عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 12 / 2012, 54 : 12 AM   رقم المشاركة : [33]
محمد سعيد عدنان أبوشعر
قسم اللغة العربية ( مشرف سابقاً في نور الأدب)

 الصورة الرمزية محمد سعيد عدنان أبوشعر
 





محمد سعيد عدنان أبوشعر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -

اللازم والمتعدّي


تترابط علومُ اللغة العربية وتتحد فيما بينها بانسجامٍ تكامليٍّ، كما في التعاون اللغوي بين النحو والصرف والمعاني في قاعدة اللازم والمتعدي:


تتميز الأفعال في اللغة العربية بمرونة عالية وتنوع كبير، وكل فعلٍ يأخذ معمولاً أساسياً لا استغناءَ عنه لأيّ فعل وهو الفاعل المرفوع، وقد يكتفي الفعل بالفاعل أو يتعداه إلى معمول آخر هو المفعول به (الواحد أو المتعدد)، وقد يستغني عن المفعول به بالجار والمجرور أو بهما معاً، واستناداً إلى عدد المعمولات التي يتطلبها الفعل تنقسم الأفعال إلى: لازمةٍ ومتعدّية.

كل فعل قادر على تأدية معنىً مفيدٍ بالفاعل فقط يسمى فعلاً لازماً، أما ما يحتاج إلى معمولات أخرى ليكمل المعنى المطلوب فيسمى فعلاً متعدّياً.
ويلعب المعنى دوراً كبيراً في تحديد نوع الفعل، فالفعل (أكل) مثلاً هو فعلٌ متعدٍّ أساساً، إذ نقول: أكل الولدُ طعامَه، ونستطيع أن نضيف جارّاً ومجروراً إليه فنقول: أكل الولدُ طعامَه بالملعقة، أو في غرفتِه... لكننا أحياناً نكتفي بقول: (أكل الولدُ) حين يكون المطلوب من الجملة هو إبراز حَدَثِ الطعام كحدثٍ جديدٍ أو منتَظَرٍ دون أن يهمنا تحديد (ماذا أو أين أو كيف) أكلَ.

الأفعال المزيدة غالباً ما تكون متعدية، كالمتعدية بالهمزة على وزن (أَفْعَلَ) أو المتعدية بثلاثة أحرف كـ (اِسْتَفْعَلَ).
من الأفعال ما يتعدى بالجارّ والمجرور مستغنياً عن المفعول به كما في قولنا: عادَ الرجلُ إلى المنزلِ.

كل فعل لازم لا تصاغ منه صيغةُ المبنيِّ للمجهول، لأنها تعتمد أساساً على وضع المعمول الثاني (المفعول به غالباً) محلَّ الفاعل، وهذه الأفعال تتركز بشكل واضح في كل ما يدل على الهيئات والصفات والعيوب كـ (حَسُنَ ، ظَرُفَ ، عَمِيَ ، مَرِضَ)، فنقول: حَسُنَتْ أخلاقُ هذا الشابِّ.
يمكننا صياغة هذه الجملة بشكل مختلف حين نستعمل نوعاً معيّناً من المعمولات، نقول: حَسُنَ هذا الشابُّ أخلاقاً:
الاسم المنصوب (أخلاقاً) ليس مفعولاً به، مع أن شكل الجملة يوحي بذلك، فهو قد وقع بعد الفاعل، لكن الفارق الجليَّ بينه وبين المفعول به أنّ الفعلَ لم يقع عليه، فهو مختلف عن المفعول به في جملة كـ : قرأ الطفلُ القصةَ: فهنا فعل القراءة قد قام به الطفل ووقع على القصة، أي: حدَثَت من الطفل قراءةٌ للقصةِ. وفي الجملة السابقة لا ينطبق هذا التعريف، لذا فذلك الاسم المنصوب ليس مفعولاً به، وإنما نسميه تمييزاً.

يكثرُ وقوع التمييز بعد الأفعال اللازمة أو التي تدل على المفاضلة كما في:
زادَكَ اللهُ حُسْناً في الخُلُق: هنا الفعل (زادك) نصب مفعولاً به وتمييزاً، حدد كلاً منهما ولاحظ الفرق.
محمد سعيد عدنان أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس