عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 02 / 2013, 31 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
حسن ابراهيم سمعون
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)

 الصورة الرمزية حسن ابراهيم سمعون
 





حسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

مهداة للفاضل الدكتور منذر

يشرفني , أن أمتثل لأمر أخي الكريم الدكتور منذر بكل طيب خاطر وفخر واعتزاز
ويسعدني أن أضع بين يديه مجموعة من قصائدي المتواضعة راجيًا القبول
مع كامل تقديري , واحترامي

سلام ُالله على الأغنام ِ

بالرّمل ِثـمـَّة َضيعة ٌ
آوَتْ إلى كـُثـبانِها
كلَّ النـُّحاةِ بغـَمـرةِ الطـّوفان ِ..
تعـصمُها قواميسٌ وماءْ
غـَرقتْ مـناجلـُها ..
وتـَعلو نولــَها فوضى الـرّمال ِ..
بلـُجـَّةِ الـدَعـواتِ عـن إرثِ السَّماءْ
لا تنسجُ المحصولَ في أثـدائـِها
تشكو انحباسَ البول ِوالأمطار ِ..
فاستسقاؤها رهـنُ الـدُّعاءْ
سَئـِمت تكالـيفَ النـَّهار ِ وشمسهِ
وتصدّرُ المَطمورَ من ناري
ونارُ سِـراجـِها قابَ الجـليد ِوعـصرهِ
تستوردُ الضّوء َالمُـعـلـّبَ .. والهــواءْ
الماءُ.. يُحـقـنُ بالوريد ِ ..
وخـبزُها (برشامة ٌ)
من أحرفِ الجـرّ الــّـتي
سادتْ على هاماتِ مَـرفوعاتِها
والملح ُ تـَمـْييزٌ على
صِـيـَغ ِ البـنـاءْ
(مـِرياعُها) يلقيْ (بـكـبسول) الكــرامةِ مانحًا
شرفَ الـثــّـغاءْ
مُسْـتـثـنـيًا أدواتِ نـصبٍ
واخـتصاص ٍ في لــُغى قطعانِهِ
عَــربَتْ له أنــّى يـشاءْ
تـَعـوي الكلابُ على الـذ ّئابِ سلـيـقـة ً
بقصيدتي :
تعـوي الرُّعاة ُعلى الكلابِ
فـكيف أعْـرِب ُحـيـنـَها فـِعـلَ العـِواءْ
***********
ألصُحبةِ الـذ ّؤبان ِ؟ أمْ خافَ الـرُّعاة ُفــأولموا؟
بالإرثِ من حَطبي كما
وقـَـدَ الكـِرامُ !
ودَعـوا بناري موهِـنـيـنَ..
فجاءَ في عَجــل ٍيـُغـنـّي عاسِلا ً
طوبى لنا(د َلمونُ)* خيرُ شريعة ٍ
وذئـابـُها غـَـنـّتْ
على الغـنم ِالسّلامُ
خـَفـَرتْ لها كلأ ً يُشاغـِـلُ ضرسَها
بحياء ِماء ِالعـيـن ِ يـُغـْـتــَرَفُ الكلامُ
أم أنـّهم رَقـصوا مَعـًا بـعَـسَالـِه ِ؟
وبمجلس ِالغابات ِأفـتـوا.. لا يُـلامُ
أو غـلطـة ٌمـن (نوح َ) لـَملـمَ طـيـرَها
هـَربَ الغرابُ بـنـفـطِها
والبرْدُ في الــزّيتون ِيـُدفـِئهَ الحَـمام ُ
**************
لو أنـّـني (الجـوديّ) يا فـُـلكَ النجاة ِ..
لـَغـُـصْتُ تحتَ الماءِ كي تبقى بلا
رفءٍ.. ولا مَـرسى.. ولا حتـّى مَـنارةْ
وحَجـبتُ بَــرِّي كلــَّه ُ
عن مُـفـرداتــِكَ كـلـــِّها
إلا ّ حروفَ العـطـفِ والمَُـبْـنى لمَعـلوم ٍ
وأسماء ِالإشارةْ !
لو أنـّـني (يـونانُ) يا**
حوتَ البحار لعِـشتُ في
سرداب ِجوفــكَ رافضًا
يـقـطيـنة ً آوَتْ مَعي بظـلالـِها
أخواتِ كانَ ونقـصَهـُنَّ ومَـنْ
تكــنـَّى باستعارةْ
ولــَمـُتّ ُ في نــون ٍ ولا سَـتــَروا
ضميرًا واجبًا
ولـه ُ الصّـدارةْ
حـتـّى ولـو كـنـتُ العـَصا
لـَردمتُ يا (موسى) بحورَ الشّعـر ِفي
سوق ِالقـَريض ِودبكة ِ(المِرياع ِ) في أجـراسِه ِ
ونـَظمتُ من دون ِاستخارةْ
فأنا فـعـولٌ بالعـَروض ِوفاعـلٌ
وفـواصلي عـَزفــت (مَزامـيـرًا)
لداؤود َالـنـبيَّ .. وابـنـُهُ
عَـشِـقَ المَـقـام َمـُد َوزنـًا إنـشادَه ُ
ومُغازلا ً (بلـقـيسَ) في عـَرش ِ الإمـارةْ
ونـِعـاجـُهُ رقصت معَ الأوتار ناطـقة ً
بـما سَمعـتْ تــَسَـل ْ ؟
فأجابَها من عـندَهُ عـلمُ العَـروض ِمُرتــّلا ً
عن شاعــر ٍ!
نـَظـَم َالـدِّنـانَ لـراهـب ٍ
شـَرِبَ الـقـصـيدَ فـَسَـلْ
( بُحيرى)
كيف أخـْـبـرَ عـن أمَارةْ ؟
*********
يا ليَـتـني !
كـنـتُ الذبـيـحَ لأ فـْـتـديْ
بالكـَـبـْـش ِأفـواهَ الجـياع ْ
ود َمي يسيلُ على الصّحارى زمْـزمًا
ولكلّ ذي كـَـبـِد ٍ..
تـُسابقُ ياؤهُ فعـلَ النداءْ
يهوىَ المضارع َوالحروفَ الجازمهْ
ولـكلِّ داع ْ
فهو القريبُ وسامعُ الشــّـكوى
وأفـعا لَ الـرّجاءْ
وعسى أناجي (مَـريمًا)
هـُزّي بـجـذع الحـرف ِ ..
هـاتي مُعـجـَمًا
فلعـلّ آدم َ يـَعـربُ الأسماءَ في
كـَـلـِم ٍ يـَطـيـبُ بأ ُكـْـلِـه ِ
الأصلُ في أرضي..
وفـرع ٌبا لسّماء ْ
------------------------
*(جنة سومرية إسطورية ترعى فيها الحيوانات سواسية )
**(سيدنا يونس ع )
حسن ابراهيم سمعون1992
سوريا


إمضاء ٌعلى الشَّاهد

(إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو)

بالقـبو ِحـــبـرٌ
يـَدمَغ ُُالسَّنواتِ في أعناقها
ويُعــدِّنُ المَشروبَ للشُّعراءِ في
ضِيَع ٍتــَدقُّ رغـيفـَها
والمِلحُ من صوتِ المطارق ِ والأنينْ
صَهرتْ سنابلـَها طحـينَ خناجر ٍ
آذانـُها ثــَملـتْ بقرقـَعـةِ العـجـينْ !
وروائحُ الكِـبريتِ من تــَنـّـورها
فاحتْ سِـياطـًا
تـَخـْفـِرُ الشـُّبا ك َ في
عُـلـَبِ الهـواء ِبـقـبـوِها
والحيِّز ِالمَحشور ِفي
إنشوطةٍ تهوى الوَتــينْ
رغـمَ انخـفا ض ِالسّـقـف ِ..
فالحـبلُ المـُد لـّى عاجزٌ
أن يصهرَ العـينَ الــّـتي شـُـنـِقــَت غـدًا
قـبلَ الكـفافِ وأخـتـُها تبكي
تــُؤبــِّنُ نـفـسَها تخشى العَـمى
وكأنــّها
شـُنـقـتْ بأمس ٍمَرَّ تـيـنْ !
*********
بطقوس ِمِقصلةٍ تحجَّـرَ حـَدُّها
ألـقـت ْعـصا الـتـَّرحا ل ِفي أنفي
تـَجـرُّ وراءَها
نيرانَ بوتـقة ٍ لتـَعـديـن ِالـقـبورْ
منـبـوذة ٌبالـكـون جاءت قـبوَنا
وبصدرها
طعـناتُ أقـلام ٍ وأشعا ر ٍ
وإمضاء ُالـــّذين تـفـتــّشوا
أو أُحـرُقِـوا وتأبـّـنـوا
والأرضُ ساخرة ٌ تدورْ
فالـقـبو مازالتْ نوافـذهُ
تـُزاورُ شمسَ مَن صَهلوا
يَـظنُّ بخـُرمهِ قـُطبَ الـرّحا
وبهامش ٍلمـَدارهِ تــَرحـو الـبدورْ
وتغـيبُ في أدراجهِ بـين َالـرَّمادِ
وخـلفَ حـيطان ِالـبُخـورْ
*********
سقـطت على عَـينيْ
بـقـيـّة ُ شاهـد ٍ
ورفاتُ إمضاءٍ
أضاء َلقـادمي
ماضي السنـينْ
فـَـتمردت ْروحيْ
وحُـلمُ قــَرينـِها
أن يَخـلع َالأ قـماط َوالأكـفانَ في
لحد ٍ ... ويـَتـلو نــَظـمَه ُ
لكـنـّهمْ
زرعـوا رخامًا للـضّريح ِ..
وألـقـمونيَ حِفنة ًً
حتـّى هُـنا
حَـشروا بـفيـيَّ عُـنوة ً
جـِـبسًا وصلصالا ً
مخا فـة َ أن ألاقي اللهَ ..
أخـبـرُه الـيـقـيـنْ
وبأ نـّّهمْ في ضَيعتي
لا يأكـلونَ سوى
عظام ٍ شا بَها
خزفٌ وأوراقٌ وطينْ !
*************
فـمَحاجـرُ الباكـينَ صارت مَعـدنـًا
ذ َرفـَتْ نـُحا سًا عـندما
أبـّـنـْتُ نـفسيَ قارئـًا
لطوالـِع ِ الماضي الذي
سأعـيشـُهُ
بـتناسخ ِالـتــّـقويم ِحـينـًا بعـد حينْ
وبقية ُالـيـنبوع ِفي عـَيـنيْ الــّـتي
شـُنـِقــَتْ
تـَرى أقـدارَها مَـكتوبة ً
فـوقَ الجَّـبـيـنْ
وحـروفـُها حَُـشِرَتْ بخـط ِّالكفِّ تـَنجـيمًا
يُـزَحـلـُقها
لِـبـُرجـيَ عُـنـوة ً
وغــَـدي كأمسيَ عالقٌ
وبطالـِعي
أسرارُ ( فِـنجان ٍ) تروّضني
على اسم ٍ وعـنوان ٍوديـنْ !
********
ماذا إذا كـذبَ المُـقـد ّسُ مـازحًا؟
وأتى( المَعرّي ) فاضحًا بندائه ِ
للمـيـّـتـينَ بصدقـهِ ثـقــَة ً
على أمل ِالـنـّشورْ؟
وتكون ُبوتـقـة ُ الطحين ِملاعـبًا
( للـنـّرد ِ) يلهـو ساخرًا
با للا ّعـبيـنَ وبالحضورْ ؟
وتـَدحـرجـتْ بمرارة ٍ كرة ُالأسى
لحـناجـر ِ الفـقـراء ِ كـَم ْ
أكلـوا العَـفا ف َودحـرجـوا
أفواهَ أطـفال ٍ بـقِـدْر ٍ من حَـصى ؟
لتغيبَ شمسٌ أبطأ ت ْ
نـذروا الـنــّـذورْ
وتـنامُ أشداقُ الجّياع ِفربُّما
لـيـلٌ يـَموتُ جـنينـُهُ
قبل الشـّروق ِمُصاحبًا طقسَ الفطورْ
فالصُّبحُ مـثـل شِـفا رها
لا يأكلُ الخزفَ المُوشـّى..
إنــّما طوبى الحَـزانى العـابـريـنَ لسُمِّ مِخـيـاط ٍ
عبورَ الصائمـيـنَ وقـدَّسوا بضمورهمْ
ذاكَ العبورْ
خـرقوا شقـوقَ البوتـقـهْ
سا لوا حروفـًا ليـّـنـهْ
إمضا ؤهمْ
ثـقـبَ الرُّخا م َ بحـبرهِ
وأضافَ سِفـرًا
في سطور المِـقـصلهْ
غـطىّ الشواهد َصارخـًا
يا ضيعـتي هـــل تـقـرئيـنَ بلحظةٍ
تلكَ السُّطورْ ؟؟
********
حسن ابراهيم سمعون 1996


تأشيرة ٌوإشارة ٌ

إلى اغتراب الشنفرى

هـل ذ ُقـــتِ يا أمّي ؟
مرارة َأن يـبـيعَ الأبن ُخاتم َزوجـِه ِ
وبقـيــّة َ الذكــّرى هـدايا عــرسه ِِ
(ونــُقـوط َ) حُـــبٍّ بالرَّفاءِ وبالبَـنـينْ
حتى النبالَ وقوسَـه ُ!
ورفوفَ مَكـتبةٍ حروفُ عـُيونِها
لـَهمتْ وعـينيه ِقـناديل َالسّنينْ
ويَدسُّ للبقــّال ِآخـرَمُعجم ٍ
عـنوانه ُ.. قـَبضُ الهــوا
بـِفـــَم ِ الصّدى.. للجائعينْ
يبتاعُ فــي وثـَـن ِاللـُغى تأشيرة ً.. لمُسافـــر ٍ
أحلامُهُ قـَبلَ الجـَّواز ِتـَغـَرَّبتْ
تـَركتْ له أكوام َماغـنـّى ورتــَّـلَ رافعًا
صورًاعلى جـدران ِدهـر ٍ
طالما كانوا.. لأمس ٍمُنـْزَلين !
يرمي عِـظامًا من قـلادتـهِ
وينسى ربّما لغة ً تـذكــّره ُبـأنْ
في الأرض ِمَـنأى للكريم عـن الأذى
وبها لمَـن خافَ الـقِـلى وطـنٌ وديـنْ !
يستظهرُ الحِـبـرَ العتيقَ بكأسِه
ونـَـشيدَ طفـل ٍلايزالُ بـصفـّهِ
عـاشَ الوطن ْ
عـا شَ الوطنْ
فـتـرابهُ وَسِع َالسنا بل َكـلــَّها
مـا آدَه ُ إرْواؤها
رقــَصتْ سواسية ً
حَصادُ نشيدها للأ جمعـينْ
***********
يبكي على أطلال ِأسوار ٍ
تــُـزلـزلــُها قـصائدُ شاعـر ٍ
وعـواء ُأمعاء ٍ يكادُ أنينـُها
أن يَـثـقـبَ الجـدرانَ يا أمـَّاهُ في
حـُلــُم ِالرَّحيلْ
فـذاكرة ُالفـتى صارت رمادًا
يحرقُ الأوراقَ ..
والأوثانَ في إرثٍِ ثـقــيلْ
ودموعه ُصارت رغـيفـًا
يَهجـرُ العينَ الــّـتي قـــرأتْ ملاحِــمَ خــيلهِ
وتـَضوَّرتْ سَغـَبًا
معَ الفانوس ِمـن أكل الفـَـتيلْ
ومَضى الـفتى مُـتأبـِّطـًا وطنـًا
يـَضِـنُّ بـتــَركهِ
أسرى به
خلفَ الحـدودِ بحُــلمهِ
حتـّى ولو
استـَفََّ تــُربَ الأرض ِفي جــَنــَباتهِ
يبقى الوطنْ
مُـتربعًا ..في صَهوة ِالمُهـر ِالأصيلْ !
وأكادُ تـَسبيحَ الـذي
يَسري بليل ٍ حاملا ً
وطنًا بغـطش ٍ
راغبًا.. أو راهبًا
فالجّوع ُياأمّاهُ مِقـبـرة ُالصَّهيلْ !
***********
يبكي على كلّ ِالخرائط ِوالرسوم ِ ..
وما تكسّرَ من تخوم ٍ
والزغاريد ِالتي حـُرقــَتْ
مراكبُها الأميـنة ُوالسّـفـيـنْ !
فالزيتُ من خلفٍ
ومن قـدّامهِ
أين المـفـرّ ُبــِقاعـهِ المهـزوم ِ..؟
والزيت ُ المُراقُ..
يزحلـقُ العمرَ القصيرَ لغـربة ٍ
وشِراعـه ُراس ٍ
على وحـل ِالسّنينْ
أين المطايا ؟
حُـمّت الحاجاتُ ياأمّي ْ
وراحلــتي هَـجـيـنْ !
**********
إنـّي كرهـتُ الـزّيتَ من خمسينَ عامًا
(والصهاريج َ) الــّـتي
نـُفـخـَتْ بـنِسغ ٍأزرق ٍ
فـَـتـقَ الـوتـيـنْ
بـَطرًا تــُمـِـنّ ُ بضخـِّهِ
فنطافــُها خيرُ اللــّواقح ِ..
أ ُخـرجت للنــّاس ِزُلـفى
ماتيسـّرَ لليسار ولليمينْ
وأنا ( كسيزيفَ) ....
المُعلـّق ِ في حجارةِ قـريتي
وبحـَبـْـلها السّـرِّي في عُـنقي ْ
وفي قـلبي ْ
ومن خـلفيْ
وقـد ّاميْ
أدَحـرجـُها تـُـدحـرجُـني
أيا أمّيْ كـفى
أين المـفـرُّ ألا تـَريـنْ ؟
*********
في لحظةٍ سرق َ الفتى إغـفاءة ً
ثــَقـبَ الحـدودَ بدمـعةٍ
وعـيونـُه في حُـلمِها تــَتسلـلُ
صَرخ َالخـفـيرُ: أتهـْربـيـنْ ؟
هَمَسَت له :
إنـّـي إلى قوم ٍسواكمْ
أمْــيـَـلُ
أهـلونَ لي من دونـِكمْ
لن يسألوا
عن مذهـبي أو مـَن أبي
لن يقـتـلـوا !
حـتىّ ولوغنيتُ شعري للرَّغـيف ِ..
وللهـوا
غـَـنـّوا معي لرَغـيفهمْ
والكلُّ يُشبـِعهُ الغـناءُ الأجـمـلُ !
لا ضيـرَ يا أمّيْ فـَهـُمْ
بـثـلاثِ آذان ٍوقـلب ٍ
يسمعـونَ الصّامـتـينْ
يا أمّي مالك ِ ضرسك ِالمشغولُ دومًا تطـلبـيـنْ ؟
قـومي انـــّزعـي ماتـدّّعـيـنَ مُلاءة ً
لـتـُحرري أذنـًا
عساكِ لمرَّةٍ قــد تسمعــينْ

حسن ابراهيم سمعون 2006



جَـشأ ُالـذ َّاكــرةِ

مع تبجيلي واعتذاري من السادة المدرسين فهم أكبر من قصيدتي

في حِـصَـّةِ الجُغـرافـيهْ
طافَ الـمـُدرّس ُحا مـلا ًكـرة ً
تــُشاكــِلـه ُ( بأ طـلس َ) قـائلا ً:
كرة ٌ تـُمَـثــّلُ أرضَـنا
وأدارَها
رََفع َالعـقـيـرة َ فاردًا سَبـّابة ً
وأشارَ مـَزهـوّا إلى
ما لـمْ نـَرَ
إنـّا .. هُـنا
إنـّا.. هُـنا
غـطـّى انـتـفاخ ُ بَنـانـهِ
وطـني وكـلّ َجـواره ِ
وجـوابـُنا بـرؤوسنا
نَعَـمٌ .. بلى
نَعَـم ٌ .. بلى
**********
وبحِـصّةِ الـتــّاريـخ ِأمْعـنَ مـُقــْرِطـًا
آذانـَنا
وقــْرًا عـلى وقـع ِالبـَلاط ِ تـنـاغـُمًا
يتـقـيـَّؤ الـزّمـنَ الـمُريـبَ رواية ً
مُـلـئـَتْ بتـدليـس ٍكعـيدان ِالجـواري
تطربُ الحَـمْـلاتِ والمَحـروقَ من
سُـفـن ٍرَسَـتْ
صوبَ التـّخـوم ِبـقـوله:
كانـت هُـنا كَ خـُيـولـُنا
كنـّا.. هـنا كَ (مَشاعـلا ً..)
كـنـّا هنا كَ .. جـوابـُنا
برؤوسِنا
نعـمٌ .. بلى
نعـمٌ .. بلى
*******
مَـضـَغَ الـقـرونَ بساعـة ٍ
مُتناسيًا أمسًا لصيقَ أنـوفِـنا
نـَدبـَتْ به أمّـي وحيطانُ المَدافـن ِ..
والـدي وسِلاحَـهُ
نـَحتتْ لصُورتِـهِ عـلى
نـُصُبٍ أ ُشــيـدَ وعـمْـرهُ خـمسونَ عامًا
يشهدُ الإسمنتُ أنَّ دموعَها
وعـَدتْ بثأر ٍحينها
وتــَلـتْ (تعـاويـذ ًا)
تـَـلـتـها أمـّـُها عـن أمـِّها
والكاهـنُ الـمِـردادُ عـن أشيـاخــِهِ
صلىَّ عـلى الجَـسدِ المُـكـفـَّن ِقـائـلا ً:
قـومـوا اد فـنـوهُ والقـِـموهُ
جـاوبـوا برؤوسهمْ
نعـمٌ.. بلى
نعـمٌ .. بلى
*************
وسأ لتُ أمّـي ما لـَهمْ .. !
قـد أطـعـموهُ مـن ترابِ اللـحـدِ حـَفـنا ً ؟
كـيف يُخـْبرُ ربـَّه ُ؟
عن عـزَّةِ الشُّهداءِ في أشعارنا
وبأخـذنا للثــَّأر ِمن قـبْل ِالعَـزاءْ
أمّي :
وهـلْ طـيـرُ الجـِـنان ِيَفيضُ شعرًا
مِثـلـنا ؟
إن رادَ ثأرًا للشّهيد ِمُفخـِّمًا
لــُغـَة َالـرِّثـاءْ
أولـَمْ تـقـولي مـرّة ً :
وبـلـيـلةٍ صيـفـيـّة ٍ قـمـريّةٍ
عـندَ المَساءْ
إنَّ الحَمامَ صديـقـُنا
من دون أن تـَـتـزوَّجي ألقى.. بنا
وبسَلــّةٍ صُنعَ السّماءْ
وبأنّ قـربانَ المُصلـّي بالجـماعةِ غا فـرٌ
كلَّ الخـطايا والبـلاءْ
وصَليـبـُنا مـنذ ُالقـديم ِ وشأنهُ
شأنُ النبيّ بمَسحِهِ
ذنـبا ً لمُحـتار ٍ يجـادلُ أمـَّـه ُ
ويشكُّ بالدّمع ِالمقـدّس ِوالـبكاءْ
خمسونَ عاما ً لم يـفاجـئني غـَـدٌ
وابـْيـَضّ في الـتــّـقـويـم ِحبرٌٌ
شاخ َبالأقـلام ِمـن تـَرقـيم ِأكـفـان ٍ
مَحَـتْ ببـيـاضِها ماتذرُفـيـنَ قـصائدًا
فـوقَ الشـَّواهدِ كالنـّساءْ
**********
وبكى شـقـيـقي إذ ْ رأى
جَـمْـعَ الــذ ّكـور ِ بـبـيـتـِنا
قـبل َ انـقـضاءِ العــدّةِ الممنوع ِفي أشراطِها
