أرهاصات بقال/الاهداء الى الاخوين حسن أبراهيم ومحمد صالح
تمرُ سنين تجيْ سنين
وأكتب شعراً يزيدُ الحنين
فلستُ أُبالي بكل الجروح
فقد صارَ جرحي عميقاً حزين
وزادت بأذلالها مُهجتي
سنين تواصلُ بل لا تكين.!!!
فأحظى بفرصةِ يومٍ سعيد
أعودُ بنحسٍ ولو بعدَ حين
أبيعُ جَواهرَ سوقٍ عتيق
فأرجعُ دوماً بخُفي حُنين
ف بالأمس أنظرُ هذا الخلاص
فيشرقُ صبحي كأني سجين.!!!
هدوءً أرومُ فلا أشتهي
غناءً ولهواً وذاك الطنين
وتَفقدُني حينَ يُمسي السّواد
تجدني أُعانقُ ذاك الانين
وفي الصُبح تنبذُني كُلها
شوارعُ فجرٍ وظلمٍ سمين.!!!
وأفطرُ منها بعَودٍ جديد
وتيناً يهاجرُ لايشتهين
وزيتونةٍ أشتهي أكلها
فأبعدُ عنها بخُفي يدين
وفاكهتي اِنما يعتريها الذبول
ومنها فهذا غداً يعترين.!!!
أُلوَثُ أحشاءَ هذا المكان
مكاني يُقاومُ لايستكين
وناي لهُ نغمَ وجدٍ تلاشى
وقيثارتي لحنُها يائسين
وأمضي لأعزفَ لحنَ الخلود
أجدني بهذا من البائسين.!!!
وتسخرُ مني رياحُ الشمال
فما زلتُ أصبو لذاك اليمين
تحاربُ دوماً بها قسوة
لغيري بها غثّ سمين
أطاردُ قشةَ بحرٍ عميق
فأُزعجُ لحظتها الساكنين.!!!
ويخبرني من أطالَ السّجود
فلن تكُ يوماً من التائبين
فمن شاءَ يحصي ذنوبي
ستأتي خفافاً هُنا صاغرين
فلا أمرُها كان صعبُ المنال
ولاسعيَهُ بالقويّ المتين.!!!
ولا راحَ يبحثُ عن نجمةٍ
ولا كان يوماً من التائهين
وتمضي سنين وأبقى هُنا
سجيناً بأهوالها بل ظنين
فأُدركُ معنى سَواد القلوب
وألعنُ معنى دخولَ العرين.!!!
وتزهو براياتها ذُلتي
وتفخرُ فيمن غدا لايعين
وتشمخُ دوماً بأبطالها
يُصارعُني فيهم القادمين
جيوشياً تُحشدُ لا ترتضي
قتالُ رجالاتها المخلصين.!!!
فقيراً تقاتلُ دوماً بها
وتغرزُ أنيابها الجائعين
أثورُ سريعاً فلا أرتجي
سوى ضربَهم جيشُها الصافعين
فما تفتديني هنا حيلتي
فيُكسرُ أنف..وتفقأُ عين.!!!
وقد ضاقَ منّي هُنا رزقُها
وصرتُ جديراً بها أستعين
فتهزأُ منّي ليالي الشتاء
وغيري تُغازلُهم دافئين
وأن كان لي عندهم حاجةً
تُهئُ لي منهم الحاقدين.!!!
فما عدْت أقضي بها حاجتي
ولا نلتُ شيئاً بطرفةٍ عين
وأعشقُ كل نساء الظّلام
وَهْماً وأحسُدُهم عاشقين
وأعهدُ شوقي جميلاً بدا
كشيبٍ فيلقاهمُ الرافضين.!!!
وأرضى بهَمٍ كبيرٍ فأنسى
مهارةَ عشقٍ بصمتٍ حزين
فلا ينبغي أن تموت الحياة
ولا تنبغي عودةُ الظالمين
فكُنتَ تُجادلُ في غُربَتي
تجدني أسيراً بذات اليقبن.!!!
سلمان الراجحي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|