رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
قمت بزيارة أرض الوطن ، كأديب وإنسان محروم من وطنه في منافي هذا العالم .. ماذا يمكنك أن تحدثنا عما أثارته وتركته في نفسك وعلى إبداعك هذه الزيارة؟؟
الزيارة الوحيدة التي قمت بها للوطن كانت خلال سبعينيات القرن الماضي، وكنت غير قادر على فهم معنى العلاقة مع الوطن بالشكل الذي شعرت به بعد سنوات. أشعر بتردّد كبير حاليًا بالذهاب إلى فلسطين عبر مطار بن غوريون، لكن هذه هي النافذة الوحيدة الممكنة للوصول إلى الوطن لشهر من الزمان. لقد قرأت رواية "رأيت رام الله" للأديب الفلسطين مريد البرغوثي، وأعتقد بأنّه قد صوّر ما عايشه وما يمكن أن نعايشه بطريقة جميلة مرهفة ومؤلمة، أهمّ ما ورد في الرواية هو أن القرى الفلسطينية والمدن الصغيرة تعيش خارج التاريخ، ولا بدّ من العمل كي نُدخلها ثانية إلى التاريخ والحضارة، لأنّ الوطن ليس مجرّد رام الله وبعض المدن الفلسطينية الكبرى الأخرى. طبعًا عبّر الأديب مريد البرغوثي عن هذا الموقف بعد أن تجاوز الصدمة الأولى التي أحسّ بها بعد أن وطأت أقدامه تراب الوطن بعد طول غياب. من جهة أخرى أذكر بأنّني قد قرأت رواية لفرانس كافكا بعنوان "أمريكا" يصف فيها بالتفاصيل أمريكا علمًا بأنّ قدميه لم تطأ تلك الأراضي يومًا ما. الفارق ما بيني وكافكا هو أنّني أكتب عن فلسطين ولديّ مفهوم وانطباع ومخزون عاطفيّ هائل عن أرض الوطن فلسطين، قد تكون اللهفة والرغبة بالوصول إلى حاكورة بيتي وحقل الزيتون هي الشاغل والهمّ الأول لدى وصولي إلى هناك، لكنّي سأتساءل وأسأل مختار القرية بعد ذلك عن الأسباب التي حالت وتحول دون تنمية وطني ليتمكن من دخول التاريخ ومقاومة الاحتلال. أعدك سيدة هدى حال زيارتي لأرض الوطن بأن اكتب انطباعاتي على الفور في نور الأدب.
|