عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 02 / 2013, 47 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

أم كلثوم وطه حسين والهرم

يبدو أن عدم التفريق بين ثقافة الشعوب التي تشكل واعيتهم وذاكرتهم وبين ثقافة الفئات المتخصصة التى تضعهم تحت نوع واحد من الفكر يخلصون له ويلتزمون به حتى ولو كان ضد طبائعهم الثقافية والبشرية لأنهم سلّموا ولاءهم لتيار معين , وهذه الإشكالية تطرح نفسها بقوة الآن بعد صعود تيارات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم فى بعض البلدان العربية بدأ يفرض منطقه الثقافي والأيديولجي ضارباً بالعمق الثقافي للشعوب عرض الحائط ’ فلقد استطاعت هذه التيارات بقوة ما تملك من تفوق سياسي أن تفرض منطقها الخاص على حساب منطق العامة وأن تحاول أن تمحو الذاكرة الثقافية فى برهة من الزمن
لقد تم إزالة تمثال طه حسين من الميدان الموضوع فيه في محافظة المنيا مسقط رأسه بمصر دون مقدمات أو أي مبرر, طبعا السبب معروف فالتيارات الإسلامية تكره طه حسين منذ أن أنكر عليه أسلافهم كتابه الشهير "الشعر الجاهلي" وبالرغم من أن الكتاب يقدم رؤية عقلانية لقراءة التراث في غمرة التنوير والتحديث للثقافة العربية والتى كان يسعى إليها طه حسين إلا أنهم لم يعوا ذلك لأنهم بعيدون عن منهج التفكير ، مؤمنون حد الاعتقاد بمنهج التسليم , وطه حسين الذى أعاد تشكيل الثقافة العربية منذه حتى الآن لم يكن ملحدا ومن يقرأ كتابه " الشيخان" يكتشف عمق إيمانه ومن يقرأ كتابه " على هامش السيرة" يدرك عقلانيته فى التعامل مع الدين الإسلامي العقلاني بطبعه ومن يقرأ كتابه " حديث الأربعاء" يعرف مدى رؤيته العصرية للتراث الأدبي العربي ’ هذا هو طه حسين الذى استحق أن يخلده التاريخ ليس بوجود تمثال وإنما بوجود تراث أدبي وفكري وفلسفي خلفه طه حسين لتتزود منه الثقافة العربية ’ وما التمثال إلا اعتراف بوجوده فى الوجدان الشعبي المصري ودوره المهم فى إعادة تشكيل ذاكرة الثقافة العربية ’ ولم المنطق الإيماني الآن ولا المنطق العقائدي يسمح لنا - فى ظل تطور العقل العربي والخطاب الديني - يسمح بعبادة الأصنام ومن يعتقد فى ذلك فهذا هو الجهل بعينه والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : أنتم أعلم بشؤؤن دنياكم" وهذا القول يفتح الباب واسعا أمام ما يستنبطه العقل البشري من تطورات عقلية وفكرية تتفق وجوهر الإسلام فى كل زمان وأتصور أن إزالة تمثال طه حسين وتشويه تمثال أم كلثوم التى ما زالت أيضا تحيا بقوة فى الوجدان العربي يدل على سطحية الفكر لأن هناك من الكتب المنتشرة بين أبناء العرب والتى تلعب دورا فاعلا فى تحريف هويتهم وانتمائاتهم ما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الثقافة العربية التي تضرب بقوة ويُسعى لتفتيتها وهدم هويتها ويشكل أيضا خطرا حقيقيا على الخطاب الديني نفسه والانتماء العقائدي فلا إزالة تمثال طه حسن ولا تشويه تمثال أم كلثوم يحلان معضلة مستقبل الثقافة .
وأما يخرج علينا من يعتبر أن الهرم مجرد صنم هايف فتلك نظرة دونية لرموز الحضارات الفاعلة فى تشكيل واعية الشعوب وهذا أيضا يدل على جهل عميق بمعطيات الحضارة الفرعونية التي لا زالت تحير العقول حتى الآن فضلا عن إجحاف فى الفكر نرفضه ولا نقبله فسيظل الهرم شامخا ومؤشرا على بقاء هذه الحضارة ونقائها الفكري والثقافي والعلمي وتفوقها ما بقى الهرم .
كل هذا مؤشر مرعب لتصورنا أننا سوف نعود فى المستقبل إلى الوراء بزاوية 180 درجة وأن مستقبل أبنائنا مهدد بالدخول فى العصور الوسطى من جديد وبدلا من أن نقرأ الطبيعة قراءة مباشرة ونحاول أن نكتشف قوانينها لنحقق الرفاهية والتقدم نرتد لنهتم بوجود صنم هايف أو نزيل تمثال طه حسين أو نشوه تمثال أم كلثوم أو نحطم الرموز من خلال عدم الفهم وغياب منهج التطوير والركون إلى تقديس السلف ويغيب عنا أن ثقافة الشعوب الكامنة فى الوجدان سوف تظل باقية وتنتصر فنذور اليوم هى قرابين الأمس

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة البشر ; 18 / 02 / 2013 الساعة 15 : 11 PM.
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس