رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
إصابة والدك رحمه الله بمرض السرطان ترك في نفسك أثراً كبيراً وكم هائل من الحزن يظهر ملياً في عدد من نصوصك، كيف أثر هذا على طاقاتك الإبداعية؟
ليست الإصابة بحدّ ذاتها هي التي فتحت نافذة الإبداع على مصراعيها، لكن حجم الألم الهائل الذي واكب هذا المرض. روايتي الأولى كانت بعنوان "أحياء في مملكة السرطان"، وفيها صوّرت مأساة والدي ومعاناة ملايين البشر الذين وقعوا ضحية لهذا الوباء المخيف. كنت شاهدًا على حالة من الصراع الهائل من أجل الحياة والبقاء، لكنّي في الوقت نفسه رأيت بأمّ عيني حالة الاستسلام التي أعلنها والدي في الأشهر الأخيرة من حياته. الموت كان في نهاية المطاف مخرجًا. هل هذا معقول؟ نعم، أعتذر يا والدي عن هذا المسار المؤلم في السنوات الأخيرة من حياتك، أعتذر لأنّني وجدت نفسي مكتوف اليدين غير قادر على تقديم المساعدة لك سوى تأمين المورفين والميثادين والمخدّرات المختلفة الأخرى. صدّقوني بأنّ المعاناة الأكبر كانت حين وجدنا انفسنا نتعامل ليس فقط مع مريض بالسرطان، ولكن مع مدمن على المخدّرات بمعرفة ومباركة الأطباء المختصين. كتبت روايتي لأعبر عن آلام ومعاناة الأحياء الذين يعيشون في مدار وأفق مرضى السرطان أيضًا.
أرجو أن اكون قد أجبت بما يشفي الغليل، بانتظار المزيد من الأسئلة سيّدتنا الأديبة هدى نور الخطيب. واشكرك على هذه الباقة من الأسئلة القيّمة.
|