عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 01 / 2013, 28 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: الاستيطان في بيت المقدس والمناطق المحيطة بها بين عام 492-583هـ/ 1099-1187م

[align=justify]نتابع>>> - الجزء الثالث - الاستيطان في بيت المقدس والمناطق المحيطة بها بين عام 492-583هـ/ 1099-1187م

* الفوائد التي جناها الفرنجة الصليبيون من إقامة المستوطنات حول المدينة المقدسة:
ليس من شكٍّ في أنّ الفرنجة الصليبيين أفادوا كثيراً من إقامة المستوطنات حول بيت المقدس، ولعل أهم هذه الفوائد ما يتعلق بالجانب الاقتصادي, إذ توسع المستوطنون بزراعة أشجار الكرمة والزيتون ذات المردود الاقتصادي المرتفع، وبالتالي أفاد الفرنجة الصليبيون من الضرائب المفروضة على مثل هذه المحاصيل، على الرغم من اختلاف قيمة هذه الضرائب من محصول لآخر، كذلك أفاد الفرنجة من نظام الاحتكار، إذ أجبر المستوطنون على استخدام مخابز ومطاحن الدقيق التابعة لكنيسة القيامة، وهذا يعني إفادتهم من المردود المالي التي تدره المطاحن والمخابز.

وبطبيعة الأمر، أسهمت المستوطنات في المجهود الحربي والعسكري، فعلى سبيل المثال أسهمت مستوطنة البيرة في إعداد الجنود والفرسان لمحاربة السلطان صلاح الدين الأيوبي، وقد ذكر المؤرخ الفرنجي المعاصر وليم الصوري أنّ خمسة وستين شاباً من مستوطنة البيرة، كانوا يحملون أسلحة خفيفة، وصلوا إلى مدينة غزة ليلاً؛ من أجل مشاركة الجيش الفرنجي الصليبي في التصدّي لقوات صلاح الدين، لكنهم لم يتمكنوا من المقاومة، وتعرضوا للقتل(75). ولا شك في أن مقتل هذا العدد الكبير من سكان مستوطنة البيرة، يعتبر كارثة اجتماعية بالنسبة للمستوطنين، وربما كان لها تأثير سيئ على الوضع الاقتصادي في المستوطنة، إذ لابد أن قسماً من القتلى كان يعمل في مجال الزراعة، هذا إلى جانب أنهم فقدوا أسلحتهم وخيولهم في المعركة، وهذا الأمر يتطلب تجنيد مجموعة أخرى من المستوطنين بكافة معداتهم القتالية، ما سيؤثر سلباً على الحياة الاقتصادية في المستوطنة.

ولا بدّ أنّ سكان المستوطنات الأخرى كانوا يسهمون في المجهود الحربي الذي تحتاجه مملكة بيت المقدس، وربما تكون إسهامات المستوطنات حسب حجم المستوطنة وقوتها الاقتصادية والعسكرية والبشرية. كذلك نعتقد أن مستوطنة البيرة ومستوطنة القبيبة كانتا تسهمان في الدفاع عن بيت المقدس؛ كونها مراكز فرنجية صليبية متقدمة، ومحصنة بأسوار، وقلاع، وأبراج، فضلاً عن وجود مجموعة من الفرسان والجنود في هاتين المستوطنين للدفاع عنهما ضد أي هجومٍ إسلامي مباغت.

* نهاية الاستيطان الفرنجي في بيت المقدس ومحيطها
بعد أنْ انتصر السلطان صلاح الدين الأيوبي في حطين عام 583هـ/1187م، وقامت قواته بفتح المدن الفلسطينية، توجّه بنفسه صوب بيت المقدس، وعندما وصلها في منتصف رجب سنة 583هـ/العشرين من أيلول سنة 1187م، شرع يبحث عن مكانٍ يقاتل الفرنجة منه، "فلم يجد عليه موضع قتال إلا من جهة الشمال، نحو باب العمود… فانتقل إلى هذه الناحية في العشرين من رجب ونزلها"، ونصب المجانيق من هذا الجانب(76)، وبدأت قواته بمهاجمة الفرنجة الصليبيين، الأمر الذي دفعهم إلى التسليم، وطلب الصلح فوراً، فأجابهم السلطان صلاح الدين إلى ذلك، على أنْ يدفع كلّ رجلٍ منهم عشرة دنانير والمرأة خمسة دنانير، والطفل دينارين، ومن عجز عن الدفع وقع أسيراً بيد المسلمين، ودخل المسلمون بيت المقدس يوم الجمعة الموافق السابع والعشرين من رجب سنة 583هـ/الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1187م، ورفعت الأعلام الإسلامية على أسوار القدس(77). وفي يوم الجمعة التالية الموافق الرابع من شعبان سنة 583 هـ /التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 1187م صلى المسلمون صلاة الجمعة في بيت المقدس، وكان معهم صلاح الدين الأيوبي الذي صلى في قبة الصخرة(78).

أمّا فيما يتعلق بالمستوطنين الأوروبيين الذين كانوا يعيشون في المستوطنات المحيطة ببيت المقدس، فقد غادروا هذه الأماكن، عند سماعهم أخبار انتصار السلطان صلاح الدين الأيوبي على القوات الفرنجية الصليبية في حطين وقيامه بفتح المدن الفلسطينية وطرد الفرنجة منها. ومن المرجّح أنّ قوات صلاح الدين قامت بتدمير وتخريب جميع أملاك الفرنجة ومستوطناتهم في فلسطين، وقد أشار ياقوت الحموي (ت626هـ/1228م) –الذي زار بيت المقدس بعد طرد الفرنجة الصليبيين منها- إلى أنّ السلطان صلاح الدين قام بتدمير مستوطنة البيرة، بعد أنْ استعادها من الفرنجة(79). ويبدو أنّ التدمير لم يشملْ معظم المستوطنة، لأنّه تمّ العثور في البيرة على بعض المنازل والمنشآت التي ترجِع إلى العصر الفرنجي الصليبي.

وهكذا بدا واضحاً أنّ جميع المستوطنات اللاتينية التي أقامها الفرنجة الصليبيون في الأراضي المقدسة، كان مصيرها الزوال، بفضل العمل الجاد، والوحدة التي حقّقها السلطان صلاح الدين، والتصميم على استرداد الأرض والحقوق المغتصبة. كذلك لاحظنا مغادرة المستوطنين للمستوطنات التي أقاموا فيها فترة من الزمن، دون إبداء أية مقاومة، وهذا دليل على عدم ارتباطهم بالأرض؛ لأنهم عنصر دخيل على المنطقة، انتهى بانتهاء الأوضاع التي سمحت لهم بالوجود في الأراضي المقدسة. ولعلّ كلّ ذلك يشير إلى أنّ الشعب الصامد على أرضه، سيحقّق النصر ويطرد المعتدي، وأنّ عامل الزمن، والعمل الدؤوب، والعلم، والوحدة، والقوة الاقتصادية كفيلة بتحقيق آمال الشعوب الباحثة عن الحرية والاستقلال.

الخاتمة
توصّلت عبر دراستي لموضوع "الاستيطان الفرنجي الصليبي في بيت المقدس والقرى المحيطة بها" إلى مجموعة من النتائج أهمها:


- اعتماد الفرنجة الصليبيين على القوة العسكرية؛ من أجل السيطرة على الأرض، وطرد السكان الأصليين من بلادهم، وتوطين عناصر أوروبية في مختلف المستوطنات التي قاموا بتأسيسها في الأراضي المقدسة.
- ظهر من خلال الدراسة نقص العنصر البشري الأوروبي كعامل هام من عوامل الاستيطان، وحاجة الفرنجة الصليبيين المستمرة للعنصر البشري من أجل إنجاح العملية الاستيطانية.
- أوضحت الدراسة مدى إسهام نظام الإقطاع الأوروبي والمنح والهبات التي قدّمها ملوك بيت المقدس لرجال الدين اللاتين في كنيسة القيامة في عملية الاستيطان في القرى المحيطة ببيت المقدس.
- أشارت الدراسة إلى قيام رجال الدين اللاتين في كنيسة القيامة بتأسيس المستوطنات، وإسهام المستوطنين في عملية التأسيس من خلال إنشاء المنازل والبيوت.
- اهتمام رجال الدين اللاتين بتوفير الأمن والحماية للمستوطنين من خلال بناء الأسوار والقلاع والأبراج لحماية المستوطنات، ولعلّ ذلك يشير إلى أنّ بعض المستوطنات كانت تؤدّي أغراضاً عسكرية دفاعية، فعلى سبيل المثال كانت مستوطنة البيرة خطّ دفاعٍ متقدّم للدفاع عن بيت المقدس ضدّ أيّ هجومٍ مباغت قد تتعرّض له من ناحية الشمال.
- أوضحت الدراسة مدى اهتمام رجال الدين اللاتين في كنيسة القيامة والمستوطنين بزراعة المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية مثل محاصيل العنب والزيتون…الخ.
- أشارت الدراسة إلى إسهامات المستوطنين اللاتين في المجهود الحربي من خلال اشتراك خمسة وستين مستوطناً من البيرة, إلى جانب قوات المملكة الفرنجية الصليبية التي قاتلت السلطان صلاح الدين الأيوبي بالقرب من غزة.
- أظهرت الدراسة أنّ العلاقة بين رجال الدين اللاتين في كنيسة القيامة والمستوطنين كان يحكمها المصالح المتبادلة.
- بينت الدراسة أنواع الضرائب التي كان يقدّمها المستوطنون لكنيسة القيامة.
- أكّدت الدراسة على أنّ الوحدة والعمل الجادّ من قِبَل أصحاب البلاد الأصليين من أهمّ الأسباب التي أنهت عملية الاستيطان الفرنجي الصليبي في الأراضي المقدسة.

يتبع>>>

المصدر:
- د. سعيد عبد الله البيشاوي/ أستاذ مشارك في كلية العلوم التربوية/ رام الله-فلسطين.
- مؤسسة فلسطين للثقافة[/align]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس