عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 02 / 2013, 53 : 10 PM   رقم المشاركة : [93]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:sm3: رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان

أهلا بك أستاذ عادل ونكمل المشوار مع أسئلتك،
متى تكون الرواية معرفة ومتى تكون المعرفة رواية حلما مستشرفة ؟

من يعتقد بأنّ الرواية هي تحبير لمئات الصفحات مخطئ، الرواية تحتاج إلى معرفة واسعة بعلوم التاريخ والجغرافيا والأنساب والفيزياء والبيولوجيا والحقوق، اعتمادًا على طبيعة الرواية. الرواية تحتاج إلى ثقافة واسعة، وفي روايتي الأخيرة "مذكرات موسومة بالعار" على سبيل المثال، اضطررت لقراءة عشرات الصفحات في علوم الطبّ البشري لمعرفة كيفية وأصول وضع البلاتين في الشرايين البالية للحيلولة دون وقوع نزيف في الدماغ لخدمة أحد مقاطع الرواية. حين يتحدث الروائي عن حقبة تاريخية قديمة للغاية لا يمكن لأحد أبطال روايته أن ينظر لساعة اليد، لأنعدام وجود هذا النمط من الساعات آنذاك في الماضي. لذا فإن المعرفة وكتابة الرواية شأنان مرتبطان عضويًا، وإذا تمكن الكاتب من ربط هذين العاملين بكفاءة، عندها يمكن القول بأنّنا أمام عمل متميّز وحلمًا يستشرف الجمال والحاضر ويضيء المستقبل وما غاب عنّا في الماضي.

ماسر نجاح النص الأدبي في سيرورة العملية الإبداعية بين الناص والمتلقي القارئ؟

هذا سؤال صعب للغاية، هناك الكثير من العوامل التي تضمن نجاح النصّ، أهمّها للأسف لا يمتلكه عادة الكاتب وهي الحسّ التجاري والقدرة على الترويج للرواية والكتاب، وهذا ما نجده ونقرأه في الحضارة الغربية حيث يمثّل الكاتب عميل تجاري “pr” تتمثّل مهمته بالترويج للكتاب مقابل نسبة معينة من الأرباح. بالمقابل يبدو الكاتب العربي وحيدًا في غابة من الذئاب والوحوش الذين لا يعيرون أيّة أهمية لمجهود الكاتب، فيقوم المؤلف بتمويل كتابه ونقله إلى بعض المكتبات أو القاعات ليبيع ما تيسّر في حفلة التوقيع البائسة، وينقل ما تبقّى ربّما إلى البيت، دون أن تلتزم دار النشر بتسويق الكتاب وإذا نجحت بتسويقه لا يعرف الكاتب بهذه المبيعات لأن الضمير واسع وفضفاض. هذا ما استمعت إليه من العديد من الكتاب أينما تواجدوا في دول العالم العربي، لذا فإن الطريقة العلمية وتوقيع العقود وفرض الغرامات والرقابة، وعلى الأقل صحوة الضمير ضروريّات اساسية لنجاح الرواية والكتاب.

كيف يستشرف أديبنا واقع الرواية بين مطرقة الأصالة والتقليد وسندان الحداثة والتحديث ؟

أعتقد بأنّ المغرب العربي يعيش حالة ثقافية متميّزة مقارنة بدول الشرق الأوسط التي تعاني من أزمات مصيرية متتالية، من ضمنها الربيع العربي وما إلى غير ذلك. لذا فإنّ شأن الرواية العربية ومصيرها آخر ما يعني المهتمين والأخصائيين في هذا الإقليم في الوقت الراهن، وقد رأيت روايات مدعومة من قبل بعض وزارات التربية يصعب تسميتها بقصة متوسطة الحجم، وهذا لا يعني بأنّ الرواية تتطلب عددًا معيّنًا من الصفحات. أرى بأنّ الرواية تعاني من أزمة التردّد ما بين البقاء في الأصالة والتقليد، أحيانًا يفهم الكاتب هذه الضرورة بالبقاء في الماضي، أمّا التحديث وقد تحدثنا عن هذا الشأن من قبل، فيتمثّل في تدمير النصّ والخروج من أطره الضيّقة، وحتّى العالم الغربي يعاني حاليًا من أزمة الكتابة النوعية، وغالبًا ما تتمخّض هذه المعاناة عن ولادة عبقرية قادرة على استباق الزمن بمراحل عديدة للأمام. مثال على ذلك "جيمس جويس"، الكثيرون يرون بأنّ الرواية الغربية توقفت عند هذا الكاتب المبدع وكما تعلم فقد اضطرت بعض دور النشر لترجمة عمله من الإنجليزية للإنجليزية لفهم بعض أعماله. نعم لا يوجد خطأ مطبعي في الكتابة، (الترجمة من الإنجليزية للإنجليزية).

كيف يقيم أديبنا سيرورة ظاهرتنا النقدية وهل هناك ظاهرة نقدية حقيقية يعيشها مشهدنا الثقافي كفعل تغييري محتذى نحو الأمثل المنشود؟

المدارس النقدية شديدة التنوع واعتقد بأنّ هناك محاولات جادّة في هذا المسار، لا أعرف مدى نجاحها، القدرة على النقد يحتاج لمعرفة نفسية تحليلية، لتوضيح مراحل الكتابة وأثر الحياة الشخصية الذاتية على البناء الروائيّ. كما تؤثّر ثقافة الروائيّ على البناء الروائيّ. لكن المشهد الثقافي في العالم العربي يشهد حالة من الفوضى، وأعتقد بأنّ السنوات المقبلة ستشهد فورة في كتابة الرواية والنشاط النقدي بعد أن تتوضح المراحل المقبلة بعد الثورات العربية.

شكرًا أستاذ عادل سلطاني على هذا النقاش البنّاء لك منّي فائق المودة والاحترام.
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس