رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
تحيّة مجددًا سيدة هدى نور الدين الخطيب
ما رأيك بالمذاهب الأدبية الغربية وإلى أي مدرسة تميل أكثر؟؟
يمكن الوقوف على الواقعية، الرومانسية، التجريبية وغيرها من المدارس العديدة في الأعمال الأدبية المختلفة، بالنسبة لي أميل كثيرًا للخلط ما بينها فرواية أحياء في مملكة السرطان جاءت توثيقية في الوقت الذي جاءت فيه رواية أرواح لا تنام رومانسية، أمّا روايتي الأخيرة مذكرات موسومة بالعار فقد جاءت واقعية خيالية أو "تجريبية". جميع هذه المدارس في منتهى الجمال والإغراء وجميعها تتجاذبني. في المرحلة الأخيرة أميل للواقعي التجريبي، وأتمنّى أن أدرك من المعرفة ما يكفي لكتابة التاريخ بطريقة جمالية لإضاءة آثار من وضعوا أسس الحضارة العربية.
ولماذا برأيك لا يوجد مثل هذه المدارس بشكل واضح في الأدب العربي، إذا استثنينا من كتبوا بالعربية لكنهم انتموا للمذاهب الأوروبية مثل جبران خليل جبران؟؟
هذه المدارس متواجدة في العالم العربي بالطبع، لكنّ من الصعب تحديد جماعات أدبية تعلن إنتمائها لهذه المدارس بشكل واضح وملموس. يوجد في العالم العربية طفرات أدبية تظهر ما بين الحين والآخر، تنتج رواية تحالفها الحظ وتنتشر بنجاح، من جهة أخرى تلعب المفاهيم الأصولية بلا شكّ دورًا كبيرًا في عملية الضغط على المبدعين، كما نجد الغالبية العظمى من الأدباء يعملون في مجالات عديدة، الصحافة أو غيرها من المهن كي يتمكنون من سدّ الرمق، ما يعني أيضًا بأنّه من الصعب في مكان امتهان الكتابة والحصول على الدخل الكافي للإستغناء عن الوظائف الأخرى، كما كان عليه الحال في حركة شعر في بيروت خلال القرن الماضي. المدارس الأدبية والنقدية تحتاج لتفرّغ ودعم ثقافي كبير من المؤسسات المعنية، كي تتيح المجال للكتّاب والأدباء بالانطلاق والإبداع. أمّا بالنسبة للأديب جبران خليل جبران فقد نال حظًا وفيرًا حين توجّه للكتابة باللغة الإنجليزية وإلا لبقي ظاهرة أدبية عابرة.
شكرًا لهذه الباقة الجديدة من الأسئلة بانتظار حضورك الكريم المتواصل.
خالص المودة.
|