في الجموع والممنوع من الصرف
يحصلُ تبادلٌ طريفٌ بين الفتحة والكسرة في حالتين خاصَّتين من إعراب الأسماء: وذلك في جمع المؤنث السالم والممنوع من الصرف.
ينصَبُ جمعُ المؤنث السالمُ بالكسرة عوضاً عن الفتحة، ويُجرُّ الاسمُ الممنوع من الصرف بالفتحة عوضاً عن الكسرة.
جمْعُ المؤنث السالم هو الطريقة الأصلية في جمع الأسماء المؤنثة، ويحصل بإضافة ألف وتاء زائدتين في نهاية الاسم المفرد، نقول (كاتبة - كاتبات)، وسمِّيَ سالماً لأنه لا يغير من بنية الاسم المجموع، وهو يوازي جمعَ المذكر السالم، الذي يحصل بإضافة ألف ونون رفعاً، وياء ونون نصباً وجراً إلى آخر الاسم المفرد، وتحذف النون في الإضافة (كما في المثنى)، نقول:
- صاح المشاهدون تشجيعاً لفريق كرة القدم.
- سمعتُ صياحَ المشاهِدِين بوضوح.
- ألهَبت المباراةُ حماسَ مُشجِّعيها.
ولكلٍّ من هذين الجمْعين شروطٌ يُلجَأُ في حالة عدم تحققها إلى جمع التكسير، الذي يُظهِرُ اسمُه حصولَ تغييراتٍ في ضبط وبنية الاسم المجموع.
لا يُقصَد بكلمة الصرف ذاك العلمُ المتخصِّصُ في الاشتقاق والأوزان، بل نعني بالصرفِ هنا الجرَّ بالكسرةِ والتنوينَ بأنواعه الثلاثة. فيمتنع ظهورُ كِلا العلامتَين على الأسماء الممنوعة من الصرف التي تتشعّب إلى أنواع كثيرة.
من أشهر أنواع الممنوع من الصرف:
- العلم المؤنث (زينب، فاطمة..): ويخرج منه الثلاثي ساكن الوسط كـ (هنْد) إذ يجوز فيه الصرف ومنعه.
- العلم الأعجمي (يوسُف، إبراهيم،..).
- العلم على وزن الفعل (يزيد، أحمد،..): فنحن نستعمل هاتين الكلمتين وشبههما فعلاً واسماً.
- الصفة على وزن أَفْعَل ومؤنثها على وزن فَعلاء (أشْقَر- شقراء، أغْيَد -غَيْداء، أعْمى-عَمياء،..): وأكثر ما يكون هذا الوصف في الألوان والمحاسن والعيوب الخَلْقية.
- الصفة على وزن فَعْلان ومؤنثها على وزن فَعْلى (عَطشان -عَطْشى،..).
- الاسم الممدود (المنتهي بألف وهمزة) كـ (صحراء،..).
- الاسم المنتهي بألف ونون كـ (عدنان، سُفيان،..).
يُصرَف الممنوع من الصرف إذا عُرِّفَ بـ ال التعريف أو أضيف إلى معرفة.