يشرفني , أن أمتثل لأمر أخي الكريم الدكتور منذر بكل طيب خاطر وفخر واعتزاز
ويسعدني أن أضع بين يديه مجموعة من قصائدي المتواضعة راجيًا القبول
مع كامل تقديري , واحترامي
كلَّ النـُّحاةِ بغـَمـرةِ الطـّوفان ِ..
وتـَعلو نولــَها فوضى الـرّمال ِ..
بلـُجـَّةِ الـدَعـواتِ عـن إرثِ السَّماءْ
لا تنسجُ المحصولَ في أثـدائـِها
تشكو انحباسَ البول ِوالأمطار ِ..
فاستسقاؤها رهـنُ الـدُّعاءْ
سَئـِمت تكالـيفَ النـَّهار ِ وشمسهِ
وتصدّرُ المَطمورَ من ناري
ونارُ سِـراجـِها قابَ الجـليد ِوعـصرهِ
تستوردُ الضّوء َالمُـعـلـّبَ .. والهــواءْ
الماءُ.. يُحـقـنُ بالوريد ِ ..
سادتْ على هاماتِ مَـرفوعاتِها
(مـِرياعُها) يلقيْ (بـكـبسول) الكــرامةِ مانحًا
مُسْـتـثـنـيًا أدواتِ نـصبٍ
واخـتصاص ٍ في لــُغى قطعانِهِ
عَــربَتْ له أنــّى يـشاءْ
تـَعـوي الكلابُ على الـذ ّئابِ سلـيـقـة ً
تعـوي الرُّعاة ُعلى الكلابِ
فـكيف أعْـرِب ُحـيـنـَها فـِعـلَ العـِواءْ
ألصُحبةِ الـذ ّؤبان ِ؟ أمْ خافَ الـرُّعاة ُفــأولموا؟
ودَعـوا بناري موهِـنـيـنَ..
فجاءَ في عَجــل ٍيـُغـنـّي عاسِلا ً
طوبى لنا(د َلمونُ)* خيرُ شريعة ٍ
خـَفـَرتْ لها كلأ ً يُشاغـِـلُ ضرسَها
بحياء ِماء ِالعـيـن ِ يـُغـْـتــَرَفُ الكلامُ
أم أنـّهم رَقـصوا مَعـًا بـعَـسَالـِه ِ؟
وبمجلس ِالغابات ِأفـتـوا.. لا يُـلامُ
أو غـلطـة ٌمـن (نوح َ) لـَملـمَ طـيـرَها
هـَربَ الغرابُ بـنـفـطِها
والبرْدُ في الــزّيتون ِيـُدفـِئهَ الحَـمام ُ
لو أنـّـني (الجـوديّ) يا فـُـلكَ النجاة ِ..
لـَغـُـصْتُ تحتَ الماءِ كي تبقى بلا
رفءٍ.. ولا مَـرسى.. ولا حتـّى مَـنارةْ
وحَجـبتُ بَــرِّي كلــَّه ُ
عن مُـفـرداتــِكَ كـلـــِّها
إلا ّ حروفَ العـطـفِ والمَُـبْـنى لمَعـلوم ٍ
لو أنـّـني (يـونانُ) يا**
يـقـطيـنة ً آوَتْ مَعي بظـلالـِها
أخواتِ كانَ ونقـصَهـُنَّ ومَـنْ
ولــَمـُتّ ُ في نــون ٍ ولا سَـتــَروا
حـتـّى ولـو كـنـتُ العـَصا
لـَردمتُ يا (موسى) بحورَ الشّعـر ِفي
سوق ِالقـَريض ِودبكة ِ(المِرياع ِ) في أجـراسِه ِ
ونـَظمتُ من دون ِاستخارةْ
فأنا فـعـولٌ بالعـَروض ِوفاعـلٌ
وفـواصلي عـَزفــت (مَزامـيـرًا)
لداؤود َالـنـبيَّ .. وابـنـُهُ
عَـشِـقَ المَـقـام َمـُد َوزنـًا إنـشادَه ُ
ومُغازلا ً (بلـقـيسَ) في عـَرش ِ الإمـارةْ
ونـِعـاجـُهُ رقصت معَ الأوتار ناطـقة ً
بـما سَمعـتْ تــَسَـل ْ ؟
فأجابَها من عـندَهُ عـلمُ العَـروض ِمُرتــّلا ً
نـَظـَم َالـدِّنـانَ لـراهـب ٍ
شـَرِبَ الـقـصـيدَ فـَسَـلْ
كيف أخـْـبـرَ عـن أمَارةْ ؟
كـنـتُ الذبـيـحَ لأ فـْـتـديْ
بالكـَـبـْـش ِأفـواهَ الجـياع ْ
ود َمي يسيلُ على الصّحارى زمْـزمًا
تـُسابقُ ياؤهُ فعـلَ النداءْ
يهوىَ المضارع َوالحروفَ الجازمهْ
فهو القريبُ وسامعُ الشــّـكوى
هـُزّي بـجـذع الحـرف ِ ..
