عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 01 / 2013, 07 : 03 AM   رقم المشاركة : [305]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/108934/all-wet-black-red-31000.jpg');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نصــيــرة تـــخـــتوخ:
من عادتي أن لاآبه بالاعتذار. الاعتذارات زائـلـة المفعول وعندما يتكرر الخطأ ذاتـه قد يصير لها مفعول مضاد. تخرج ككشف حساب قديم يذكر بدين تم التغاضي عنه ولم يسدد بعد.
لاتصنع لنفـسك أعذاراً حين تحضر ولاتخرج لي مَثَلاً مصقولاً لإقناعي بأن الحضور يمسح الغياب وإلاَّ أقنعتـك بأنني أمسحهما معاً لأكـون كما أحلـو لي.
أنـت السعيد بالخريـف كم أشتهي أن أتقمص سعادتـك وأصيـر حتى وأنا أسطو على لحظات سعادة من عالمي بسعادتين. لعل عُمْرَيهما يمتزجان ويعبران بي إلى موسم مُفرح يشدو له القلب.

سأفشي سرّاً حملته الريح اللعـوب وهي تدفع الأوراق تدعمها بنعومة وحنو للارتماء حيث تشتهي.
نبهتني بالحركة البطيئـة إلى مشهد السقوط في اتجاه البحيرة. بعض الأوراق الذابلـة تنتهي على العشب وأخرى على الإسفلت والمحظوظات تعانق الماء بعد أن غازلها الهواء طويلا.
رحلـة قصيرة بعمر الدقائق طويـلة بعمق توقفي. الريح كشفت لي دورها والبحيـرة بسطت صفحتها والخريف خلفهما كان يعتذر.
اعتذَرَ كما اعتذرت أنت وسامحته كما سامحتك دون ضمانات.

كالكمان في كومپانيلا باغانيني صعود وهبوط من الخريف إليـك ومنـك إليـه وعودة إلى السعادتين.
كشجرتين متشابكتين لاتعترفان بالتواريخ والأمكنـة.أظنني إن سلبتك سعادتك ستعود لتنبت في قلبك لتتحداني بها من جديد.
تورقُ شغوفـة ، تُثـمر منتشيـة وتدق ذات الجرس الصغير في قلبك أن أفِقْ، إفرحْ، إقطف!
حكايـة بلا بداية ولانهاية مثل حكايـة الخريف والشتاء والربيع والربيع والربيع...يَعْلَـقُ الربيـع، يهوى ترديده حتى يأتي.
لأجلـه أحاول أن أستمر فـي نسج الأمل حتى تُعفيني الشمس وتغزل لصباحي خيوطـها.
في غياب الربيع يمكنني أن أكتب سِفْراً تنبت على هوامشه النباتات العطرية ويستعد فيه فلفل حار للاحمرار بحدة. لأجل إنقاذي من هزيمـة الشتاء القادمـة أعـزف العاطفة وأدخل الروايـات ، أخرج من بلاط آنَّا كارينينا إلى شموع المـساء وأدلف إلى الكوخ في الغابة المكسوة ثلجا لأشهد مقاومة السرو وحمرة فرو الثعالب وعشق الأرستقراطي الذي تبعه الحب إلى حيث هرب...
كي لايحقد الخريـف أودَعْتُه مواويلَ الشرق ذات الشجون وأتساءل ماذا أوْدَعْتَه أنت وإن كُنْتَ سَتُبكِي شموعا في القصائد هذا الشتاء؟
********************
خــــيــــري حــــمــــدان:
أحترم وأقبل الاعتذار، وأعتذر وأكرر لكِ بأنّ للاعتذارات مفعولاً طويل الأثر، يبقى القلب دافئًا، يلامس الروح، يهتف لها، يمسح عنها الهمّ ويقدّم لها كلّ ما تأخّر وغاب في لحظة الوصال.

ذهب الخريف، اختفى، احتضنه الشتاء بكلّ عنفوانه وقدرته على محاصرة الذات بدرجات حرارة وقحة الانخفاض. لن أتوانى عن الذهاب لتلك الحديقة، مع أنّي مدرك بأنّها متجمدة، تأجّلت الحياة فيها حتى يتفتّح الربيع وتندلق الورود في الأنحاء، تفوح، تملأ الدنيا عبقًا، ولا بديل عن الشمس الحارقة المندلعة نيرانها، المتوهّجة تحرق السأم، سأمضي خببًا نحو مارس، أراه من يناير ويشير لي خجلا لفبراير، يغمز كأنّه يقول بأنّه قصير هذا "الشباط" فلا تخشَ البقاء عند عتبات الشتاء، ما هي إلا أسابيع حتى يمتطّ النهار وتعود الحياة لسيقان النباتات الحيرى، ويعبّ العشقُ المقاهي والحانات على أطراف البحر، وتسمع صدى القبل والصفعات في حمّى الغيرة والعناق.
قلبي سنديانة فارهة، ترتقي حتى سقف الدنيا، وما زلت أخشى القصيدة، أخشى القافية العرجاء وحدّ الكلمة سيف قاطع لا يرحم، لا يعرف التردّد، ينطلق كسهم نحو الأفق، يدعو لفرح مؤجل، لدندنة، لحريق واحتراق الشوق يستمرّ على مدار الساعة ما دام الصيف مصرًا على الحضور، ما دامت الرمال خصبة واعدة حارّة، سأحنّي كفّيك، سأرسمك قصيدة، لا ترحلي، لاتصمتي، دعي قلمك متوهجًا، انطلقي أرجوك نحو الفجر قبل أن يتعب المساء ويحلّ الليل، ما زال القمر قرصًا صغيرًا، لكنّه أبيضًا أبيض.

واعلمي، أرجوك بأنّ كارنينا دقّت طبول الحبّ وأشعلت مزيدًا من الشموع قبل أن تسمع دبيب عجلات القطار. الحبّ على الطريقة الروسية ولهٌ وأنا من علّمهم أصول الحبّ، أقولها بأحرف تقطر اعترافات رددها بوشكين، قبل أن يوافق على رفع بندقيته في مبارزة يعرف أنّه الفائز فيها، بالرغم من استقرار الرصاصة الأخيرة في صدره، لتنتزع ما تبقّى من صدى الشعر في روحه. لن أكتب النهاية قبل أن أشعل بعض النار في الموقد وأمضي على وهجها نحو عتبات الربيع. فهل لكِ سيدتي أن ترافقيني قبل أن يتساقط المطر عنوة، ليذكرني بأنّ الحكاية ما أن تنتهي حتى تبدأ من جديد؟[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس