الموضوع: مجلات
عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 01 / 2013, 12 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
سارة أحمد
مجازة في الأدب / تكتب القصة والرواية

 الصورة الرمزية سارة أحمد
 





سارة أحمد is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

Post مجلات

" مجلات "
[align=justify]قلت لكِ مرارا: إن كتاب مجلة "أ" يشعرونني بأنهم متعالون على قرائهم، يتحدثون معهم من فوق؛ بوصفهم أرقى وأكثر ثقافة ووعيا "نخبة" تريد أن تسيطر على عقول الآخرين وتقوم بالتفكير نيابة عنهم وأنا أكره أن يعاملني أحد بهذه الطريقة. مجلة "باء" تسحرني لأنها تحترم قراءها، تعاملهم صديقا لصديق، لا أشعر أن أحدا يمارس غروره عليّ، وأنا أقرأها أذوب في صفحاتها، أضعها إلى جانب وسادتي ونحن نائمان. الملف الرئيسي في مجلة "أ" دائما عبارة عن خواطر وفلسفات وسرد لتجارب خاصة بكتابها النرجسيين لا تسمن ولا تغني من جوع أكثر من أن تتسلي بقراءتها، عندما أنتهي منها لا أجد أن عقلي قد استفاد بأية معلومة جديدة، أو أن همة تفكيري قد شحذت، شجرة ثقافتي لا تثمر أو تينع. الملف الرئيسي لمجلة "باء" دائما يثار بطريقة تجعلني أشعر بأنني مشارك في إنجازه..ها أنذا أفكر وأتأمل وأستفيد بمعلومات جديدة، أتفق مع هذه الرؤية وأختلف مع تلك؛ أخرج في النهاية برأي خاص لي في هذا الموضوع أو ذاك. الكتاب الذي تهديه مجلة "أ" لقرائها أحيانا ما يحوي على عباراتٍ وأفكارٍ مسمومة، مدسوسة وسط عسله. تذكرين ذلك الكتاب الذي رفضتِ حتى أن تلقي عليه نظرة؛ كان يتحدث عن الكتاب العملاء الذين توفاهم الله منذ عقود، أتعرفين؟ بعض كتّاب مجلة "أ" تراهم مطأطئي الرؤوس لثقافة أخرى. على عكس كتّاب مجلة باء؛ دائما شامخة، تفوح منها رائحة العروبة والحضارة العربية، إخلاصها العميق لثقافتنا لا يمكن أن يساورني فيه شك. ورغم كل هذا أقتني مجلة "أ" كل شهر بل وأدفع في ثمنها المزيد من المال؛ أشتريها من السوق السوداء؛ تؤنبيني دائما: يا لك من متناقض! لماذا تقتنيها إذا كنت تأخذ عليها كل هذه المآخذ وتتصفحها فقط كل شهر دون أن تقرأها؟ فأخبرك بأنني: أريد أن أشعر بالأمان، لا أريد أن يطعنني أحدهم في ظهري، لا بد أن ألم كل شهر بالعسل الذي قد دسوا لي فيه السم دون أن أتناوله، لا بد أن أعرف إلى أي مدى وكيف سيظل هؤلاء الكتاب يتعالون علي حتى لا يتعالى عليّ أحد في غيبتي؟ تنعتينني بالمجنون. أما مجلة "ج" فتشعرني بالغثيان؛ سمها مكشوف دون مواربة، ليس ثمة عسل فيها، تتناولين أنتِ جرعاتها بشغف كل شهر، أخبركِ بأنكِ تقتلين نفسك..بعد عامين من الآن لن تصبحي أنتِ..لا تقتنعين بما أقول، تصرين على مسخ هويتك واستبدال ثقافتك العربية بثقافة أخرى غريبة عنّا، أحذرك: إنهم يقتلعونك من جذورك..سوف تتحولين إلى نبتة غريبة ووحشية وسط نبات مألوف ومتآلف مع بعضه البعض، سوف تعيشين لبعض الوقت، لكنك ستخسرين كل شيء وتموتين في النهاية! تضعين دستة من مجلات "ج" فوق مكتبنا المشترك، لا زلت أكرر لكِ أنها مجلة مأجورة، تقولين أن رؤيتي متأخرة عن العصر، أحاورك لأثبت لكِ أن العصر ليس متقدما كما تظنين، تعرفين الكاتب الذي أتيت منه بهذه المعلومة، تصفين كاتبه بمشاعر الحقد والدونية، أقرر لكِ أن الدونية ذاتها بشحمها ولحمها لا يمكن أن تتجسد إلا في مقالات كتاب "ج" وأن كاتبي المفضل شامخ مرفوع الرأس؛ رجل فخور بعربيته التي تخجلين أنتِ منها، تغضبين وتثورين، تضعين يدك فوق رأسك؛ بحركة لا إرادية تتحسسينها، تتركينني وحيدا وتنصرفين. أنتِ دائما عكسي..تشتركين معي في شيء واحد؛ كلانا لم يطلع على أي عدد من مجلة "ثاء" لأنها لا تصل إلى بائعي المجلات والجرائد في حينا. وبالنسبة لمجلة دال فجميع أعدادها عندي..دائما يعجبني نصف العدد ولا يعجبني النصف الآخر..شعوري تجاه هذه المجلة محايد؛ أحب بعض موضوعاتها ولا أكترث بالبقية أما أنتِ فتعجبين دائما بالنصف الذي لم يعجبني وتتركين قراءة الموضوعات التي أحببتها. الكتب التي تكون محل رضاي هي دائما محل سخطك، تذكرين يوم المعرض من الشهر المنصرم؟ طلبت منكِ أن نذهب معا وكنت أسر في قلبي شيئا آخر، تعللتِ بأنكِ مريضة وأيام المعارض تكون مرهقة..تصنعتُ أمامكِ ملامح الأسى والأسف وتهلل وجهي بشرا حين أدرته للجهة الأخرى، كنت أعرف أنكِ تكذبين..صنعتُ لكِ كوبا من الينسون، طفقتِ ترتشفينه على مهل بسعال متقطع؛ يا لك من ممثلة! ترى بماذا تفكرين؟ لماذا تكذبين علي؟ لم أفكر كثيرا، على الفور ارتديت ملابسي، قبل أن أخرج سألتني: متى سوف تذهب إلى المعرض؟ كذبت عليكِ وقلت أنني سوف أزوره في المساء، قرأت في وجهكِ مشاعر الارتياح ويممت وجهي شطره. تذكرين ما حدث بعد ذلك..لقد تفآجأت بكِ هناك؛ كنتِ مع أحد كتاب مجلة "ج" تتجاذبان أطراف الحديث في حماسة ويديكما متشابكتين في دفء، رأيتكما كعصفورين متناغمين تماما؛ الطيور على أشكالها تقع وضبطتني أنتِ متلبسا بالجرم المشهود مع إحدى كاتبات مجلة "باء" في أحد أركان المعرض كنت أطبع قبلة على خدها..تعرفين أنني لا أقبل النساء أبدا، ولكنني قبلتها. عزيزتي: لقد كنا دائما مختلفين، أؤكد لكِ أن زواجنا كان خطأ لا بد من العمل على إصلاحه..ولذلك فأنتِ..أنتِ طالق.



[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع سارة أحمد
 
https://www.facebook.com/saraahmedwriter?ref=hl

مدونتي: فنجان تأمل http://fengantaamol.blogspot.com/

التعديل الأخير تم بواسطة خيري حمدان ; 11 / 01 / 2013 الساعة 03 : 01 PM.
سارة أحمد غير متصل   رد مع اقتباس