فلعـلّ آدم َ يـَعـربُ الأسماءَ في
كـَـلـِم ٍ يـَطـيـبُ بأ ُكـْـلِـه ِ
*(جنة سومرية إسطورية ترعى فيها الحيوانات سواسية )
(إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو)
يـَدمَغ ُُالسَّنواتِ في أعناقها
ويُعــدِّنُ المَشروبَ للشُّعراءِ في
ضِيَع ٍتــَدقُّ رغـيفـَها
والمِلحُ من صوتِ المطارق ِ والأنينْ
صَهرتْ سنابلـَها طحـينَ خناجر ٍ
آذانـُها ثــَملـتْ بقرقـَعـةِ العـجـينْ !
وروائحُ الكِـبريتِ من تــَنـّـورها
تـَخـْفـِرُ الشـُّبا ك َ في
عُـلـَبِ الهـواء ِبـقـبـوِها
رغـمَ انخـفا ض ِالسّـقـف ِ..
فالحـبلُ المـُد لـّى عاجزٌ
أن يصهرَ العـينَ الــّـتي شـُـنـِقــَت غـدًا
قـبلَ الكـفافِ وأخـتـُها تبكي
تــُؤبــِّنُ نـفـسَها تخشى العَـمى
شـُنـقـتْ بأمس ٍمَرَّ تـيـنْ !
بطقوس ِمِقصلةٍ تحجَّـرَ حـَدُّها
ألـقـت ْعـصا الـتـَّرحا ل ِفي أنفي
نيرانَ بوتـقة ٍ لتـَعـديـن ِالـقـبورْ
منـبـوذة ٌبالـكـون جاءت قـبوَنا
طعـناتُ أقـلام ٍ وأشعا ر ٍ
وإمضاء ُالـــّذين تـفـتــّشوا
أو أُحـرُقِـوا وتأبـّـنـوا
فالـقـبو مازالتْ نوافـذهُ
يَـظنُّ بخـُرمهِ قـُطبَ الـرّحا
وبهامش ٍلمـَدارهِ تــَرحـو الـبدورْ
وتغـيبُ في أدراجهِ بـين َالـرَّمادِ
وخـلفَ حـيطان ِالـبُخـورْ
أن يَخـلع َالأ قـماط َوالأكـفانَ في
لحد ٍ ... ويـَتـلو نــَظـمَه ُ
زرعـوا رخامًا للـضّريح ِ..
حَـشروا بـفيـيَّ عُـنوة ً
مخا فـة َ أن ألاقي اللهَ ..
فـمَحاجـرُ الباكـينَ صارت مَعـدنـًا
ذ َرفـَتْ نـُحا سًا عـندما
أبـّـنـْتُ نـفسيَ قارئـًا
بـتناسخ ِالـتــّـقويم ِحـينـًا بعـد حينْ
وبقية ُالـيـنبوع ِفي عـَيـنيْ الــّـتي
تـَرى أقـدارَها مَـكتوبة ً
وحـروفـُها حَُـشِرَتْ بخـط ِّالكفِّ تـَنجـيمًا
أسرارُ ( فِـنجان ٍ) تروّضني
على اسم ٍ وعـنوان ٍوديـنْ !
ماذا إذا كـذبَ المُـقـد ّسُ مـازحًا؟
وأتى( المَعرّي ) فاضحًا بندائه ِ
للمـيـّـتـينَ بصدقـهِ ثـقــَة ً
وتكون ُبوتـقـة ُ الطحين ِملاعـبًا
( للـنـّرد ِ) يلهـو ساخرًا
با للا ّعـبيـنَ وبالحضورْ ؟
وتـَدحـرجـتْ بمرارة ٍ كرة ُالأسى
لحـناجـر ِ الفـقـراء ِ كـَم ْ
أكلـوا العَـفا ف َودحـرجـوا
أفواهَ أطـفال ٍ بـقِـدْر ٍ من حَـصى ؟
وتـنامُ أشداقُ الجّياع ِفربُّما
قبل الشـّروق ِمُصاحبًا طقسَ الفطورْ
فالصُّبحُ مـثـل شِـفا رها
لا يأكلُ الخزفَ المُوشـّى..
إنــّما طوبى الحَـزانى العـابـريـنَ لسُمِّ مِخـيـاط ٍ
عبورَ الصائمـيـنَ وقـدَّسوا بضمورهمْ
ثـقـبَ الرُّخا م َ بحـبرهِ
يا ضيعـتي هـــل تـقـرئيـنَ بلحظةٍ
مرارة َأن يـبـيعَ الأبن ُخاتم َزوجـِه ِ
وبقـيــّة َ الذكــّرى هـدايا عــرسه ِِ
(ونــُقـوط َ) حُـــبٍّ بالرَّفاءِ وبالبَـنـينْ
ورفوفَ مَكـتبةٍ حروفُ عـُيونِها
لـَهمتْ وعـينيه ِقـناديل َالسّنينْ
ويَدسُّ للبقــّال ِآخـرَمُعجم ٍ
عـنوانه ُ.. قـَبضُ الهــوا
بـِفـــَم ِ الصّدى.. للجائعينْ
يبتاعُ فــي وثـَـن ِاللـُغى تأشيرة ً.. لمُسافـــر ٍ
أحلامُهُ قـَبلَ الجـَّواز ِتـَغـَرَّبتْ
تـَركتْ له أكوام َماغـنـّى ورتــَّـلَ رافعًا
طالما كانوا.. لأمس ٍمُنـْزَلين !
يرمي عِـظامًا من قـلادتـهِ
وينسى ربّما لغة ً تـذكــّره ُبـأنْ
في الأرض ِمَـنأى للكريم عـن الأذى
وبها لمَـن خافَ الـقِـلى وطـنٌ وديـنْ !
يستظهرُ الحِـبـرَ العتيقَ بكأسِه
ونـَـشيدَ طفـل ٍلايزالُ بـصفـّهِ
فـتـرابهُ وَسِع َالسنا بل َكـلــَّها
حَصادُ نشيدها للأ جمعـينْ
تــُـزلـزلــُها قـصائدُ شاعـر ٍ
وعـواء ُأمعاء ٍ يكادُ أنينـُها
أن يَـثـقـبَ الجـدرانَ يا أمـَّاهُ في
فـذاكرة ُالفـتى صارت رمادًا
والأوثانَ في إرثٍِ ثـقــيلْ
يَهجـرُ العينَ الــّـتي قـــرأتْ ملاحِــمَ خــيلهِ
معَ الفانوس ِمـن أكل الفـَـتيلْ
ومَضى الـفتى مُـتأبـِّطـًا وطنـًا
استـَفََّ تــُربَ الأرض ِفي جــَنــَباتهِ
مُـتربعًا ..في صَهوة ِالمُهـر ِالأصيلْ !
فالجّوع ُياأمّاهُ مِقـبـرة ُالصَّهيلْ !
يبكي على كلّ ِالخرائط ِوالرسوم ِ ..
والزغاريد ِالتي حـُرقــَتْ
مراكبُها الأميـنة ُوالسّـفـيـنْ !
أين المـفـرّ ُبــِقاعـهِ المهـزوم ِ..؟
يزحلـقُ العمرَ القصيرَ لغـربة ٍ
إنـّي كرهـتُ الـزّيتَ من خمسينَ عامًا
نـُفـخـَتْ بـنِسغ ٍأزرق ٍ
بـَطرًا تــُمـِـنّ ُ بضخـِّهِ
فنطافــُها خيرُ اللــّواقح ِ..
أ ُخـرجت للنــّاس ِزُلـفى
ماتيسـّرَ لليسار ولليمينْ
المُعلـّق ِ في حجارةِ قـريتي
وبحـَبـْـلها السّـرِّي في عُـنقي ْ
أدَحـرجـُها تـُـدحـرجُـني
أين المـفـرُّ ألا تـَريـنْ ؟
في لحظةٍ سرق َ الفتى إغـفاءة ً
ثــَقـبَ الحـدودَ بدمـعةٍ
وعـيونـُه في حُـلمِها تــَتسلـلُ
صَرخ َالخـفـيرُ: أتهـْربـيـنْ ؟
حـتىّ ولوغنيتُ شعري للرَّغـيف ِ..
والكلُّ يُشبـِعهُ الغـناءُ الأجـمـلُ !
لا ضيـرَ يا أمّيْ فـَهـُمْ
يا أمّي مالك ِ ضرسك ِالمشغولُ دومًا تطـلبـيـنْ ؟
قـومي انـــّزعـي ماتـدّّعـيـنَ مُلاءة ً
عساكِ لمرَّةٍ قــد تسمعــينْ
مع تبجيلي واعتذاري من السادة المدرسين فهم أكبر من قصيدتي
في حِـصَـّةِ الجُغـرافـيهْ
طافَ الـمـُدرّس ُحا مـلا ًكـرة ً
تــُشاكــِلـه ُ( بأ طـلس َ) قـائلا ً:
كرة ٌ تـُمَـثــّلُ أرضَـنا
رََفع َالعـقـيـرة َ فاردًا سَبـّابة ً
غـطـّى انـتـفاخ ُ بَنـانـهِ
وبحِـصّةِ الـتــّاريـخ ِأمْعـنَ مـُقــْرِطـًا
وقــْرًا عـلى وقـع ِالبـَلاط ِ تـنـاغـُمًا
يتـقـيـَّؤ الـزّمـنَ الـمُريـبَ رواية ً
مُـلـئـَتْ بتـدليـس ٍكعـيدان ِالجـواري
تطربُ الحَـمْـلاتِ والمَحـروقَ من
كانـت هُـنا كَ خـُيـولـُنا
كنـّا.. هـنا كَ (مَشاعـلا ً..)
كـنـّا هنا كَ .. جـوابـُنا
مَـضـَغَ الـقـرونَ بساعـة ٍ
مُتناسيًا أمسًا لصيقَ أنـوفِـنا
نـَدبـَتْ به أمّـي وحيطانُ المَدافـن ِ..
نـُصُبٍ أ ُشــيـدَ وعـمْـرهُ خـمسونَ عامًا
يشهدُ الإسمنتُ أنَّ دموعَها
تـَـلـتـها أمـّـُها عـن أمـِّها
والكاهـنُ الـمِـردادُ عـن أشيـاخــِهِ
صلىَّ عـلى الجَـسدِ المُـكـفـَّن ِقـائـلا ً:
قـومـوا اد فـنـوهُ والقـِـموهُ
وسأ لتُ أمّـي ما لـَهمْ .. !
قـد أطـعـموهُ مـن ترابِ اللـحـدِ حـَفـنا ً ؟
عن عـزَّةِ الشُّهداءِ في أشعارنا
وبأخـذنا للثــَّأر ِمن قـبْل ِالعَـزاءْ
وهـلْ طـيـرُ الجـِـنان ِيَفيضُ شعرًا
إن رادَ ثأرًا للشّهيد ِمُفخـِّمًا
أولـَمْ تـقـولي مـرّة ً :
وبـلـيـلةٍ صيـفـيـّة ٍ قـمـريّةٍ
من دون أن تـَـتـزوَّجي ألقى.. بنا
وبسَلــّةٍ صُنعَ السّماءْ
وبأنّ قـربانَ المُصلـّي بالجـماعةِ غا فـرٌ
وصَليـبـُنا مـنذ ُالقـديم ِ وشأنهُ
ذنـبا ً لمُحـتار ٍ يجـادلُ أمـَّـه ُ
ويشكُّ بالدّمع ِالمقـدّس ِوالـبكاءْ
خمسونَ عاما ً لم يـفاجـئني غـَـدٌ
وابـْيـَضّ في الـتــّـقـويـم ِحبرٌٌ
شاخ َبالأقـلام ِمـن تـَرقـيم ِأكـفـان ٍ
مَحَـتْ ببـيـاضِها ماتذرُفـيـنَ قـصائدًا
فـوقَ الشـَّواهدِ كالنـّساءْ
جَـمْـعَ الــذ ّكـور ِ بـبـيـتـِنا
قـبل َ انـقـضاءِ العــدّةِ الممنوع ِفي أشراطِها
نـَفـخوا بأذْنـيَـه كلامًا....أصفـرًا
مِـثــْـلهُ طـيـنُ الضّريـح ِ وشا هـدٌ
بـرُخـامِـه وشـّى الـمـَقـامْ
يـبكي شقـيـقي صارخًا : أمّي..