حتـّى السّلامْ
نـَفـخوا بأذْنـيَـه كلامًا....أصفـرًا
والآسُ غـَـضّّ ٌ..
مِـثــْـلهُ طـيـنُ الضّريـح ِ وشا هـدٌ
بـرُخـامِـه وشـّى الـمـَقـامْ
يـبكي شقـيـقي صارخًا : أمّي..
أبي قد مـاتَ كيفَ سَيـَرفـَعُ النـَّعشَ الحَـمامْ
ورفا تـُهُ
صارت فسا ئـلَ وردة ٍ بيـن الخـيامْ
أمّي : سَـئـمـتُ مُـدَرِّسي وحـقائبي
ودفاترًا تجـتاحُ رأسيَ عُـنوة ً
بغناءِ صرصور ٍ يحاورُ نـَملة ً
وسلاحـفٍ سَبـقـت أرانـبَ في الـزّحامْ
إنـّي كرهـْتُ حِـكايـة َ المِصباح ِ..
تـُـتـلى قـَبْـلَ نـومي..
بعـْدَ نومي سا ئـلا ً :
أسَلاحِـفٌ أمْ في الأرانـبِ عَــدُّ نـا ؟
إنـّا .. هـناكَ الآنَ أم ْ
إنـّا.. هُـنا ؟
أمْ طابَ في الخـيَـم ِالمَـنامْ
************
أمّي تـلوكـيـنَ الكـلامَ وتجـْدلـيـنَ تـمائمًا:
أأتـيـتِ أمْـرًا مُـنكـرا ؟
ونـَسيتِ ما أوصى بهِ مـرحـومُـنا
أولمْ تـقـولي : يابـنيّ عـلى عـُرى
أكـتـا فِـنا مَلـــَك ٌ يصوّرُ فِــعـْـلـنا
ويجـوزُ أنْ تـبـكي نـساءُ الأرض ِ إلا ّكِ..
وسا قـا كِ ..
حَمتْ شرفـًا لمـرحوم ٍ مَـضى
أوتـَحْسَـبـيـنَ حـقـيـقـة ً
أنـّي مُـغـفــَّلُ لم أرَ
بالأمـس ِلمـَّا جـاءنا إبـنُ ( الخــواجـهْ) ما جـرى
بحديـقـة ِالبـيت ِالمَـصون ِجــدارُه ُ
وثـيابـُكِ السّـوداءُ عَــفـّرها الــثــّرى
إنـّي رأيـتـُـكــما معًا
تـَتغامزان ِعلى الخـريطةِ والوصيَّةِ بعـدَ أنْ
أهـديتهِ ليلا ً بيادرَ والدي وكـِنانـَهُ
وخلعتِ أوراقَ الـتــُّـقى والمِئزرَ
إرث ٌ قـضى المـرحوم ُيـرويـهِ ..
فـَـكيـف توزّعـينَ حَــصادَه ُ
أهـوَ.. قِـرى ؟
**********
الإرثُ يا أمّاهُ ديَّـة ُوالدي
في بيدر ِالأحلام ِقابَ الإستواء ْ
فــَعلامَ صارَ خرائطـًا
ومُـدرّسي يمشي مع َ( السَّرطان ِ)
مَـجـْنـوبَ الـمَسيـر ِيُـسابقُ
( الجــديَ) المـُقامِـرَ في
مَـدارات ِالسماءْ
مُتناسيًا مـَـدَّ الخـيام ِ بأرضنا
واللحمَ في
حِـزَم ِالصّفيح ِ وكومة َالأفواهِ يـفـتي
ما يشاءْ
( للجوقـَةِ) المِـصْواتِ يـُطـْْربـُها الصّدى
إنـّا.. هُـنا إنــّا .. هُـنا
كنـّا هُـنا كَ (مشاعلا ً)
وجــوابـُنـا
برؤوسنا
نعـمٌ.. بلى
نعـمٌ .. بلى
لكنـَّما الرَّبُ الذي
حـَرمَ الذَّراريَ إرثـنا كالأنبياءْ
وكفى رماحَ القـوم شرَّ قـتالها
في نوم ذاكرةٍ تخـزَّف كهـفـُها
فـتجشأت بعد السِّنين وطولها
فــنَّ الخطابة والغناءْ
____________________________
حسن سمعون /1997/
بيروت

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع حسن ابراهيم سمعون
 [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
مادمت محترمًا حقي فأنت أخي آمنت بالله أم آمنت بالحجر
[/gdwl]
حسن ابراهيم سمعون غير متصل   رد مع اقتباس