[رشيد الميموني]

[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم ..
قبل أن أناقش ولو باختصار طرحك أختي الأجيبة هدى أود أن أذكر أن مسألتي الحلال والحرام عرفت فوضى بسبب تجرؤ كل من هب ودب ليدلي بدلوه وغاب عن الكثيرين أن ذلك من اختصاص العلماء والفقهاء الذين يعرفون أصول الفقه ويحفظون الكتاب والحديث وربما منهم من لا يجرؤ على الإفتاء بتحريم شيء أو تحليله إلا بعد تردد وتدقيق وبحث وتمحيص . كما كان يفعل الإمام مالك الذي غالبا ما كان يرد بـ"لا أدري"
فعلا .. نسي الكثيرون أو تناسوا أن الدين يسر وليس عسرا وأن الغلو فيه مهلكة .. وهذا ناشئ عن الجهل بالدين وانعدام القراءة والبحث في شؤون الدين .. طبعا هناك حدود يجب الالتزام بها كعدم التشبه بالنصارى واليهود في طقوسهم وعاداتهم التي تسيء إلى الدين كإحياء الحفلات الماجنة واقتراف المنكرات .. لكن لا أحد يمكنه أن يحرم الاحتفال الذي يبعث الفرحة في القلوب ويلتئم بفضله الشمل ولو ليوم أو ليلة واحدة .
الإفتاء بالحلال والحرام طال مع الأسف أشياء أخرى غير الاحتفال .. هناك من يشدد على بعض الجزئيات في الصلاة وفي الملبس كأن ينكر على المصلي عدم القبض أوالصلاة على الرسول الكريم عقب كل صلاة ..
أعطي مثلا آخر على التشدد : من عادتنا وموكب الجنائز يمر عبر الشوارع أن يهتف المرافقون لها بذكر الله والصلاة على النبي .. فجاء من ينكر ذلك معللا إنكاره بكون هذا لم يكن يحدث في زمن الرسول ..
وأختم مداخلتي هذه بطرفة قرأتها :
ركب رجل متدين سيارة أجرة ولاحظ أن السائق يدخن وينصت للموسيقى فقال له :
هل كان التدخين موجودا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ؟
فأجاب الرجل : - لا .
فقال الآخر : إذن هذا حرام ، وعليك ان تقلع عن التدخين .
ثم تابع : - هل الموسيقى كانت في عهد الرسول الكريم والصحابة ؟
أجاب : لا.
قال : إذن فهي حرام وعليك تجنبها ..
عندئذ قال السائق : سيدي ، هل كانت سيارة الأجرة موجودة في عهد الرسول ؟
قال : لا .
فتوقف وقال له : انزل ، فإن سيارة الأجرة لم تكن موجودة في عهد الرسول و الصحابة .
شكرا لك أستاذة هدى على هذا الموضوع الحيوي الشيق وأتمنى أن اكون وفقت في إبداء وجهة نظري .
تحياتي وتقديري [/align]