أبي قد مـاتَ كيفَ سَيـَرفـَعُ النـَّعشَ الحَـمامْ
صارت فسا ئـلَ وردة ٍ بيـن الخـيامْ
أمّي : سَـئـمـتُ مُـدَرِّسي وحـقائبي
ودفاترًا تجـتاحُ رأسيَ عُـنوة ً
بغناءِ صرصور ٍ يحاورُ نـَملة ً
وسلاحـفٍ سَبـقـت أرانـبَ في الـزّحامْ
إنـّي كرهـْتُ حِـكايـة َ المِصباح ِ..
تـُـتـلى قـَبْـلَ نـومي..
أسَلاحِـفٌ أمْ في الأرانـبِ عَــدُّ نـا ؟
إنـّا .. هـناكَ الآنَ أم ْ
أمْ طابَ في الخـيَـم ِالمَـنامْ
أمّي تـلوكـيـنَ الكـلامَ وتجـْدلـيـنَ تـمائمًا:
أأتـيـتِ أمْـرًا مُـنكـرا ؟
ونـَسيتِ ما أوصى بهِ مـرحـومُـنا
أولمْ تـقـولي : يابـنيّ عـلى عـُرى
أكـتـا فِـنا مَلـــَك ٌ يصوّرُ فِــعـْـلـنا
ويجـوزُ أنْ تـبـكي نـساءُ الأرض ِ إلا ّكِ..
حَمتْ شرفـًا لمـرحوم ٍ مَـضى
أوتـَحْسَـبـيـنَ حـقـيـقـة ً
أنـّي مُـغـفــَّلُ لم أرَ
بالأمـس ِلمـَّا جـاءنا إبـنُ ( الخــواجـهْ) ما جـرى
بحديـقـة ِالبـيت ِالمَـصون ِجــدارُه ُ
وثـيابـُكِ السّـوداءُ عَــفـّرها الــثــّرى
تـَتغامزان ِعلى الخـريطةِ والوصيَّةِ بعـدَ أنْ
أهـديتهِ ليلا ً بيادرَ والدي وكـِنانـَهُ
وخلعتِ أوراقَ الـتــُّـقى والمِئزرَ
إرث ٌ قـضى المـرحوم ُيـرويـهِ ..
فـَـكيـف توزّعـينَ حَــصادَه ُ
الإرثُ يا أمّاهُ ديَّـة ُوالدي
في بيدر ِالأحلام ِقابَ الإستواء ْ
ومُـدرّسي يمشي مع َ( السَّرطان ِ)
مَـجـْنـوبَ الـمَسيـر ِيُـسابقُ
( الجــديَ) المـُقامِـرَ في
مُتناسيًا مـَـدَّ الخـيام ِ بأرضنا
حِـزَم ِالصّفيح ِ وكومة َالأفواهِ يـفـتي
( للجوقـَةِ) المِـصْواتِ يـُطـْْربـُها الصّدى
إنـّا.. هُـنا إنــّا .. هُـنا
كنـّا هُـنا كَ (مشاعلا ً)
حـَرمَ الذَّراريَ إرثـنا كالأنبياءْ
وكفى رماحَ القـوم شرَّ قـتالها
في نوم ذاكرةٍ تخـزَّف كهـفـُها
فـتجشأت بعد السِّنين وطولها
____________________________