رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
السؤال الثاني الذي تفضّلت بطرحه الأديبة نصيرة تختوخ:-
هل الثقة في النفس في نظره تكفي لمقاومة جَوْرِ بعض من يحسبون نفسهم مالكين للموهبة / المهارات / التجربة الأدبيـة/ الشعرية والمتعالين على غيرهم من القادرين على الإبداع والتجديد وذوي الثقافة الغنية والمتنوعة؟
يقول الشاعر
أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قاله فهــــو فيه
فلا يضر نهر الفرات يوما إذا خاض بعض الكلاب فيه
ويقول شاعر آخر:
لو كل كلب عوي ألقمته حجرا لصار الصخر مثقال بدينار
عدا عن الثقة لا بدّ من مزيد من الحكمة والتروّي. فتح فضاء الانترنت المجال لكلّ من يرغب بالكتابة بأنّ يشارك ويدلو بدلوه، كما ساعدت المجاملات الجمّة في خلق تصوّر خاطئ لدى البعض بأنّهم كتّابًا كبارًا، شخصيًا أصبت بحيرة كبيرة حين قام أحد الشعراء بتهميش هامات وقامات شعرية كبيرة كمحمود درويش والقاسم وأدونيس وقال بأنّه لا شعر دون قوافيه، وأذكر كذلك بأنّه قد رشّح نفسه للحصول على جائزة نوبل للآداب! على أيّة حال، يحقّ لكلّ شاعر أو أديب أن يرفع من شأنه وقيمته في الأوساط الشعرية، لكن دون أن يقلّل من أهمية الأدباء الذين أثبتوا حضورهم في عالم الأدب.
لا أرغب حقيقة بأن أكون قاضيًا أو حكمًا وقد أقدّم بعض النقد الأدبي البنّاء أحيانًا. أكتفي بالصمت حين أرى أمام عينيّ سفاهات أدبية، وأعبُرُ عنها لأنّني على ثقة من أنّ الزمن وحده قادر على الفرز ما بين الغثّ والسمين.
|