في مدح النبي صلى الله عليه و سلم
قصيدة :-
سِدْرَة الحَبِيب
( صلى الله عليه وسلم )
يَا أفْضَلَ النَّاسِ... إنّ السَّعْدَ أنبَاءُ
بِالكَافِ وَ النُّونِ هَذَا الكَوْنُ لأْلاءُ
ِإذْنُ الجَلالَةِ ...قَدْ هَزَّ الدُّنى فَرَحًا
يُشِعُّ نُورًا ... وَ نُور اللهِ وَضَّاءُ
قَدْ أنْجَبَتْ بِنْتُ وَهْبٍ خَيْرَ أُمَّتِنَا
لِلْعَالَمِينَ ... هُدًى تَخْشَاهُ بَغْضَاءُ
يَخْشَاهُ ظُلْمٌ طَحَا بالأرْضِ يَخْنقُهَا
يَغْتَالُ بَسْمَتَهَا ....كَيْ يَنْموَ الدّاءُ
مَوْؤُودَةٌ قُتِلَتْ ... تَشْتَاقُ نُصْرَتَهُ
قَبْرٌ يُحَاصِرُهَا.... بِالكُفْرِ خَرْسَاءُ
حَبِيبُ سدْرَةِ رَبِّ الكوْنِ مُحْتَفِلٌ
بِنُورِهِ النَّاسُ.. أموَاتٌ .. وَ أحْيَاءُ
قلْبٌ نَقِيٌّ ، عَفِيفٌ ، طَاهِرٌ ، رَحِمٌ
مَشْقُوقُ صَدْرٍ، بِهِ الأَوْصَافُ بَيْضَاءُ
حَلِيمَةَ اللهِ ... يَا سَعْديَّةً كَرُمَتْ
تَرعَاهُ طِفلاً .. و خَيْرُ اللهِ أفْيَاءُ
الغَارُ مَسْكَنُهُ ... جبْرِيلُ يَحْضنُهُ..
ِبالْوَحْيِ كَلَّمَهُ... فَالْوَحْي لأَلاَءُ
يُحبُّهُ النَّمْلُ ..وَالأشْجَارُ.. يا قَدَرًا
يُحبُّهُ النَّجْمُ وَ الأعْشَابُ وَ المَاءُ
تَهْوَاهُ مَكَّةُ ، كُلُّ الأرْضِ تَعْشقُهُ
تُحِبُّهُ الْهِنْدُ ، أمْرِيكَا ، وَ صَنْعَاءُ
كُل الْبِقَاعِ تُحِبُّ النُّورَ ..أحْمَدَنَا
وَ الجَاحدُونَ هُمُ الكُفَّارُ ... أعْدَاءُ
ِاسْمٌ يُضِيءُ عَلَى الأقْوَامِ يَجْمَعُهَا
نَهْوَاهُ .. نَهْوَاهُ...كَمْ غَنَّتْهُ شَيْمَاءُ
مِنْ قَلْبِهِ الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ ... تَغُمُرُنَا
حَسَّانُ يَمْدحُهُ .... تَهْوَاهُ خَنْسَاءُ
كُلُّ الْحُرُوفِ أَحَبَّتْ ذِكْرَ قُدْوَتِنَا
سِحْرُ البَيَانِ... وَ أفْعَالٌ..وَ أسْمَاءُ
فَمُعْجِزَاتُكَ رَبَّ الكَوْنِ .. تَعْشقُهُ
سَحَابَةٌ.... نَاقَةٌ.... يَهْوَاهُ إِسْرَاءُ
حَمَامَةٌ ..وَ نَسِيجُ العَنْكَبُوتِ..هُمَا
ِاثنَانِ ، وَ اثْنَانِ ، وَ الرَّحْمَانُ قَضَّاءُ
كَمْ أهْلَكَ الرَّبُّ مَنْ قَامُوا بِمَظْلَمَةٍ
مَن كَانَ فِي قَلْبِهِمْ .. شَرٌّ..وَضَرَّاءُ
( فَأصْبَحُوا لاَ يُرَى ِإلاَّ مَسَاكِنُهُمْ )*(1)
فَالشَّرْعُ للحَقِّ نَصَّارٌ... وَ ثَنَّاءُ
( أكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ اللهِ قَائِدُهُمْ )*(2)
إِذَا تَشَتَّتَتِ الفَوْضَى.. وَ أهْوَاءُ
فَالجَاهِليَّةُ.... صَارَتْ فِي مَقَابِرِهَا
لاَ.. لَمْ يَعُدْ دَاحِسُ حَرْبًا وَ غَبْرَاءُ
أوْثَانُهُمْ زُلْزِلَتْ..وَ الشِّرْكُ مُنْهَزِمٌ
هُمْ صَاغِرينَ أتَوْا ، كَمْ هُمْ أذِلاَّءُ
فابْنُ الوَلِيدِ ... حَبَاهُ الله مَوْهِبَةً
مَمْدوحُ سَيْفٍ ، لَهُ الرَّايَاتُ غَنّاءُ
صَحَابَةٌ حَوْلَ خَيْرِ الخَلْقِ وَاجْتَمَعُوا
عَلِيُّ ،عُثْمَانُ ، وَالصِّدِّيقُ ،..أسْمَاءُ *(3)
كُلُّ القُلُوبِ.. بِهَا الإِيمَانُ مَفْخَرَةٌ
وَ الْمُعْجِزَاتُ - بِهِ تَلْتَفُّ - سَمْحَاءُ
مُحَمَّدٌ... يَا حَبِيبَ اللهِ ،.. تَجْمَعُنَا
عَلَى السَّلاَمِ وَصَوْتُ الْحَقِّ أصْدَاءُ
يَا دَمْعَتِي عِنْدَ قَبْرِ الْمُصْطَفَى سَجَمَتْ
رُوحِي بِهَدْيِكَ رَبَّ الكَوْنِ عَصْمَاءُ
شُدِّي إِلَيْكِ بِدِينِ اللهِ ، وَ اعْتَصِمِي
بِالْحَقِّ ... يَلْقاكِ فِرْدَوْسٌ وَ عَلْيَاءُ
بُشْرَى لِمَنْ هُمْ لِدِين اللهِ قَدْ جَنَحُوا
جَنَّاتُ عَدْنٍ لَهُمْ ، خَيْرٌ ، وَ آلاَءُ
سُحْقًا لِمَنْ كَفَرُوا، غِسْلِينُ مَأْكَلُهُمْ
وَ النَّارُ تَأْكُلُهُمْ ، لِلْخِزْيِ قَدْ جَاءُوا
تَبًّا لِمَنْ ظَلَمُوا الْمُخْتَارَ قَائِدَنَا
تَبًّا لِمَنْ كَذَّبُوا بِالدِّينِ كَمْ سَاءُوا
تَبًّا لِمَنْ شَتَمُوا الْمُخْتَارَ أُسْوَتَنَا
هَيْهَاتَ أنْ يُفْلِحُوا ،.. فَالله فَدَّاءُ
أنْتَ النَّبِيُّ ، رَسُولُ اللهِ نَعشقُهُ
يَا خَيْرَ أبْنَائِهَا.... تَهْواهُ حَوَّاءُ
-----------------
بتاريخ
27 رمضان 1432 هجرية
بقلم الشاعر
ياسين عرعار
الجزائر
-----------------
هامش
* 1-( فَأصْبَحُوا لاَ يُرَى ِإلاَّ مَسَاكِنُهُمْ )- من الآية 25 من سورة الأحقاف
*2-( أكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ اللهِ قَائِدُهُمْ ) – صدر لبيت شعر من أبيات حسان بن ثابت
*3- أسْمَاءُ- هي الصحابية أسماء بنت أبي بكر الصديق