إِلَى لَـحـْظَةِ الْمِيلَادِ قَدْ عُدْتُ عَاشِقًا *** وَرُوحِي أَمَاطَتْ طِينَهَا حِينَ تُرْسِلُ
يَزُفُّ بَرِيدُ الشَّوْقِ عِطْرَ رَحِيقِهِ *** يَبُثُّ سُطُورًا مِنْ رُؤَى الْـحُبِّ يُغْزَلُ
قَبَسْتُ حَرِيرًا مِنْ مَعَانٍ تَسَنْدَسَتْ *** عَلَى شُرُفَاتِ الشَّهْرِ بِالرَّوْحِ تُـــــقْبِلُ
أَضُمُّ فَرَاغَاتِي إِذَا امْتَلَأَتْ هُدًى *** عَجِلْتُ لِتَرْضَى عَنْ ذُنُوبِي وَتُـمْهِلُ
سَفَحْتُ بَقِيَّاتِ الذُّنُوبِ مَوَاجِعًا *** تَذُوبُ عَلَى الْـخَدَّيْنِ أَيَّانَ تَنْزِلُ
سَلَامًا رَسُولَ اللهِ أَشْرَعْتُ بَيْعَتِي *** وَمَـحْـلُ يَـمِينِي مِنْ مَعَينِكَ يَنْهَلُ
يَشُقُّ الْهُدَى بُصْرَى أَضَاءَتْ قُصُورُهَا *** تَفَتَّقَ رَتْقُ الشِّرْكِ .. أَشْرَقْتَ .. تَـحْمِلُ
خَوَاتِيمَ أَنْوَارِ النُّبُوءَاتِ .. وَالْمَدَى *** يَبُثُّ انْطِمَاسَ النَّارِ وَالنُّورُ يُرْسِلُ
لِإِيوَانِ كِسْرَى لِلْمَجُوسِ انْتِشَارَهُ *** وَمِنْ قَابِ قَوْسَيْكَ الْهُدَى النِّدُّ يُسْدَلُ
وَقَلْبُكَ يَوْمَ الشَّقِّ أَشْرَفُ مُضْغَةٍ *** عَلَى الْأَرْضِ فِي أَيْدِي الْمَلَائِكِ تُغْسَلُ
أَسَلْتَ جَفَافَ الضِّرْعِ فَافْتَرَّ سَائِغًا *** لِيَمْلَأَ جُوعَ الْبَيْتِ بِالْـخَيْرِ يَنْزِلُ
لِأَجْلِكَ قَدْ زَفَّ السَّمَاءُ سَحَــــــــائِبًا *** مِنَ الرِّزْقِ أَلْوَانًا عَلَى الْأَرْضِ تَـحْبِلُ
هُنَا الْقَمَرُ الْمُنْشَقُّ نِصْفَيْنِ لَـمْ يَزَلْ *** إِلَى أُمَّةِ الْإِنْسَانِ يَرْوِي .. وَيَنْقُلُ
أَضُمُّ حِرَاءَ الرُّوحِ كَمْ ضَمَّ وَحْيَنَا *** إِلَى حَيْثُ أَلْقَى اللهُ وَالْقَوْلُ يَثْقُلُ
إِلَى حَيْثُ "إِقْرَأْ" وَالْأَمِينُ يَزُفُّهَا *** سَلَامًا إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْكُفْرُ يَأْفَلُ
وَهَاجَرْتَ مِنْ جَمْعٍ مِنَ الشِّرْكِ حَالِكٍ *** خَرَجْتَ ، فَأَغْشَاهُمْ .. وَلَـمْ يَتَحَوَّلُوا
نَزَلْتَ بِغَارِ الْوَحْيِ .. تَغْشَاكَ رَحْـمَةٌ *** وَأَلْطَافُهَا مِنْ سِدْرَةِ الْـحَقِّ تَنْزِلُ
وَجَاسَتْ عُيُونُ الشِّرْكِ بَثَّتْ حَدِيدَهَا *** هُنَا وَهُنَا .. فِي الْأَرْضِ .. إِذْ تَتَغَلْغَلُ
