الإبدال الصرفي
يرفضُ اللفظُ السليم للأحرف العربية الجمعَ غير المناسب في النطق بين بعض الحروف، ويعود ذلك إلى صعوبة الانتقال بين بعض المخارج عند النطق، وأكثر الحروف إثارةً لهذا النوع من المشاكل هي التاء ذات المخرج الصوتي المشترك مع كل من الطاء والدال. ولحل هذه الإشكالية بشكل داخلي، يقدم لنا علم الصرف ما يعرَف باسم الإبدال كإجراء بسيط ويسير بين هذه الحروف الثلاثة بحيث لا يؤثر على الميزان الصرفي، وتوضح لنا الأمثلة التالية هذا الإجراء:
- فعل (اِزْدَهَرَ) حروفه الأصلية هي الزاي والهاء والراء، و وزنه (افتعل) أي مزيد بالألف والتاء، والأصل أن نقول (اِزتَهَر) لكن لصعوبة الجمع بين الزاي والتاء على التوالي في اللفظ أُبدِلت التاء دالاً دون تغيير في الوزن، فلا نقول إن الوزن (افدعل). ومثله فعل (اِزدادَ).
- فعل (اِصطادَ) حروفه الأصلية هي الصاد والألف والدال، ووزنه (افتعل) كذلك، والأصل أن نقول (اصتاد) فأبدلت التاء طاءً كحرف من ذات المخرج يناسب فخامة الصاد ولا نقول إن الوزن (افطعل). ومثلُه فعل (اِصطفى).
يكثُر هذا الإجراء في الأفعال التي تأتي على وزن (افتعل) ومشتقّاتها، حين تكون فاءُ الفعل حرفاً لا يتناسب لفظُه مع التاء المزيدة، وقد تأتي الفاء حرفاً خارج دائرة الحروف الثلاثة ( الطاء والدال والتاء) كما في أفعال (اِضْطرَّ - اِضطَرَب - اِضْطَلَع).
تجدر الإشارة هنا إلى أن كلاً من الفعلين (اطَّلَعَ - اِضْطَلع) له نفس الوزن الصرفي (افتعل) المُجْرى عليه إبدالُ التاءِ طاءً، و له نفس اللفظ كذلك نظراً لأن قوة الطاء وفخامتها تطغى على التاء والضاد، لكن الاختلاف بينهما في الأصول (طلع - ضلع ) وفي المعاني (الاطلاع على الشيء: رؤيته ومعاينتُه - الاضطلاع بالشيء: تأديتُه والقيام به أحسنَ قيام).