رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
يقال أن شخوص الكاتب وصوره الأدبية تختلف باختلاف اللغة، وأن روح الكاتب أشد ما تبدو في لغته الأم مهما أجاد اللغة الأخرى التي يكتب بها، وأنت فازت مسرحيتك المكتوبة باللغة البلغارية: " هل يسمعني أحد " بمسابقة وتم تجسيدها على المسارح الأوروبية، وهذه بالفعل معادلة صعبة كيف يمكنك أن تحكي لنا عنها وكيف كان شعورك حين فاز عملك الأدبي وتقدم على من كتبوا بلغتهم الأم؟؟
سؤالك يحتمل العديد من الإجابات ولكن كما أشرت فإن المعادلة صعبة للغاية. لم أضع يومًا ما باعتباري أن أكتب بلغة أجنبية، وبالمناسبة فإن كلّ من يتقن العربية تهون عليه اللغات الأخرى. القراءة بالبلغارية أتاحت لي المجال للتعرف على كمّ هائل من المعرفة الأدبية غير المترجمة للعربية، ووجدت نفسي بعد حين أصفّ الكلمات بسهولة بهذه اللغة، وبشهادة العديد من المطلعين من الكتاب والأدباء البلغار. بالنسبة للمسرحية لم أجد عناءً بفوزها، وكنت على علم بذلك قبل دخولها حيّز المنافسة، وقد تقدّم إيطالي (المسابقة على المستوى الأوروبي) بعرض لتمويل مسرحيته مقابل الفوز، لكن اختيار اللجنة وقع عليّ، وهي مسرحية تعتبر ضمن الأدب الملتزم، فليس من السهل الكتابة عن هموم المرأة اللاجئة، وأتمنّى أن يتيح لي الوقت في المستقبل القريب المجال لترجمتها. فرحتي كانت كبيرة للغاية، خاصّة وأنّها فازت على مستوى رفيع، وتمّ تمثيلها على خشبة مسرح أوروبي. لست الوحيد الذي يكتب بلغتين لكنّي أعتقد بأنّ هذا الشأن قادر على إثراء الكاتب إلى حدّ كبير.
شكرًا لهذا السؤال القيّم سيّدة هدى فقد فتح المجال لي للتعبير عن وجداني ومشاعري تجاه هذه اللغة التي قدّمت لي ما كنت أتمنى الحصول عليه من المعرفة على مستوى عالمي، وأذكّر بأنّ حركة الترجمة في الوقت الراهن للغة البلغارية كبيرة وغنيّة ويمكن الحصول على أهمّ ما يكتب من آداب والاطلاع عليها بسهولة.
|