وَلَاقَيْتَ أَلْوَانًا مِنَ الظُّلْمِ وَالْأَذَى *** صَعَدْتَ مَرَاقِي الْـجَمْرِ وَالصَّبْرُ أَجْـمَلُ
وَلَكِنَّ عَيْنَ اللهِ تَدْرَأُ حَــــــــرَّهُمْ *** وَتُسْبِغُ مِنْ آلَائِهَا إِذْ تُظَلِّلُ
وُعِدْتَ فَأُوتِيتَ الْوَسِيلَةَ فَائِزًا *** مَقَامُكَ مَـحْمُودٌ وَنُعْمَـــــــــــــاهُ أَفْضَلُ
خَفَضْتَ جَنَاحَ الذُّلِّ لِلنَّاسِ رَحْـمَةً *** بَسَطْتَ لَنَا الْأَنْوَارَ هَا نَـحْنُ نَدْخُلُ
رَشَفْنَا مِنَ التَّوْحِيدِ سَائِغَ كَوْثَرٍ *** مَلَأْنَا كُؤُوسَ الْـحُبِّ وَالرُّوحُ تَسْأَلُ
يَـجُوسُ مِنَ التَّقْوَى مَعِينٌ خَلَاصُهُ *** خِلَالِي هُدًى .. هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ وَأَسْأَلُ
وَرَدْتُكَ حَوْضَ الرُّوحِ أَشْعَثَ ظَامِئًا *** يَدَاكَ زُلَالٌ سَائِغُ النَّسْغِ سَلْسَلُ
وَنَادَيْتَنِي هَيَّا وَأَشْرَقَتَا مَعًا *** طَفِقْتُ أَحُثُّ النَّبْضَ وَالرُّوحُ تَنْهَلُ
إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى عَلَى صَهْوَةِ الْـهُدَى *** إِلَى ذُرْوَةِ الْمِعْرَاجِ تَعْلُو وَتَنْزِلُ
وَجِبْرِيلُ لَا يَقْوَى .. إِذَا نُورُ رَبِّنَا *** تَـجَـلَّى .. مَدَى خَفْقُ الْـجَنَاحَيْنِ يَذْبُلُ
إِلَى سِدْرَةِ الْأَنْوَارِ أَشْرَقْتَ وَانْتَهَى *** بِكَ الدِّينُ وَالْبُشْرَى عَلَى الْكَوْنِ تُسْدَلُ
عَلَى مَسْرَحِ التَّارِيخِ دَوْرُ رِسَالَةٍ *** وَأَنْتَ تَـمَامُ الدَّوْرِ وَالدِّينُ يَكْمُلُ
وَمَهْمَا أَسَاءَ الْكَافِرُونَ عَلَى الْـمَدَى *** فَأَنْتَ بِـمَحْمُودِ الْـمَكَارِمِ أَكْمَلُ
عَلَى الْـخُلُقِ الْأَسْـمَى الْعَظِيمِ شَهَادَةٌ *** أَقَرَّ بِـهَا الْقُرْآنُ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ
وَهَلْ يُنْقِصُ الْفُجَّارُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ *** مِنَ الْـخُلُقِ الْأَسْـمَى.. مَتَى الْكُفْرُ يَـعْقِلُ
أَعَادُوا أَبَا جَهْلَ اللَّعِينَ وَمَشْهَدًا *** مِنَ الْـحِقْدِ أَخْزَى وَيْـحَهُمْ حِينَ مَثَّلُوا
أَلَا سَاءَ وِزْرُ الْـحِقْدِ فَوْقَ ظُهُورِهِمْ *** وَخَابَ دَعِيُّ السُّوءِ مُذْ جَاءَ يَـحْمِلُ
تَعَرَّتْ مَسَاحِيقُ الضَّلَالِ ذَمِيمَةً *** وَوَجْهُكِ يَا حَـمَّـالَةَ الْوِزْرِ مُـمْحِلُ
