رسالة إلى الأديب رشيد الميموني
رسالة إلى الأديب رشيد الميموني
تذكرت البارحة رحلتي الأخيرة فوق نهر الدانوب، وما أن قطعت النهر حتى دلفت إلى الخاطرة أخي الصديق الأديب رشيد. كنّا قد أشعلنا سيجارة عند ضفاف النهر في إحدى الخواطر قبل سنوات، وكنّا قد قررنا بأن يكون هذا المكان نقطة التقاء القوافي والقصائد الحائرة الباحثة عن أطر.
الأديب العزيز رشيد يغيب في دفاتره ثمّ يعود محملا بباقات من القصّ، تحمل بين ثناياها تصويرًا في منتهى العناية والجمال، فترى الصراع الإنسانيّ على اختلافه يعتمل وترتفع وتائره دون ملل حتّى تصل إلى نقطة النهاية لتبدأ الرحلة من جديد في عالم هذا الأديب المتّسم بالحساسية والجمال. التقيته آخر مرّة في حضرة البريد الالكتروني "الجيميل"، تبادلنا بعض الحديث وكان رشيد في الوقت ذاته يزرع الأمل في نفوس التلاميذ في المدرسة.
الأديب العزيز رشيد، لا تترك القلم يهدأ بين يديك، استمر ّ في شحذه، أنثر رحيق عطائك في الأجواء فأنت في القلب متواجد، حتّى وإن اختفيت لوهلة عن الأنظار.
الأديب العزيز رشيد، حدّثنا عن رحلاتك المفاجئة، التي تكتشف فيها الكثير من الخبايا والأحاجي، ولا تملّ وصف مغامراتك، التي سرعان ما تتحوّل إلى قصّ فريد دون مقدّمات.
امتدّ تعارفنا في هذا المنبر لسنوات طويلة، وأستغلّ لحظة الانتقال المرتقبة للقفز في الربيع كي أنقل لك أخي رشيد هذه الرسالة عبر أثير نور الأدب، متمنيًّا لقلمك الانفجار ونثر الدرر فوق صفحاته.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|