التضعيف في المجرد والمزيد
في أفعالٍ كـ (عَزَّ): الفعل ثلاثيٌّ مجرّد مع أنه مكوَّنٌ ظاهرياً من حرفين، وندعوه بالثلاثي المضعَّف لوجود التضعيف (التشديد) فيه، وبفك التشديد يظهر الحرف الثالث بهذا الشكل (عَزْزَ) ووزنه (فَعْلَ) ولأنه لا وجودَ لهكذا وزنٍ صرفيٍّ للأفعال، نحرك السكون بما يناسب الحرف الذي يليه فيصبح الفعل (عَزَزَ) ووزنه (فَعَلَ)، أما صيغة المضارع منه (يَعِزُّ) فأصله (يَعْزِزُ) وذلك بإحداث مبادَلةٍ بالحركات بين فاء الفعل وعينه (أي بين العين والزاي الأولى)، ويصبح الوزنُ هنا (يَفْعِلُ).
هذا يفسّر لنا عدم الالتزام باللفظ الظاهري عند الوزن لكلماتٍ مثل:
أَلَحَّ - مُسْتَمَدَّة - مُسْتَقِرَّة - يَمُدُّ - يَحِنُّ .
حيث تُردُّ جميعُها إلى أصولها قبل إجراء الوزن.
في المشتقّات المتماثلة ممّا يأتي مضعّفاً على وزن (انفعل) كـ (اِنْسَلَّ) وعلى وزن (افتعل) كـ (اِحْتَلَّ) كما في (مُنْسَلّ - مُحْتَلّ)، كلٌّ من هاتين الكلمتين تحتمل أن تكون اسم فاعل واسم مفعول، لكنّ فكّ التضعيف هو الذي يظهر أصلها، ففي (مُحْتَلّ) إذا فككنا تضعيف اللام بالكسر (مُحْتَلِل) تكون اسم فاعل والوزن (مُفْتَعِل)، وبالفتح (مُحْتَلَل) تكون اسم مفعول والوزن (مُفْتَعَل).