زمن طاله الصدأ وأنت لا مكان لك على وجه الأرض
أن تكون فلسطينياً يعني أنه كتب عليك الشقاء والعذاب والتشرد الدائم إلى أن تذوب وتتلاشى بين البشر
أن تكون فلسطينياً يعني أن تكون محرقة وكبش فداء وملطشة في أي وقت وتحت أي ظرف!!
أن تكون فلسطينياً يعني أن فضل الناس (على قرعة اللي خلفوك ) حتى وإن قتلوك وروعوك ومن تشرد إلى تشرد سلموك وعليك أن تكون أول وأكثر من يدفع ثمن كل ما يحدث في العالم العربي
ليس من اقتصاد في العالم العربي لم يساهم الفلسطيني بتنشيطه وليس من بلد عاش فيها بعد تشرده لم يساهم ويعمل أكثر من الجميع في مسيرة البناء وإنعاش الاقتصاد وعلى الرغم من أنه دائماً يضع كل إمكانياته وخبراته وتفوقه الفطري وقدرته على التعلم والتخصص وثقافته العالية في أي مجال يدخله ولا يتدخل عموماً في سياسات البلاد التي يعيش فيها مراعياً أصول الضيافة وحدودها ( وكل قاعدة لها شواذ) فإنه يكون دائماً كبش الفداء ليروع ويخسر ويشرد من جديد
إلى أين هذه المرة أيها الفلسطيني وأنت تحديداً أينما اتجهت في وجهك ألف سد؟!!
ما أصعب أن تكون فلسطينياً في هذا الزمن!!
ورغم كل العذاب والمرار ترى الواحد منا لا يرضى إلا أن يكون فلسطينياً فهل من سبيل؟!!
[/align][/cell][/table1][/align]