رد: أحلام في الشارع - قصة قصيرة
أختي الأديبة هدى ،ياسمينة دمشق دائمة الضوع:
في ريق العمر ،وكنتِ لاتزالين على مقعد الدرس عام 1969 م في السنة الثالثة ثانوي / البكالوريا ،كتبتِ أول قصصك( أحلام في الشارع)، بقلم تلك (الصغيرة)،الشديدة التمكن من مفردات اللغة ،بمساعدة ميراث أب رحمه الله ،وشغفٍ جادٍّ نَهَمٍ يطالع روائع ثمار الفكر الإنساني،حاملةً ذاك الحلم الجميل ،الذي لازال مُعَلقاً في الهدب،لم تبله كرور الأيام .
لكن ذاك ( الحلم )، ولأنه (بداية)و(براءة) مطلقة ،لم يستطع أن يتعدى ( ظاهر) المرض ،ويتجه إلى مكمن العلَّة وسببها ،فرأيتُه- ولأنه بداية كما قلتُ- يتحدث عن معاناة الفقر بشاعرية كبيرة ،كأنما كان يصف الأيدي المتشققة بالجوع والأسى وهو(يأكل بشوكة من ذهب أطايب البوارد والكروسان )! ويصف بإجادةٍ تكاثفَ ظلمةَ الأمكنةِ ،ولا يدري ما أسبابها !
وأعرف أن ما أقوله خطأ كبير، لأنني أحاسب ( براءة ) بحاسابات (يَفَن)
عجوز ! لكن كلامي لا يعني أيّة إساءة إلى جمال القصة ،أو شدة أسرها ، وسلاسة مفرداتها،وإحكام صنعتها ،فذاك واضح شديد الوضوح، لايخفى عن ذي عينين ،وإنما ملاحظتي هي عن ،(مكمن ) المشكلة ،وهوشأن آخر غير( السبك )و (الصياغة ) وجمال الإبداع.
والخير كله لك ،ونبقى مع طيب جمال الدرب.
|