29 / 01 / 2013, 20 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مشرف - مشرفة اجتماعية
|
طفل.. و ( طفشان ) ! تركي الدخيل
طفل.. و«طفشان»!
تركي الدخيل
انتشرت أغنية "طفشانة" للفنانة الطفلة حلا الترك انتشار النار في الهشيم!
وبرغم بساطة الأغنية وإبداع الطفلة غير أنني سأتوقف عند مضمونها وهو "الطفش"! أن يتعلم الطفل أن يكون طفشاناً. فرق بين أن نعلّم الطفل فنّ العيش وبين أن نجعله يتعوّد على الشكوى من الطفش ومن سوء اليوم ومن بلادة الوقت. الإيجابية في التربية أن يتعلّم الطفل كيفية شغل الوقت. سواء باللعب أو المذاكرة او بالجلوس مع الأصدقاء أو بمتابعة مباراة. من المخيف أن يشعر الأطفال بالطفش وتوابعه. إذ كيف لهذه البراءة أن تدنّس بهذه المشاعر القريبة من الكآبة.
الوقت إن لم تقطعه قطعك. لنربي الأطفال على كيفية شغل الوقت وإحاطة النفس بأصدقاء وببرامج وبأدوات تسلية مميزة. أغاني الطفش والضيق من البيت ومن مساعدة الأم على شؤون البيت ومن عمل الأب وقلة السفر كلها تعاليم مسيئة للطفولة. تخيلوا لو أن مؤسسات التعليم أو التربية استطاعت أن تضع منهجاً كاملاً للطلاب لكيفية التعامل مع الحياة. مثل إدارة الوقت والسلوك مع حالات الخصام والتعاطي مع الأبوين والأصدقاء والجيران، وليكن منهجاً تعليمياً يقوم عليه خبراء وأهل تربية وشغيلة على المفاهيم التربوية سنكتشف أن الكثير من طرق العيش والحياة ليست موجودة لدى الأطفال.
الطفل يتخلّق بالكرم اكتساباً من الصغر وكذلك الخلق الحسن والتعامل مع الآخرين وحسن اللفظ ورشاقة العبارة، بينما في البيئات المغلقة يتعلمون سلوك الكبار. حتى حين يكون الأب متضايقاً من موضوع أو الأم كذلك لا تبثوا مشكلاتكم وهمومكم أمام الأطفال لئلا يشعروا بأن الحياة سيئة أو بأنها غير ملائمة. ليكن كل ما يحيط بهؤلاء الأبرياء بريئا مثلهم. والحذر الحذر من تعليمهم البغض أو الكره، بل حين يقول إنه يكره فلاناً؛ لنخبره بأن كلمة فلان لا تعجبنا ويوجد أفضل من عبارته تلك!
بآخر السطر؛ هذه الطفولة أمانة في رقابنا والمجتمع الذي يعلم الأبناء الطفش والعداوة والمضاربات أو المناوشات ليس جديراً ببراءتهم. لنقرأ القوانين التي تحمي الطفل سواء على مستوى البلدان والدول أو على مستويات القوانين الدولية لحماية الطفل وحقوقه سنرى كم نحن منهكون باختراق الطفولة!
لنوقف العبث بالطفولة فهي آخر الكنوز التي نحفل بها! بالله عليكم هل رأيتم مجتمعات تعبث بالطفولة أكثر منا؟! أنسينا تزويج الطفلة لسبعيني؟! من صنعها غيرنا؟!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|