فَأُمُّ جَـمِيلِ الْعَصْرِ لَـمْ تَـخْبُ نَارُهَا *** وَأَحْفَادُهَا مِنْ جِذْوَةِ السُّوءِ تَنْسِلُ
تَدَاعَتْ عَلَيْنَا مِلَّةُ الْكُفْرِ جَهْرَةً *** وَمِنْ أَشْرَفِ الْأَعْرَاضِ هَاهِيَ تَأْكُلُ
تَدَاعَتْ عَلَيْنَا ذَاتَ ضَعْفٍ وَلَـمْ نَزَلْ *** غُثَاءً عَلَى سَيْلِ الْـمَذَلَّةِ يـُحْمَلُ
فَلَبَّيْكَ يَارَبَّاهُ قَدْ جِئْتُ نَاصِرًا *** وَخَلْفِي قَوَافٍ جَيْشُهَا الْـمَجْرُ جَحْفَلُ
سَأَبْدَأُ مِنْ أَوْرَاسَ يَا رَبُّ ثَوْرَتِي *** أَسُلُّ سُيُوفَ الشِّعْرِ وَالْـخَيْلُ تَصْهَلُ
فَيَعْلُو صَهِيلُ الْعَادِيَاتِ غُبَارَهَا *** وَرَايَتُنَا الْـخَضْرَاءُ فِي الْعِزِّ تَرْفُلُ
فَرُغْمَ غُثَاءِ الْعَصْرِ مَا زِلْتُ قَابِضًا *** عَلَى الْـجَمْرِ يَا اللهُ وَالثَّأْرُ يَأْكُلُ
أَبُوءُ بِعِبْءِ الْـجَمْرِ حُبًّا نَبِيَّنَا *** وَأَحْـمِلُ عِبْءَ الْـحُبِّ مَا زِلْتُ أَحْـمِلُ
تَئِنُّ حُرُوفِي الْمَثْقَلَاتُ حَزِينَةً *** وَيُرْعِدُ فِيهَا الشِّعْرُ وَالْغَيْمُ مُثْقَلُ
فَأَنْسَلُّ مِنْ كِسْفِ الشُّعُورِ جَحَافِلًا *** وَمِنْ كُلِّ سَيْفٍ وَادِقِ الثَّأْرِ أَهْطِلُ
وَمِلْءَ يَـمِينِي .. عَزْمَةٌ طَارِقِيَّةٌ *** أَبُثُّ قَوَافِيهَا .. هُنَا الشِّعْرُ يَـحْمِلُ
عَلَى كُلِّ وَغْدٍ كَافِرٍ سَاءَ وِزْرُهُ *** إِذَا نَفْسُهُ السُّوأَى لَهُ قَدْ تُسَوِّلُ
تَنَزَّتْ قَوَافِيهَا الْغِضَابُ .. شُوَاظُهَا *** نُـحَاسٌ وَنَارٌ مِنْ لَظَى الْـحَرْفِ تَنْزِلُ
جَهَرْتُ نَبِيَّ اللهِ جَهْرَةَ شَاعِرٍ *** مِنَ الظُلْمِ سُوءًا مِنْ قَوَافِيَّ أَنْزِلُ
بَسَطْتُ اعْتِذَارِي الْآنَ يَارَبُّ جَهْرَةً *** وَمِنْ غُرْبَةِ الْأَحْبَابِ يَارَبُّ أُقْبِلُ
غَرِيبٌ أَنَا وَالشِّعْرُ أَحْوَى غُثَاؤُهُ *** وَسَيْلُ دُعَاةِ السُّوءِ بِالْـحِقْدِ يُقْبِلُ
مَتَى يَا نَبِيَّ اللهِ تُشْرِقُ أُمَّتِي *** عَلَى الْأَرْضِ وَالْأَفْوَاجُ فِي الدِّينِ تَدْخُلُ
فَتَطْهُرُ بِالدِّينِ الْـحَنِيفِ حَيَاتُنَا *** وَمِنْ دَنَسِ الْكُفَّارِ يَارَبُّ تُغْسَلُ
عَادِل سُلْطَانِي ، بِئْر الْعَاتِر ، الْـجَزَائِر ، 03/10/2012